منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   بيت العنكبوت، وانهزام النظام أمام الكلمة (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=218626)

محروم.كوم 08-29-2009 03:20 AM

بيت العنكبوت، وانهزام النظام أمام الكلمة
 
بيت العنكبوت،
وانهزام النظام أمام الكلمة

عبدالجليل السنكيس
28 أغسطس 2009م

قبل أن يعقد مهرجان شعبي للتضامن مع المعتقلين في كرزكان- هذه الليلة- تم الإعداد له من مدة وتسجيل أوبريت إنشادي وشعر وكلمات لشخصيات شعبية تتناول موضوع المعتقلين، حضرت قوات أمن خاصة مكونة من مرتزقة أجنبية لموقع الإحتفال، وقاموا بمنع المجماميع الشعبية من الحضور وتهديد المنظمين- الذين كان قلبهم على المواطنين من الحضور والمواطنين المقيمين في القرية.

لقد حضرت القوات المدججة بأعداد كبيرة ورابطت على مدخل القرية، حتى كتابة هذه السطور، وأدخلت الرعب في القرية وسكانها وجعلت المنظمين في وضع حرج اضطرهم، خوفا على سلامة الجميع، الذين شمل النساء والأطفال، من تهورالقوات المرتزقة الأجنبية التي لا تعرف الرحمة. ولم يتحرك المتحدث بلسان تلك القوات من مكان عقد المهرجان إلا بعد أن اطمئن على اتخاذ المنظمين على قرار إلغاء المهرجان في الساحة المقابلة لمدرسة كرزكان (ساحة الشهيد فاضل)، بل والبدء في تفكيك المسرح المعد لذلك، ونشر خبر ذلك.

لقد حاول المنظمون نقل بعض فقرات المهرجان الى المأتم الغربي، وقد صار ذلك، ولكن جو المهرجان وأجزاء أساسية منه لم تتم، كما أن الكلمات التي ألقيت كانت قصيرة، ولم تحظى بالعناية والحضور المبرمج والمطلوب.
ووقفتنا ليس في خيارات المنظمين في الإصرار على عقد الفعالية بقصد ابقاء قضية المعتقلين المظلومين والمستهدفين حية في ضمير الأمة ووجدان المجتمع. ولكن ما نريد ان نشير له على هذه العجالة، هو ردة فعل النظام تجاه المهرجان وأسلوبه في التعاطي مع أي وسيلة تعبير تخالف قناعته.

الذي يسمع ويعلم لردة الفعل هذه من النظام، يتصور أن المهرجان هو عبارة عن مخطط إرهابي لقلب النظام وإثارة الفوضى ونشر الفساد، ليس عبارة عن تجمع شعبي، بصورة متحضرة وسلمية وهادئة، لسمع الكلمات، والشعر وأوبريت إنشادي. وتأتي أبواق النظام لتتحدث عن حرية التعبير، والديمقراطية، وسماع الرأي الآخر، بينما في حقيقة الأمر، لايتحمل النظام أن تستمع الناس لكلمات شعر، أوبريت، محاضرة. يضيق بمدونة، وبمنتدى إلكتروني يتبادل فيه المتداخلون الأخبار والحديث عن الأوضاع ويعبرون فيها عن مشاعرهم.

لا يستطيع النظام أن يفتح المجال، لا في الإذاعة أو التلفزيون أو في الصحافة، ولا في النوادي أو المنتديات، لمن يقول ما يعتقده، ويختلف مع رؤية وقناعة النظام. وسوف أشير في مقال قادم الى مجموعة المقالات المحرمة لمحدثكم واستعملت كأدلة إدانة لـ"التحريض على كراهية النظام والإزدراء به" والـ"دعوة لقلب نظام الحكم" كما عرضها رئيس النيابة في لقاء به يوم 26يناير الماضي، بعد اعتقالنا ذلك اليوم، مع الأستاذ حسن مشيمع والشيخ محمد حبيب المقداد.

النظام لا يحتمل المعارض المعروف، ولا الشاب الناشط الذي يعمل في الضوء ويكشف عن شخصيته، ولا الطفل المشاكس في المدرسة، بشكل مباشر عبر المواقع المتاحة، أو حتى بأسماء مستعارة كما يحدث في المنتديات الإلكترونية المحظورة، وما اكثرها. النظام لا يحتمل من يتحدث باسم المؤسسات الرسمية المسجلة (بل إن احد أهداف التسجيل تحت قوانين النظام هو تكبيل تلك المؤسسات ولجمها)، ومستعد لغلق الشوارع المؤدية لمكان عقد ندوة في أي من تلك المؤسسات، كما حدث لجمعية وعد في الجفير وبعدها في فرعها في عراد.

وأي نظام يعتد بنفسه لا يستطيع أن يحتمل مهرجان احتفال شعبي بيوم وطني تاريخي. وأي نظام بتلك الترسانة الإعلامية والمؤسساتية (الكارتونية) لا يتحمل أن يستمع الناس لأوبريت إنشادي وشعر وكلمات، هو نظام ضعيف، بما تعني الكلمة، وهو بيت عنكوبتي وهن، يخاف الكلمة ويخشى قائلها. وهو مستعد أن يقترف الجرائم ضد الإنسانية من أجل أن لا ترى الكلمة مسارها ومجراها لمسامع الشعب. المشكلة في النظام أنه يعتقد أن قادر على حجز الكلمة من أن تنطلق، والصدور ملئ بالتعبير عن ظلمه وتجاوزه وانتهاكاته على الأصعدة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية والدينية وغيرها.
إن لم يستطع ان يهضم بأن محاربة حرية التعبير هو حرب خاسرة بمجميع المقاييس والمعايير، وإن كل ما يعمل هو أن يزيد من القناعة ليس بقمعه ودكتاتوريته بل بظلمه وغطرسته، وهذه علائم إنتهاء الإنظمة التي تلجئ للظلم. وكما قال الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، و"إنما يحتاج الى الظلم الضعيف".

فالنظام لم يكتفي بما قام من انتهاكات في حق أولئك الشباب المظلوم حين لفق لهم تلك الجرائم، وكيف القضايا ضدهم،بل يمنع حتى الحديث عنهم وعن معاناتهم، فأي ظلم أكثر من ذلك؟ لقد برزت مظلومية أولئك الشباب الحر عبر جلسات المحاكمات التي كشفت وعرت الأجهزة الأمنية والقائمين عليها، وسوف تبرز مظلوميتهم أكثر في الأيام القادمة. وما حصل الليلة إلا دليل على ذلك. فالله يعينهم ويعين أهاليهم وهو القادر على فك قيدهم، إنه سميع مجيب وقادر على مايشاء لا ما يشاء غيره.

إن ما يقوم به النظام من قمع لكل عناوين وانواع حرية التعبير هي دلائل ضعف، وليست معالم قوة وقدرة تهاب من الكلمة عندما تخرج من الصدور. إن نظام يخاف الكلمة هو نظام ضعيف مهما زادت وتفرعت وتشابكت مؤسساته، فهو كبيت عنكبوت وكما أشار القرآن الكريم:" إن أوهن البيوت لبيت العنكبوت".
كما حدثنا التاريخ، فإن الإنتصار -بلا شك- في نهاية الأمر للكلمة وحرية الشعوب. وإن النظام كلما زاد في قمعه للكلمة ومصادرته للحريات، فإنه يعجل فنائه من هذه الأرض، شاء من شاء وأبى من أبى. فالحكم يبقى بالعدل والإنصاف، وينتهي بالظلم وانتهاك الحريات، ولن يختلف النظام في البحرين عن بقية الأنظمة القمعية الأخرى التي صار مآلها مزبلة التاريخ لأنها بكل بساطة لم تحافظ على عناصر البقاء، وهي العدل واحترام الشعب وصيانته حرياته.

وإنها لمسألة وقت، إلا أن يغير النظام من عقليته وممارسته وسلوكه، فالتاريخ لا يجامل وسننه لا تتبدل، فهل يعي النظام ذلك؟


الساعة الآن 06:24 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227