منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   انها الارض (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=223701)

محروم.كوم 09-04-2009 02:10 AM

انها الارض
 
إنها الأرض

من أهم وأحسن الأخبار التي نقلتها الصحافة خلال الأسبوع الجاري، الخبر الذي أعلنه رئيس لجنة التحقيق في أملاك الدولة، في إطار مساعيها للتدقيق مع المالية والتسجيل العقاري بخصوص 171 عقارا.

الخبر يتحدث عن إرجاع عقار الحد البالغ مساحته أكثر من مليون و732 ألف متر مربع إلى وزارة الإسكان، بعد أن حوّل سابقا إلى شركة البحرين للاستثمار العقاري. ويُحسب للنواب اعتراضهم على تحويل هذا العقار المهم إلى الشركة، لأنه كان مخصصا للمشاريع الإسكانية، وتبلغ مساحته 1732455 مترا مربعا.

ملف الإسكان من أهم الملفات التي يمكن أن يعمل عليها النواب، فالقضية تهم جميع المواطنين، ولا يمكن اتهام من ينادي بالحفاظ على ملكية الأراضي العامة، بأنه يعمل لفئة أو طائفة أو إثنية أو عرق. فقضية الأراضي تمس حاضر كل مواطن، وتمس مستقبل كل شاب وشابة، وطفل وطفلة، من كل المحافظات الخمس.

يمكن للكثيرين انتقاد البرلمان لضعف أدائه، ولقلة محصوله، ولكن أية جهود تؤدي إلى حفظ الأرض كثروة عامة، سيبقى موضع تقدير، وهو أمرٌ يشترك فيه البرلمان والمجتمع المدني، والتحركات الأهلية، والصحافة التي تمارس دورها وتتحمل مسئوليتها تجاه الوطن.

لا نريد أن نستبق الأحداث أو نبالغ في الإنجازات، لكن لابد من البناء على ما تم، فالأرض إحدى الثروات العامة، وإحدى عناصر السيادة، حتى العرب القدامى ربطوا الأرض بالعرض. ويكفي أنها ستلعب دورا كبيرا في توجيه الحراك السياسي في المستقبل المنظور، وسيرتبط بها الأمن والاستقرار ارتباطا وثيقا.

البحرين أصغر بلد عربي على الإطلاق، حتى لبنان أكبر مساحة منا بعشرات المرات. وتعاني من كثافة سكانية مرتفعة، يزيدها حدة حركة التجنيس المدمّرة، التي سيدفع الجميع ثمنها، وطنا وشعبا واستقرارا وموارد شحيحة في الأساس. ولقد أصبح الجميع يدرك الآن ما يلقيه التجنيس من ضغوط على الخدمات العامة، من صحة وتعليم ومواصلات... وخصوصا الإسكان، هذه العبوة المتفجرة التي تنام تحت الرماد. لذا فإن الأرض ينبغي النظر إليها بأحد مفاتيح الأمان بالمستقبل، بدل تركها هكذا، تعمل كصواعق تفجير مسكوت عنها تتفاعل تحت الرماد... وما حدث في القرى الأربع ما هو إلا ضوء أحمر ينبهنا إلى نهاية النفق المسدود.

إن هذه القضية موضع إجماع، ما لم يتلاعب بالعواطف بعض المغرضين، فلا يمكن القبول بتحويل أية أراضٍ سبق تخصيصها للمشاريع الإسكانية في أية منطقة، إلى أية جهاتٍ بحجة الاستثمار، فضلا عن الاستملاك والانتفاع الشخصي على حساب الغالبية العظمى من الشعب، الذي يضطر أفراده للصبر أكثر من 15 عاما بانتظار البيت الذي لا يجئ.

أحد المواطنين كان يتحدّث عن زوج أخته أمس، الذي تزوّج في العام 1987، وأنجب وماتت زوجته، وتزوّج أخرى ليعيش معها وأولاده في منزل أبيه، ومازال ينتظر حتى الآن بيت الإسكان. وهذه مجرد واحدة من قصص المعاناة التي تضيّق الحياة وتقتل الأمل لدى آلاف المواطنين، الذين يرون تفضيل أبناء الأوطان والجنسيات الأخرى عليهم.

على قلة المحصول العام، لا يفوتنا أن نشدّ على أيدي النواب، بارك الله مساعيكم المشتركة للحفاظ على ما تبقى من أرض للمنفعة العامة، فالأرض هي العرض.


قاسم حسين


الساعة الآن 05:40 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227