منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   هذا مقال عن الحمين منشد الطيبين :) (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=2268708)

محروم.كوم 12-17-2017 02:10 PM

هذا مقال عن الحمين منشد الطيبين :)
 


هذا مقال عن الحمين

منشد الطيبين :)



د.عبد الرحمن الحمين !


شكراً لك أيها الموفق


كنتُ في صِبَايَ أركبُ مع أحد أخْوَالي في سيَّارتِهِ ، فأراه لا يَفْتَأ يُشَغِّل أشرطةً شِعريةً يُلقيها رَجُلٌ فَصِيحُ النُّطقِ ، حُلوُ النَّغمةِ ، على طَريقةٍ نجديَّةٍ مُطَوَّرةٍ ، فمَرَّةً يُنشدُ أشْعَاراً في ذَمِّ الدُّنيا والملاهِي ، ومرَّةً يتلو شِعْراً لا يُفهم ( علمتُ لما كبرتُ أنَّه من الشعر الجاهلي ) .

كَبرتُ وبدأتُ الاهتمامَ بالأدبِ العَرَبيِّ أيامَ الثَّانوية ، بالاطِّلاعِ عَلَى أشعار الجَاهِلِيَّةِ وصّدْرِ الإسْلام وشعراءِ الحِكْمَةِ وعُتَاةِ البَيَانِ ، فخَطَرَ لي أنْ أُراجِعَ تلكَ الأشرطةَ القديمةَ التي سمعتُها في الصِّبَا ..

لما وَقَفتُ عليها بعد بحثٍ وسُؤَالٍ طَويلٍ ، رَأَيتُ فيهَا المبتَغَى والمقْصُود ، فهي - بحقٍّ - نَادِرَةٌ لم يُسبقْ إليها ، وفيها اختياراتٌ عُلْيَا من الشِّعرِ الجَاهِلِيِّ وشعرِ أبي العَتَاهِيةِ وأشعارٍ متفرقةٍ ... كانتْ تلك أشرطةُ د. عبدِ الرَّحمنِ الحميِّن سَدَّدَهُ الله وَوَفَّقَه .

فقد تميَّز - بارك الله فيه - بصوتٍ جَميلٍ ، وقراءةٍ وَاضِحَةٍ جِداً ، وسَلامةٍ في المَخَارجِ ، فلا يُعييك سمَاعُ الكَلِمَة الصَّعبَة واللَّفظَةِ الغَرِيبةِ ، مع إِجَادَةِ القراءةِ ، وإتْقَانِ اللُّغَةِ في الجُمْلَةِ ، وفوقَ ذلك : جَودةُ اختياره لما يَقْرَأهُ ، فهو يَنْتَقي أفْضَلَ الشِّعرِ وأجودَه وأمتَعه وأفيدَه .وقَدْ يُعَاني المستمعُ من ضَعْفِ التَّسْجِيل -أحياناً- بسببِ تَوَاردِ النَّسْخِ على الشَّريطِ عنْدَ تَسْجِيلاتٍ مختلفة ! ، ومما يُميِّزُ عملَه : سَلَفيَّتُه وتحفُّظُه ، فهو يحذف الأبياتِ الشركيَّة أو المُخالِفةَ للهديِ النَّبَوِيِّ من القصيدة كما في بَعضِ أشْعَارِ شَوْقِي وغيرِه .

فمِمَّا أخرجَهُ مثلاً : المعلَّقاتُ السَّبْعُ ، ثم زيادةُ المعلَّقَاتِ ( الثلاث الباقية ) ، ومَا مِنْ شَكٍّ أنَّ المعلقات هي أرفعُ الشِّعرِ الجَاهلي وأصحُّه في الجملة ، وكذلك أخرج - بارك الله فيه - كثيراً من المخْتَارات من الشِّعرِ الجَاهِلِيِّ كـ : قَصِيدَةِ كَعْبِ بن سَعْدٍ الغَنَوِيِّ في رِثَاءِ أخيه أبي المِغْوَارِ والتي مطلعُها :

تَقُولُ سُلَيمَى مَا لِجِسْمِكَ شَاحِبَاً **** كَأنَّكَ يحميكَ الشَّرَابَ طَبيبُ


و قَصيدةِ ذِي الأصْبعِ العدواني وهي من مختارات المفضَّلِ في مُفَضليَّاتِه ، ومطلعُها :

يا مَنْ لِقَلْـبٍ شَدِيدِ الْهَمِّ مَحْزُونِ ... أَمْسَى تَذَكَّـرَ رَيَّا أُمَّ هَارُون


أَمْسَى تَذكَّرَها مِنْ بَعْدِ ما شَحَطَتْ ... والدَّهْرُ ذُو غِلْظَةٍ حِيناً وذُو لِينِ


فإِنْ يَكُنْ حُبُّـهَا أَمْسَى لَنَا شَجَناً ... وأَصْبَحَ الْوَأيُ مِنـها لا يُؤَاتِيني


فقـد غَنِينَا وشَمْلُ الدَّهْـرِ يَجْمَعُنَا ... أُطِيعُ رَيَّا وريَّا لا تُعَاصِينِي


ومنها : قصيدةُ حَسَّانِ بن ثابتٍ - رضي الله عنه - التي يقول فيها :

عفتْ ذاتُ الأصابعِ فالجِواءُ .... إلى عذراءَ منزلها خلاءُ


دِيَارٌ مِنْ بَني الحَسْحَاسِ قَفْرٌ... تعفيها الروامسُ والسماءُ

والقصيدة الأخرى التي يقول فيها :

عرفتَ ديارَ زينبَ بالكثيبِ ... كخطّ الوحيِ في الرقّ القشيب


تعاورها الرياحُ وكلُّ جونٍ ... مِنَ الوَسْمِيّ مُنْهَمِرٍ سَكُوبِ


وقرأ أيضاً قصيدةَ كَعبِ بن زُهيرٍ ( البُرْدة ) ، وقَصَيدةَ مَالكِ بن الرَّيْبِ المَازِنيِّ التَّمِْيمِي وهي من القصائدِ الجِيَادِ اللاحقةِ بالمرتبةِ العُلْيَا . ومُخْتَارَاتٍ من ديوان الشافعي ، وقصيدةَ فتح عَمُّوريَّة لأبي تمامٍ ومن القصائد أيضاً : مقصورةُ ابنِ دُرَيدٍ ، وقَصيدةُ التِّهَاميِّ في رِثَاءِ ابنِهِ ، ولاميةُ ابن الوَرْدِيِّ ، ولاميةُ الصَّفَدِيِّ ، ونُونيَّة ابنِ القيِّم فيما بَلََغَني ، ومِيْمِيتُه ، ولَعَلَّ أشهر ما أخرجَه : ديوانُ شعرِ الزُّهدِ والحِكْمَةِ لأبي العتاهية ( في أربعة أشرطة ) انتقى من أشْعَارِ أبي العَتَاهِية أجمَلَها وأحسَنَها .

ولم يَقْتَصِر كَذَلك على الشِّعرِ القَديمِ ، بل تَلَى كثيراً من الشِّعرِ الحَدِيثِ مِثل : مختارات من شعرِ أحمد شوقي في ثلاثةِ أشرطةٍ ، والشَّرِيطُ الأوَّلُ منها لا يَعْدِلُه في قَلبي شيء . ففيه : قصيدةُ المُعَلِّمِ الشَّهِيرَةِ ، وقَصيدتُه الرَّائعة التي يقول فيها :

سَلُوا قلبيْ غداةَ سَلا وتَابَا *** لَعَلَّ على الجمالِ لَهُ عِتَابَا

وفيها يقول شوقي مادحا ًالنبيَّ - صلى الله عليه وسلم - :

أبا الزَّهْرَاءِ قد جَاوزتُ قدري **** بمدحك بَيْدَ أنَّ لي انتِسَابَا


فَمَا عَرَفَ البَلاغَةَ ذو بَيَانٍ **** إذا لم يتخـذك له كِتَــابا


مدحْتُ المالِكِينَ فزدتُ قَدْرَا **** فحينَ مَدَحتُكَ اقتدتُ السَّحَابَا

وقصيدةُ الأزْهرِ التي يَقُولُ فيها :

قُـم في فَمِ الدُنيا وَحَيِِّ الأزهَرا ... وَانثُر عَلى سَمعِ الزَمانِ الجَوهَرا


وقَصيدتُه الرائعة الذائعة ( نهجُ البُرْدَةِ ) والتي عَارَضَ فيها قَصِيدةَ البُوصِيْرِيِّ ، ومطلُعُ قصيدةِ شوقي :

ريمٌ عَلى القاعِ بَينَ البانِ وَالعَلَمِ ... أَحَلَّ سَفكَ دَمي في الأَشهُرِ الحُرُمِ


رَمى القَضاءُ بِعَينَي جُؤذَرٍ أَسَدًا ... يا ساكِنَ القاعِ أَدرِك ساكِنَ الأَجَمِ


وفيه أيضاً قصيدةُ رثاءِ الدَّولةِ العُثْمَانيَّةِ والتي مَطْلَعُها :

عادَت أَغاني العُرسِ رَجعَ نُواحِ ... وَنُعيتِ بَينَ مَعالِمِ الأَفراحِ


كُفِّنتِ في لَيلِ الزَفافِ بِثَوبِهِ ... وَدُفِنتِ عِندَ تَبَلُّجِ الإِصباحِ



ومن مُخْتَارَاتِ الدكتورِ - سَلَّمَهُ اللهُ - : مختاراتٌ من ( القَصِيدةِ العُمَريَّةِ ) لحافظ إبراهيم ، وقصيدةُ ( الشَّرِق النَّاهض ) للشَّاعرِ العِرَاقيِّ محمد رِضَا الشَبِيْبِيِّ وهي قَصيدةٌ جَيدةٌ وإن لم تَشْتَهرْ ،ومختاراتٌ من شعرِ البَارُوديِّ .
ولم يَقصُر صَاحبُنَا الموفَّقُ جُهْدَهُ على الشِّعْرِ فَقَطْ ، بَلْ أَخْرَجَ بَعضَ النَثْرِ العَالي ، ومنه : اختياراتٌ من مقامات بديع الزمان ، وكذلك : مختارات من مَقَامَاتِ الحَرِيريِّ ، وكذلكَ مختاراتٌ من الفَرَجِ بَعدَ الشّدَّةِ ، وغيرُ ذلك .

وقد تكرَّمَ أيضاً بإخراجِ بَعضِ المتُونِ كـ : نَظمِ مُثَلَّثِ قُطْرُب ، والدُّرَةِ البَهِيَّةِ في نظم الآجُرُّوميَّةِ ، وبعضِ القَصَائدِ والمنْظُومَاتِ الأَخُرَى .


ودَوَامُ السَّمَاعِ من هَذِهِ الأشْرِطةِ نَافعُ جِداً في الحِفظِ والمرَاجَعَةِ والتَذَوُّقِ ، بحيث تَختَصِرُ الوقتَ في الحِفْظِ في السَيَّارةِ ذَهَابَاً وإيَابَاً وفي أثْنَاءِ السَّفَرِ ووَقْتِ الرَّاحَةِ . وكثرةُ سماعِ الشعرِ تُعطي الإنسانَ ملكةً في تَذَوُّقِ الشِّعرِ ونَقْدِهِ ، ومعرفةِ الوَزْنِ بالسَّلِيقَةِ ، والتَّمْيِيزِ بينَ الشِّعْرِ ...

وهذا النتاجُ الرَّائع المميَّز مثالٌ حي لجهدٍ غيرِ مُتَكلَّفٍ ، جهدٍ لم تَقُمْ عليه مؤسَّسَاتٌ ولم تُنفقْ فيه الملايين = يُصْبِحُ بعدَ ذَلكَ مَشْرُوعَاً يُفاخرُ به ، ويُشكرُ ويُبجَّل صاحبُه ، فَيَا مَنْ رَامَ النَّفعَ والبَذْلَ اقتدِ بهذا الجُهْدِ واعملْ ما تستطيعُ ، فلعلَّ عَمَلا تحتَقِرُه يَوْمَكَ يَكُونُ عَظِيمَاً في غَدِكَ ، وكمٍ من مشروعٍ بدأ بفكرةٍ قَرِيبةٍ ثم انتَشَرَ وذَاعَ وكُتِبَ لَهُ القَبُولُ !


فالشُّكرُ والعِرفَانُ والامتنَانُ للرَّجُلِ الموَفَّقِ ، والأسْتَاذِ النَّبِيلِ د. عبدِ الرّحمَنِ الحميِّن عَلَى هذا العَمَلِ المبَارَكِ ، فَلَكَمْ اسْتَفَادَ منكَ مُسْتفيدٌ ، فقدْ قَرَّبتَ الأَدَبَ لِمُحبيهِ ، وَلَكَمْ دَعَى النَّاسُ لك بظهرِ الغيبِ ، أسألُ الله لَكَ التَّوْفِيقَ في حَيَاتِكَ ، والإعَانَةَ على دُنياك ، والغُفْرانَ لك في الآخرة ، والمآبَ الطيِّبَ يَومَ اللُقْيَا ، وأن يجْعَلَكَ مُبَارَكَاً مُوفقاً أينما كنت ... والسَّلامُ عَليكَ يومَ وُلدتَ ويومَ تموتُ ويومَ تُبعثُ حيَّا ، ورَحمَ الله امرأً أطلعَ الدُّكتورَ على هذهِ الخاطرة ، والرجاء قائمٌ بلقائِه والسَّلامِ عليه وتقبيلِ رأسِهِ .

وصلى الله على النبي المصطفى والحبيب المجتبى ، وعلى آله وأصحابه الأطهار ومن تبعه بإحسان ...

وكتب :
ابن المهلهِل ملتقى أهل الحديث

ــــــــــــــــــــــــــ


منقووووووول



الساعة الآن 01:23 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227