![]() |
عشرة على عشرة! قاسم حسين عشرة على عشرة! هذا إذا ما تفتق عنه التلفزيون في أحد «أنجح» و«أحلى» و«أغلى» برامجه الحوارية في دورته الجديدة؟ أن تأتي بوزيرٍ يواجه الكثير من التظلمات والانتقادات بسبب تعثّر سياسته، ليتحدّث عن عدم أهمية التسميات، بينما وزارته هي التي أثارت المشكلة بإصرارها الغريب على تغيير مسمى مشروع سكني مذكور ألف مرة في مراسلاتها الرسمية! أن تأتي بوزيرٍ خرج في إجازةٍ لمدة خمسة وعشرين يوما، وترك الأزمة تتفاعل وراءه، والوزارة محرجة، والعلاقات العامة أصابها الخرس عن التعليق أو التصريح أو التبيين، ليرد في حلقةٍ تلفزيونيةٍ واحدةٍ على كل الانتقادات والإشكالات، وإسكات كلّ الأصوات الناقدة وتفنيد كل المظالم والمؤاخذات... على طريقة «يقولون»! الفكرة كانت واضحة من البداية، أن تأتي بالوزير ليقدّم دفوعاته وحججه التي لا تُرد، طبعا مع غياب أي رأي آخر، ولا حتى الاسترشاد برأي الأهالي والمتظلمين. لو كان هناك أيّ حسِّ صحافيٍّ أو التزام مهني يحترم الجمهور، لتمّ إعداد تقريرٍ موجزٍ أو تقديم خلفيةٍ للموضوع مثار المشكلة، كما يحدث في القنوات التي تدير حوارات وتناقش قضايا رأي عام. أما أن تسأل «المذيعة» السؤال وتساهم في تقديم الإجابة، بل وتساعد الضيف عندما تتعثر لديه الكلمات... فهذه قمة «المهنية» و»الحياد»! فكرة البرامج الحوارية أن تتيح الفرصة لعدة آراء، وتترك الحكم للجمهور، أما في برامجنا «الناجحة» جدا، فلا صوت يعلو فوق صوت الوزير أو المسئول. وإذا اتسع الصدر قليلا لاستضافة رأي «آخر»، فستتحوّل المذيعة «المحايدة» أوتوماتيكيا ضده، فتتحوّل إلى محقّقةٍ كما حدث مع علي سلمان، أو معاديةٍ كما حدث مع إبراهيم شريف... أما مع الوزير فتتحوّل إلى مذيعةٍ أليفة، لا تتمكن حتى من التحكم في انفعالاتها النفسية فتظهر عليها علامات الانبساط والانشراح، والانسجام التام مع كلّ ما يقوله الوزير. لو كان هناك التزامٌ بالمهنية واحترامٌ للضمير وتقديرٌ للرأي العام، لتم تلقي اتصالين فقط من الجمهور، المستفيد والمتضرّر مما حدث. أما مع غياب كل ذلك، فيتمركز البرنامج حول ضيف واحد، وعلى الجمهور أن يردّد «آمين»! العرب يقولون في أمثالهم: إذا قالت حذام فصدّقوها، فنعم القول ما قالت حذام، أما هذه الأيام فالمذيعة تقول إنها تعتبر نفسها وسيطا وليس طرفا في المشكلة. كل هذه الفرفشة والضحك غير المكتوم، واللعب على المكشوف مجرد «وسيط»... فماذا لو كانت طرفا! ومن دلائل النزاهة وعدم الانحياز الإعلامي، أن تقوّم بعرض الخرائط على الجمهور، فهذه آخر مهمات المذيعة العصرية التطوعية، وليس من مهمات الضيف الذي جاء ليدافع عن نفسه ووزارته وسياسته! وفي حال خشِيت عدم وضوح الصورة على الشاشة، تطلب من المخرج والمصوّر برجاء حار، أن يهتما بتقريب الصورة ليشاهدها الجمهور، فيقتنع مباشرة بعدم وجود تزوير ولا تغيير مسميات، ولا استهداف ولا تمييز بين أبناء الشعب الواحد! عندما تُسأل عن عدم عرض الوثائق والوثائق المضادة، تقول إن وقت البرنامج لا يسمح لعرض كل الوثائق! وبالتالي فإن الوقت لا يتسع إلا لعرض الخرائط المنتقاة والصور المختارة بعناية، والمطلوب عرضها على الجمهور! برنامج (cool) بالـ (full option)! حلقات عشرة على عشرة! منتهى الحيادية واحترام الرأي الآخر وسماع صوت الجمهور |
الساعة الآن 12:04 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir