طبخة سعادة


تعرفون طبعاً ان السعادة ليست قالباً موضوعاً نشتريه أو نتبناه..
فهي مؤلفة من مكونات.. وكلها تابعة للنفس البشرية ومحيطها..

السعادة كالطبخة الموصوفة.. يتم تحضيرها في ذواتنا على النحو التالي:

- المركب الأول: التنازل عن "القناعة"،التي قيل فيها إنها "كنز لا يفنى". لأن الكنز يعني "الشيء الكثير". والكثير - خصوصاً في أيامنا - لا تدري كيف توظفه في أسواق المال الرجراجة والمتداعية..
كما أن السعادة التي تنتهي بالقناعة بدائية، تكتفي بالقائم، أو بـ"النصيب".. ولا تحض على تغيير الرتابة أو على تطوير الحياة.

- المركب الثاني: التطلع نحو تحقيق هدف.. وإن تحقق، تضع لنفسك هدفاً جديداً.. وهكذا دواليك..
حتى لو ظللت تلهث وراء الأهداف طيلة العمر، يظل لحياتك طعم على طول المدى.. مداك أنت!

- المركب الثالث: المحبة: محبة الوالدين، الأهل، الناس كلهم.. حب الرجل للمرأة وحب المرأة للرجل - الحب العفيف قبل الزواج، وإذابته في العشرة بعد الزواج.. يُحلي الأيام.
وهناك من يجد سعادته في العطاء.. وهناك من يراها في جني مردود ثمرة كده..
فبدون محبة/حب تظل الساحة مرتعاً للغرائز شبه الحيوانية التي فينا!

هذه عينات فقط من المركبات العديدة والتي يصعب حصرها..

قبل أيام قرأت خبراً يقول أنه تم العثور عل جثمان متسلق الجبال الأمريكي (لا أذكر اسمه).. فقلت مات سعيداً. إذ حين تصل "الهواية" - التي هي بنت من بنات السعادة – حد ذهاب صاحبها وحيداً ليتسلق جرف جبل، لا يخطر ببال الشخص العادي – مثلي ومثلك - مجرد التفكير بذلك، ويموت وهو يحقق هذه "الهواية"، فقد مات سعيداً..

مقادير طبخة السعادة:
مقادير طبخة (أو كعكة - كيك) السعادة، تختلف باختلاف الزمان والمكان وتربية الإنسان والمحيط داخل العائلة أو في الشارع أو في الموقع تحت الشمس (درجة التعليم.. وسائل التربية.. المناخ العائلي والاجتماعي والجوّي، والتضاريس الجغرافية..ألخ).
لهذا فالسعادة مختلفة المذاق لاختلاف المقادير وطريقة التحضير.. لكنها السعادة!


ألديك مقادير أخرى؟.. تفضل!