منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   العلمائي يفصل الجدل حول خطبة الستري (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=218064)

محروم.كوم 08-27-2009 09:10 PM

العلمائي يفصل الجدل حول خطبة الستري
 
باسمه تعالى
بيان

للحقيقة لسان


الزوبعة المثارة حول تصريح سماحة السيد حيدر الستري الأخير بشأن سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم (حفظه الله تعالى)، وما صاحبها من مقالات وتعليقات وإثارات، لها مستويان؛ أحدها فكري ديني، والآخر سياسي. وأمام هذه الضجّة المزدوجة نرى من الضروري تقديم التوضيحات التالية:
أوّلاً: على المستوى الفكري الديني، وذلك عبر النقاط التالية:

1- من الحقائق الواضحة التي لا شكّ فيها، والقضايا المسلّمة التي لا نقاش فيها عندنا، أنّ للرسول الكريم والأئمة المعصومين (صلوات الله عليهم أجمعين) مقاماً شامخاً لا يدانيهم فيه من سواهم من الأولين والآخرين، فلا يقاس بهم أحد مهما بلغ من العلم والإيمان والتقوى، لأنّهم صفوة الله من خلقه وأولياؤه على عباده، وهم معصومون مطهرون منزّهون من كلّ عيب أو نقص أو خطأ.
وفي ضوء ذلك يمتنع مساواة غيرهم بهم صلوات الله عليهم، ولكن لا يعني ذلك غلق باب التشبّه بهم ومحاكاتهم والاقتداء بهم ومحاولة الوصول لمقامات قريبة منهم بحيث يكون شخص مّا أقرب الناس إليهم وأشبه الناس بهم إيماناً وعملاً، أخلاقاً وإخلاصاً وزهداً وجهاداً.. في عصر من العصور، وهذا معنى مقبول ومتداول؛ فيروى أنّه عندما تقدم علي بن الحسين الأكبر لمبارزة القوم في كربلاء، رفع الإمام الحسين (عليه السلام) سبّابته نحو السماء وقال: (اللهم اشهد على هؤلاء القوم فقد برز إليهم غلام أشبه الناس خلقاً وخلقاً ومنطقاً برسولك، كنّا إذا اشتقنا إلى نبيّك نظرنا إلى وجهه..) بحار الأنوار ج45، ص47.
وهناك باب يذكر في كتب الحديث تحت عنوان (المشبّهون برسول الله"صلى الله عليه وآله")، ويذكرون منهم؛ جعفر الطيار، والحسن بن علي (عليه السلام)، وقثم بن العباس.. وقال في الاستيعاب: (وكان جعفر بن أبي طالب أشبه الناس خلقاً وخلقاً برسول الله) الخبر. راجع مستدرك سفينة البحار ج5، ص344،345.
بل إنّ آفاق العروج الروحي والسمو النفسي مفتوحة في مساحات أوسع من ذلك، وهذا ما يعبّر عنه الحديث القدسي المشهور: (عبدي أطعني تكن مَثَلي (أو مِثلي) تقول للشيء كن فيكون).
كلّ هذا يدلّ على أنّ الإنسان يمتلك طاقات كبيرة للعروج والسمو، بل هو مدعو للتحرّك في هذا الطريق ليبلغ المراتب العالية وينال الأوسمة الإلهية الرفيعة.
وفي هذا السياق ينبغي أن يفهم كلام سماحة السيد حيدر الستري بشأن سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم حفظه الله تعالى، وهو بذلك يعبّر عن قناعة شخصيّة تجاه سماحة الشيخ، فلا داعي للتهويل والتشنيع ومصادرة قناعات الآخرين، ومجرّد عدم استساغة التعبير الذي استخدمه السيد، أو الاختلاف معه في القناعة الخاصّة، لا يجيز ولا يبرّر هذا الاستنفار الكبير والهجوم الشديد على سماحة السيد أو سماحة الشيخ.

2- أمّا بالنسبة إلى سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم (أيّده الله تعالى)، فهو الشخصية التي عرفها الجميع بورعها وتقواها، وزهدها وإخلاصها، وصمودها وجهادها، وهو الفقيه العادل الأمين، والعارف الخبير بأمور زمانه، والمدافع المخلص عن مصالح الشعب والوطن.. فهو التلميذ الذي تربّى على هدي القرآن ومنهج أهل بيت العصمة والطهارة (عليهم السلام)، وعاش الاستقامة والثبات على هذا الخطّ بكلّ جدارة. وعلى ذلك - ومع التأكيد على البون الواضح بين المعصوم وغيره – لا نرى أنّه يجافي الحقيقة من أراد وصفه بأنّه من أشبه الناس بالأئمة الأطهار (عليهم السلام) ورعاً وتقوى، وزهداً وتواضعاً، ووعياً وبصيرةً، وإخلاصاً وجهاداً.. في عصرنا الحاضر، خصوصاً إذا قيّد ذلك بدائرة بلدنا البحرين.
3- مرجعيّة الفقهاء هي الامتداد الوظيفي لخط الأئمة الأطهار في زمن الغيبة، وهي نظرية إسلامية أصيلة تمثّل قناعة عقائدية وفقهية ثابتة وليست مطروحة للمزايدات السياسية، وهي تعبّر عن مرجعيّة الفقاهة والعدالة والخبرة والإخلاص والجهاد.. التي يقبل بها كلّ عاقل، فهي أبعد ما تكون عن الاستبداد أو الوصاية أو الإقصاء، فهل يا ترى يمكن أن نصف الطبيب الحاذق الذي نسلّمه أنفسنا - باختيارنا - للعلاج أنّه يمارس الاستبداد تجاهنا؟!. فمرجعيّة الفقهاء حقيقة دينية وسياسية وجماهيرية، فهي تقوم على الأسس الدينية والموضوعية في أساسها من جهة، والقبول الجماهيري لتفعيل دورها من جهة أخرى.

ثانياً: على المستوى السياسي، وذلك عبر النقاط التالية:

1- واقعنا السياسي لا ينفصل عن واقعنا الديني شاء من شاء وأبى من أبى، نعم نرفض توظيف الدين للمصالح الشخصية والأغراض الذاتية، فالدين يعبّر عن هويّة الأمّة، وضميرها، ومصالحها.

2- نحن كما نؤمن عقائدياً وفقهياً بمرجعيّة الفقهاء، نؤمن سياسياً بهذه المرجعيّة ونرى أنّها صمّام الأمان لوحدة الأمّة وقوّتها، وسلامة المسيرة واستقامتها.

3- نحن نؤمن بمرجعيّة وقيادة سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم (حفظه الله تعالى) للساحة في البحرين، باعتباره الفقيه العادل الأمين، الشجاع المخلص الحكيم، ونوصي جميع المؤمنين بالالتفاف حول هذه القيادة الرشيدة. وتأكيدنا على هذه الحقيقة لا يعني - كما كررنا ذلك مراراً - أيّ إقصاء لأيّ جهة من ممارسة العمل السياسي أو الثقافي، فمسؤوليتنا إيضاح الحقائق ودعوة المؤمنين إليها وليست القهر أو الإقصاء.

وفّق الله المؤمنين جميعاً لما فيه الخير والصلاح، وتقبّل صيامهم وقيامهم وصالح أعمالهم
في شهر الضيافة والكرامة الإلهية

المجلس الإسلاميّ العلمائيّ
6 شهر رمضان 1430هـ
27 / 8 / 2009م





http://www.olamaa.net/new/news.php?newsid=4796


الساعة الآن 02:39 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227