افلونزا المسايرة وصلت البسطات
 

بداية الحديث أحببت أن ألفت الأعضاء الكرام أن عنوان هذا المقال لا يقصد به أحبتنا وإخواننا في جمعية الوفاق فلهم مني كل الحب والاحترام ولا أريد أن أنبز او اصف أناس بصفة يعتبرونها مذمة أو منقصة في حقهم .
(المسايرة) لفظه عامة تستخدم في كلام الناس فيقال ساير الرجل زوجته أي حاول تجنب الاصطدام بها ، ويقال أيضا ساير الناس كي تعيش ، أي أضحك وجامل وهكذا تمشي الحياة .
( المسايرة ) استخدمت في الخطاب السياسي البحراني بعد أن صنف الأستاذ عبدالوهاب حسين التجمعات السياسية إلى ثلاثة أنواع وهم ( موالون – مسايرون – ممانعون ) أم الموالون فهم لا يخفون موالاتهم للسلطة ويجهرون بها ليل نهار ولا يخفتون في ظهيرة او عشاء ، فلا يعنيهم ولا يرمش لهم جفن من أن يوصفوا بالمولاة .
أم الممانعون ، فهم يمانعون ويرفضون الدخول في مجمل العملية السياسية التي يعتبرونها مصيدة كبيرة تحرق الرموز والملفات وتضيع الحقوق ، ويتخذون نهج المواجهة مع السلطة بالطرق السلمية سبيل لاسترجاع الحقوق وبات تعرف حركة حق وتيار الوفاء هم الممانعون بين أفراد الشعب .
أما المسايرون وهم مدار الكلام تم الإشارة لهم بالبنان بعد تصنيف الأستاذ الى جمعية الوفاق التي اتخذت منهجية المشاركة في الحياة النيابية واعتبرتها الوسيلة الأقوى لتحريك الملفات واسترجاع الحقوق ، واعتبرت المشاركة أفضل من المقاطعة .
جمهور الوفاق ثار غضبه من هذا التوصيف الذي اعتبره مجانبة للواقع والحقيقة وانه تسفيه للعقول ، فجمعية الوفاق بها من المناضلين والمجاهدين من خبرتهم السجون والمنافي فكيف يتم وصفهم بمسايرين للسلطة أي راضون عن تصرفاتها !!
وكانت ردة الفعل من جمهور الوفاق عنيفة على الأستاذ عبدالوهاب حسين فلم يسلم الأستاذ من نقد بنّاء او هدام حتى اعتبره البعض خرج على الجماعة وشقا عصاها .
ولكن ردة جمهور الوفاق لم تمنع هذا اللفظة من ملازمة حراكهم السياسي ، فصار كل وفاقي مساير وما أن يناقش عضو وفاقي أي عضو أخر الا وتلقى كلمة أسكت يا مساير ، وأصبح الوفاقي ينزعج منها وتمنا ان يقال له ثكلتك أمك ولا يقال له مساير !!!

ومن باب الطرفة يقال أن شاب قوي مفتول العضلات يجلس في بسطة يهابه الشباب الذي يجلسون معه فهو يعلق على هذا ويأمر هذا دون أن يرفض له طلب وإذا حضر متأخر الى البسطة يفز له الجميع مفسحين له تاركين له أحلى وأقوى الكراسي ، فصادف ذات يوم ان شاب غريب عن البسطة كان حاضر واستنكر على الشباب هذا الموقف والجبن من الجالسين في مواجهة هذا المتعجرف ، فهمس في إذن أحد الشباب فقال لماذا هذا الخوف منه ؟ فقال له نحن هنا في البسطة( نساير) هذا الشاب لأنه عصبي وأحمق ولا نريد مواجهته !!!
فقال لهم الشاب الغريب حتى البسطات صار فيها مسايرة .!!!