منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   مقال رائع للجمري... سياسة المناكفة. (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=220692)

محروم.كوم 08-30-2009 09:20 PM

مقال رائع للجمري... سياسة المناكفة.
 
لعل من الأمراض التي نشهدها في جوانب من الخطاب السياسي في البحرين هي ظاهرة «المناكفة»، إذ تسمع وتقرأ بيانات وشعارات وتصريحات الهدف منها مناكفة الآخر والتهكم عليه، أو إطلاق السخرية اللاذعة، أو إهانة الرمزيات الاجتماعية أو الدينية أو السياسية، بحيث يمكن أن نقول إن لدينا الآن «صناعة متكاملة» للمناكفة، وهذه الصناعة يشترك فيها عدد غير قليل من مختلف الأطراف.

لا يقتصر الأمر فقط على إصدار بيانات متتالية لا معنى لها، وإنما يتعدى الأمر أكثر من ذلك. ولو أخذنا بعض الأمثلة على ذلك، سنرى كيف أن مثل هذا الوضع لا يعتبر سليما. فمثلا، نقرأ لأحد النواب المناكفين في كل شيء لفئة من المجتمع اتهامه لجمعية سياسية بأنها تناصر المتمردين في اليمن (هكذا بصورة مجانية ومن دون أي شعور بالإحساس أو بما ستؤول إليه مثل هذه التصريحات)، وهذا النائب لا يتوقف عن إصدار البيانات اليومية التي تستهدف المناكفة فقط. على الطرف الآخر، نقرأ بيانات بأسماء كثيرة لجهات معارضة، وفي كثير من الأحيان الأسماء جميعها تمثل جهة أو جهتين، والهدف منها مناكفة الحكم في كل شيء بحيث يتحول هدف العمل السياسي إلى إحراج السلطة في أي شيء. المشكلة في سياسة المناكفة أنها حركة غير هادفة، بل إنها عدمية... ففي سؤال وجه الى أحد المناكفين: «ماذا لو استجاب الحكم للطلب الذي ترفعه حاليا؟»، وكان جوابه «سأبحث عن مطلب آخر وسأرفعه».

المناكفون ينتشرون في البيئة السياسية التي تعاني من المجاعة في الفكر وفي التعاطي السليم مع المشكلات التي تمر بها الأمة. فنرى مثلا أن السلطة لا تعير أي اهتمام لمجموعة من المواطنين التزموا القانون واحترموا أنفسهم واعتصموا 535 يوما لإيصال صوتهم بشأن وعود إسكانية مكتوبة وتم النكث بها، ولكن السلطة تجاهلتهم تماما... وعندما تتجاهل السلطة من يلتزم بالقانون فإنها تشجع المناكفين على دخول الساحة، لأنهم وحدهم الذين يستطيعون إيذاء السلطة عبر وسائلهم الخاصة.

السلطة تتحمل جانبا كبيرا من المشكلة، لأنها تقوم بتربية ورعاية وتمويل وحماية (وربما توجيه وقيادة) عدد غير قليل من المناكفين الذين يقفون معها ضد فئات من المجتمع وضد المعارضة، وبالتالي فإن لكل فعل رد فعل، والنتيجة هي إفساح المجال للأطراف المعارضة لكي ترد الصاع صاعين.

كثير من المثقفين ومن المدركين لتعقيدات الأمور يحاولون الدخول على الخط من أجل حلحلة القضايا قبل أن تتطور أكثر، ولكن أبواب الحكم «موصدة» أمامهم، وليس لهم سبيل سوى الانزواء والابتعاد عن الساحة، ومن ثم يترك الأمر ما بين مناكفي المعارضة ومناكفي السلطة. والنتيجة هي أن السلطة (أو من بيده القرار) يفقد قدرته على التأثير السياسي الحضاري، ويلجأ بعدها الى استخدام قوة المال (لشراء الأشخاص والجماعات)، وقوة القمع لتسيير شئونه... ولكن كل ذلك يكون على حساب فقدان السمعة الحسنة


منصور الجمري
العدد : 2550 | الأحد 30 أغسطس 2009م الموافق 09 رمضان 1430 هـ

المصدر:

http://www.alwasatnews.com/2550/news/read/306625/1.html


الساعة الآن 05:32 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227