صـفـيـنُ جـديـدةٌ في البحرين !
 

البيان الذي أصدرته جمعية الأصالة "الإسلامية" والذي تنتقد فيه وضع شعار الوفاق المتمثل في علمها الأزرق، لا يمكن أن يدخل إلا في إطار المناكفة السياسية،أو دائرة "التفاهة السياسية"،فالعلم الوفاقي ليس وليد زيارة ولي العهد إلى مجلس أمينها العام،فهو موجود منذ أن تأسست الوفاق كشعار للجمعية،ومسجل رسمياً في نظامها الأساسي.
قانون الجمعيات السياسية في مادته (6) التي نصها "يجب أن يشتمل النظام الأساسي للجمعية على القواعد التي تنظم شئونها السـياسـية والتنـظيمية والـمالية والإدارية بما يتفق و أحكام هذا القانون. و يجب أن يتضمن هذا النظام بصفة خاصة ما يلي:
1. اسم الجمعية و شعارها، على ألا يكون اسمها أو شعارها مشابهاً لاسم جمعية أخرى أو شعارها، سواء أكان الاسم كاملاً أم مختصراً، أو كان اسماً لجمعية توقفت عن نشاطها لأي سبب من الأسباب كما يجب ألا يكون اسماً لإحدى هيئات الدولة أو لأي مواطن أو لإحدى العائلات، أو يمس المشاعر العرقية أو القومية أو الدينية""

،وعلم الوفاق كشعار لا يتنافى وأحكام هذه المادة،فليس:

- مشابها لإسم جمعية أهرى أو شعارها
- ليس إسماً لإحدى هيئات الدولة
- ليس إسم مواطن أو عائلة
- لا يمس المشاعر العرقية أو القومية أو الدينية

مما يعني أن "التشنيع الأخرق" الذي مارسه "الأصاليون" تجن واضح على جمعية الوفاق،وخارج عن سياق اللباقة والكياسة،بل أسهل أبجديات السياسة؛فالكثير من الأحزاب في العالم لها شعاراتها التي عادة ما تتضمنها أدبياتها أو مطبوعاتها،أوليس للأصالة شعار؟

إذا كان العلم أو الشعار الوفاقي "مجاز" قانوناً فلماذا تتدخل الأصالة أو غيرها؟ بل لماذا تثير الغبار وتتدخل في سلطات هي من شأن النظام السياسي؟

أهي غيرة سياسية أم حسد سياسي؟

هل استكثروا على الوفاق زيارة ولي العهد؟

ما الغرض بالضبط من هذا البيان الأجوف؟

إذا كان ولي العهد وهو المعني بالزيارة لم "يتحسس" من العلم الوفاقي الذي وضع جنباً إلى جنب مع علم البحرين، فماذا الذي حدا ببعض سفهاء القوم أن ينصبوا أنفسهم "ناطقين رسميين" بإسمه؟

إن بيان الأصالة للأسف لا يستحق كل هذه الضجة المختلقة محلياً وعالمياً،بل من التفاهة بمكان أن تتعاطى معه وسائل الإعلام.
لقد أثبت نهج السلفية السياسية المتقلب منذ "صفين العصر" وما قبلها أنه لا يمكن المراهنة عليه،أو الإطمئنان له؛ففي كل يوم له بيان،وكل يوم في شأن، متقلب متلون كبحر لجي ليس له قرار !