تغطية خطبة المشيمع في جامع الخيف بقرية الدير
بعد صلاة العشاءين - ليلة الخميس من كل أسبوع

ليلة الخميس - الموافق 19/8/2009م




قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه المجيد: بسم الله الرحمن الرحيم { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ... } البقرة : 185.


عظمة القرآن الكريم تتجلى في شهر رمضان المبارك
حول مضامين الآية الشريفة تحدث سماحة الأستاذ المجاهد حسن المشيمع عن الفرق بين الإنزال والتنزيل للقرآن الكريم كما تبينه التفاسير، أي بين النزول الدفعي والتدريجي وأوضح أن الإنزال الذي تتحدث عنه الآية الكريمة وكذلك الآية الأولى من سورة القدر إذ يقول تعالى: { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ }هو نزول القرآن الكريم بحقيقته ومعانيه دفعة واحدة على قلب النبي (ص) أما التنزيل الآخر فكان على شكل دفعات استمرت حوالي 23 عاما في مكة المكرمة والمدينة المنورة.

كما لفت إلى أن ميزة شهر رمضان تتجلى بما أنزل الله - جلَّ وعلا- فيه من القرآن الكريم داعياً إلى ضرورة الإنفتاح على كتاب الله سبحانه وتعالى وقراءته قراءة متدبرة وليست قراءة سطحية.

وأكد المشيمع على ضرورة أن يكون شهر رمضان منحنى وانعطافة لخلق واقع جديد عند الناس وأن يكون منطلقاً نحو بناء كادر إنساني مرتبط بالإمام الحجة (عجل الله فرجه الشريف)، وقال إن الصراعات والخلافات التي تنطلق من الأنا والانتصار للذات وعبادة الأشخاص هي نتيجة البعد عن تعاليم القرآن الكريم لافتاً إلى أن المسلمون الأوائل عندما فهموا وطبقوا تعاليم القرآن الكريم فقد قدموا التضحيات وحققوا الانتصارات ولم يخشوا إلا الله عزَّ وجل ولذلك كان ذلك الجيل يسمى بجيل القرآن.


التوبة والإنفتاح على الله مرتبطة بالإنفتاح على الناس وقضاياهم
أوضح الأستاذ المشيمع أن التوبة ليست مجرد ترديد كلام الاستغفار ونحوه بل لا بد من الإنفتاح على الله سبحانه وتعالى ورأى أن ذلك الإنفتاح مرتبط بالعلاقة مع الناس وتعهد شئونهم والإنفتاح على قضاياهم مبيناً بأن الإحساس بالجوع والعطش عند الصوم يأتي لتنمية الحس الاجتماعي لدى الصائم والإحساس بالآخرين ومعاناتهم كما كان رسول الله (ص) طبيباً دوَّاراً بطبه.

وأضاف إن شهر رمضان فرصة لتصفية النفس والشعور بالآخرين والدعاء لهم وخصوصا المؤمنين كما دعا إلى عدم نسيان المعتقلين الرازحين في السجون من الدعاء واغتنام الأوقات الفضيلة المقبلة لا سيما أوقات السحر قبيل الفجر. كما اهتم المشيمع بالتأكيد على أن التوبة تشمل بالإضافة إلى إصلاح علاقتك مع الله سبحانه وتعالى وتأدية ما افترضه عليك من العبادات وغيرها فإنها كذلك تعني إصلاح العلاقة مع الناس وتأدية حقوقهم والإعتذار في حال الإساءة إليهم وكذلك يكون بين أفراد الأسرة .

وختم المشيمع خطبته ببيان أن التوبة الانفتاح على الله سبحانه وتعالى تدفع الإنسان للتصدي للظلم والفساد إذ أن المؤمن لا يرضى بالظلم بل يتصدى له وهذا ما تتلخص فيه حركة الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) الذي يقيم دولة العدل الإلهي في الأرض بعدما ملئت ظلماً وجوراً، داعياً إلى إيجاد صف وجسم قوي ومتكامل للأمة ليكون قادراً على تحقيق الأهداف المنشودة.