منتدى استراحات زايد - "حماس" تعزز قبضتها على غزة وانتقادات لاستخدام القوة المفرطة

عززت حركة “حماس” قبضتها على قطاع غزة بعد معركة دامية سحقت خلالها جماعة“جند أنصار الله” التي أعلنت “إمارة إسلامية في أكناف بيت المقدس” لم تستمر سوى ساعات قليلة. وانتشرت قوات الأمن التابعة لحكومة “حماس” في الشوارع الرئيسة وفي محيط مسجد ابن تيمية في حي البرازيل في مدينة رفح التي شهدت المواجهات الدامية. وشيع فلسطينيون في مدينة رفح، أمس، جثامين القتلى، ومن بينهم نحو 12 مسلحاً من مقاتلي الجماعة السلفية. وقالت “حماس” إن من بين القتلى 6 من عناصرها، و6 آخرين من المدنيين.

وبدا محيط مسجد ابن تيمية وكأنه ساحة حرب، إذ لحق دمار كبير فيه وعدد من المنازل القريبة، ومنها منزل الشيخ عبداللطيف موسى الذي كان زعيما للجماعة وقتل وأحد أبنائه في الاشتباكات. وقالت مصادر أمنية إن قوات أمن “حماس” اعتقلت نحو مائة من عناصر الجماعة، وتتحفظ على عدد من المقاتلين المصابين داخل المستشفيات.

ولقيت مواجهة “حماس” للجماعة السلفية تأييداً ملموساً في أوساط الغزيين الذين يبدون تخوفاً كبيراً من النهج المتشدد لهذه الجماعة، بينما اعترض فلسطينيون على العدد الكبير من الضحايا الذين سقطوا خلال المواجهات الدامية.

وطالبت مؤسسات حقوقية في غزة حكومة “حماس بفتح تحقيق جدي في ظروف وملابسات المواجهات الدامية”. وقالت مؤسسة الضمير في بيان نطالب الحكومة في غزة بفتح تحقيق شامل في الاحداث الدامية بمدينة رفح وظروف استخدام القوة المسلحة المفرطة، إضافة الى أسباب تدخل كتائب القسام (الذراع المسلحة لحماس) في الأحداث بالرغم من أنها ليست جهة إنفاذ قانون”. وأضافت الضمير “ان استخدام القوة المسلحة المفرطة من قبل الأفراد المكلفين تنفيذ القانون، يشكل تصعيداً للأوضاع الأمنية داخل القطاع، وسلوكاً يعتبر خروجاً عن القواعد التي تنظم إمكان استخدام القوة المسلحة، حيث ان حفظ النظام والقانون لا يكون بأي ثمن ومن دون مراعاة للضوابط التي تحافظ على حياة المواطنين وسلامتهم”.

وانتقدت حركة الجهاد الإسلامي تعامل الحكومة المقالة مع عناصر الجماعة السلفية. وأعرب القيادي في الحركة خالد البطش ل (د.ب.أ) عن الأسف لاستخدام “حماس” وحكومتها خيار القوة والتشدد ضد الجماعات الدينية السلفية، واصفاً ما جرى في رفح من اشتباكات خلفت عشرات القتلى والجرحى بأنه “مصيبة حقيقية”.

وقال “إن اشتباكات رفح تسيء إلى المشروع الإسلامي برمته ولا يخدم مشروع الجهاد في أرض فلسطين”. كما انتقد البطش إعلان الجماعة السلفية إقامة إمارة إسلامية انطلاقا من قطاع غزة وقال إنه “أمر غير مدروس وغير واقعي ولا ينسجم مع واقع القضية الفلسطينية”.

الخليــــــج ..