إعلامنا المحلي .. إلى أين ؟
 

إعلامنا المحلي .. إلى أين ؟ بقلم - عبدالله الغفليللأسف أننا نجد إعلامنا المحلي قائماً على سياسة ( القص واللصق ) وصارت استراتيجية وسائلنا الإعلامية تقوم على نشر ( المعلبات الجاهزة ) .. والصحفي بدلاً من يقضي 80% في البحث عن الخبر من مصادره و20% من وقته للتحرير .. أصبح يقضي 90% من وقته جالساً على الكرسي لا يخرج من مؤسسته الإعلامية إلا إلى بيته .. والأمثلة كثيرة .. والأسى كبير .. وإعلام الإمارات في سبات .. وينحدر بمستواه ومسئولياته إلى الحضيض !!عندما تزور مؤسسة أو دائرة موظفاً أو متقاعداً منها .. في المستشفى أو في حفل زفاف أو عيد ميلاد .. نجدها تصدر بياناً .. لا يلبث أن يتحول إلا خبراً مهماً تنشره جل صحفنا المحلية .. ولا عجب .. فهذا الخبر يمثل أهمية ما بعدها أهمية .. وعندما تقع مؤسسة أو دائرة في قضية فساد إداري أو خطأ قانوني .. يؤثر على الوطن والمواطن .. فإن الخبر يضيع ولا يجد من يستقصي عنه وينشره لأهميته وقيمته التي يحتاج الجميع لمعرفتها .. ومعالجة الخلل فيها ..صفحاتنا المحلية .. كصفحات الملصقات الدعائية .. أخبار لا تخرج من إطار الإعلانات الترويجية .. وقضايا واخبار الوطن كبيرة وكثيرة .. ولا يتداول منها إلا القليل .. وعلى استحياء وخجل .. والنشر أولاً للشركات والمؤسسات المعلنة في تلك الصحف .. وفي الأخير يأتي دور المواطن إن تبقت مساحة إعلامية للنشر !!هناك مناطق في الدولة .. تعاني مأسي خدماتية .. ومشاكل بيئية وصحية وتعليمية .. ولم يطء تربتها إعلامي واحد منذ عشرات السنين .. أسواقنا وفنادقنا المحلية .. تنشر وتنتشر فيها أنواع واشكال يشيب بها العقل من المفاسد والتصرفات المعيبة .. والشركات التجارية تبتز وتغش .. وتنتهج سياسات استثمارية واقتصادية مدمرة ومضرة بالوطن .. ولا يوجد من يسلط الضوء عليها .. مستشفياتنا وعياداتنا .. يملأها مرضى يعانون ويتألمون من الأخطاء الطبية التي يرتكبها أطباء وممرضين يفتقدون لأبسط مبادئ المهنة .. وهي العلم والرحمة .. ولا يوجد من يتابعهم ويكشف عن معاناتهم وألمهم .. الفساد الإداري في الوزارات والدوائر والمؤسسات .. انتشر بصورة لم يسبق لها مثيل .. والكل يسابق في طريق سرقة المال العام .. والتلذذ بالحصول على إمتيازات ومنافع شخصية لا تحق له .. في ظل خوف وجبن وسائل الإعلام عن نشر الحقائق وكشف المفاسد والخلل الإداري والمالي في تلك الجهات ..تصدر قرارات وأنظمة وقوانين .. يتضح من الوهة الأولى أنها قرارات فاشلة .. واتخذت بصورة سريعة وجاهلة .. وللأسف نجد وسائلنا الإعلامية يكيل لها من التصفيق والمديح ما يفوق الوصف .. ويتبنى الإشادة بها .. والدفاع عنها ..أخبار ملفقة وكاذبة .. تنشرها وكائلات الأنباء والصحف العالمية ضد وطننا .. ونستغرب عندما نجد أن وسائلنا الإعلامية المحلية قد تبنت إعادة نشرها في صفحاتها .. وأعطتها مساحة لا تستحقها .. ولم تبادر إلى استقصاء الحقيقة وبيان حق المعرفة قبل تنفيذ النشر .. أخبار الدول الأخرى ( غصبن علينا ) .. لها الألولية في إعلامنا .. وأخبارنا في إعلامهم هي الثانوية .. نقدم أخبارهم الايجابية ونهتم بها .. وهم يبحثون عن أخبارنا السلبية والملفقة ويتبنون الإساءة لنا بها .. وكذلك نجد مواقع إلكترونية وصحف ومحطات فضائية .. تسئ لنا وتسب دولتنا ومواطنينا .. وتقتات مالياً من اعلانات شركاتنا ومؤسساتنا الرسمية .. للأسف .. ولا نجد موقفاً مسئولاً يحد من هذا التمويل المالي غير المباشر لها !!مواقف دولتنا وقيادتنا الرشيدة .. نجد وسائل الإعلام الخليجي والعربي المسيس بالمال والرشوة تتخذ منها مواقف إعلامية عدائية .. وتجند أقلام كتابها للنيل منها .. والحط من قدراتنا .. ونجد للأسف وسائل إعلامنا تطبق قاعدة ( لا أرى لا أسمع لا أتكلم ) .. !!وفي الأخير .. يراوني سؤال مرير .. وقلق كبير إعلامنا المحلي .. إلى أين ؟ارباب

أكثر...