منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   قاسم حسين .. قدس من شئت ولكن أبعد أمير البلاغة والبيان يا ستري (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=216604)

محروم.كوم 08-26-2009 10:00 AM

قاسم حسين .. قدس من شئت ولكن أبعد أمير البلاغة والبيان يا ستري
 
كرّم الله وجهه
إنها ليست بلاغة تستوجب الإصرار، وإنما سوء تعبير, إن لم يكن سوء أدبٍ وخطل في الخطاب.

فَعَليٌ (ع) لا يُقاس به أحد، ولا يُشبّه به أحد، فهو الوحيد الذي وُلد في جوف الكعبة، وهو عميد البيت الهاشمي بعد محمد (ص)، وهو الوحيد من بين الصحابة الذي قيل فيه «كرّم الله وجهه»، لأنه لم يسجد لصنمٍ قط، ولم يهمّ بشراب، ولم تحدّثه نفسه بمنكر، لأنه تربّى في حجر محمد.

عندما دخل مسجد الكوفة يوما، سمع أصحابه يفاضلونه على غريمه، فقال: «أنزلني الدهر ثمّ أنزلني ثم أنزلني، حتى قيل عليٌ أفضل من (فلان)». فربيب رسول الله (ص) لا يرضى لنفسه أن يُقارن بأحد أبناء الطلقاء، ثم يأتي أحد الخطباء ليشبّهه فوق منبر الجمعة بأحد علماء الدين، ويحثّ الناس على رؤية وجهه إذا أرادوا أن يشاهدوا عليا! كبرت كلمة تخرج من أفواههم، وزلة من أكبر الزلات.

عليٌ الذي خاطبه الصادق الأمين بقوله: «أنا وأنت أبوا هذه الأمة»، لا ينبغي أن نقارنه بأي «مرجع ديني أعلى»، أو «حجّة إسلام»، أو شيخ أو معمّم صغير أو كبير. ومن المؤسف أن نسعى لتبرير هفواتنا وزلاتنا، بمقارنته بمن أساءوا بجرائمهم الكبرى للإسلام والمسلمين مثل بن لادن، لنقول إنه أسلوبٌ مستخدمٌ لدى الجميع. إنه عليٌ وكفى.

لا شك أن لدى بعض المنتقدين أهدافا غير بريئة، ولكن هذا لا يعني الإغماض عن هذه الإساءة الشنيعة لعليّ (كرّم الله وجهه)، فالخطأ مردودٌ على صاحبه، نائبا كان أو خطيبا أو حتى شيخا مبجّلا من شيوخ الدين.

إنه عليٌ، عميد مدرسة أهل البيت، التي حافظت على جوهر الإسلام ونقائه، وصانت حركته التاريخية من تحريف وتسلط الحاكمين، معمّدة بالدم والتضحيات الجسام، تأتي لتقرنه بهذه النظائر أو تلك؟ ماذا بقي للآخرين؟

أحبب من شئت، وقدّس من شئت، واختر من تشاء لتشبّهه بمن تريد، إلا عليّا، كرّم الله وجهه عن كل تلك التشبيهات والترهات.

إنه أمير البلاغة والبيان، هو قطب الرحى، ينحدر عنه السيل، ولا يرقى إليه الطير، شتمه خطباء الماضي على منابر المسلمين تسعين عاما، تقديرا لجهاده وجهوده في حفظ الإسلام، وتشييد أركانه، ويأتي أحد الخطباء اليوم ليسيء إليه باسم الأساليب البلاغية الرائجة. بئست البلاغة وبئس البيان.

الإمام السادس في سلسلة أئمة أهل البيت النبوي الشريف، جعفر الصادق (ع) يتكلّم عن منزلة جدّه الأكبر فيقول: «كلنا في الفضل سواء وعليٌ وشأنه»، ونأتي في نزوةٍ حماسيةٍ لنقارنه بعالم دينٍ يتعرّض لحملةٍ من بعض المغرضين؟ إنه لعذرٌ أقبح من ذنب. نقول ذلك ونحن لسنا من المتحاملين على علماء الدين أو المرجعية، ولكنا لا نرضى بالأخطاء الشنيعة والنفرات الحزبية أن تأخذ طريقها إلى منبر الجمعة، حتى تسيء إلى أكبر رموز المبادئ الخالدة عبر التاريخ.

ليصف بعض الأدباء الفلسطينيين الشهيد الشيخ أحمد ياسين بأبي بكر هذا العصر، وليقل بعض العراقيين في حارث الضاري مثل ذلك، وليخاطب الناصري شيخه بن لادن «أنت محمد هذا العصر»، وليقل الشهيد وسيم نجدي في المقاومة ما يقول... لكنهم ليسوا حجة علينا، لا في البلاغة ولا في الأدب ولا في حسن الخطاب.


الساعة الآن 01:34 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227