منتدى استراحات زايد - رد الشيخ المقداد على سؤال أحد الحاضرين في لقاء تيار الوفاء بالمالكية

جواب الشيخ عبدالجليل المقداد (حفظه الله)
على سؤال أحد الحاضرين بيوم الجمعة ليلة السبت في المالكية
(مسجد الأمير زيد)
المناسبة: لقاء تيار الوفاء الإسلامي بأهالي المالكية بعد صلاة العشائين.
الموافق: 41/8/2009م

بسم الله الرحمن الرحيم
كما مر في أكثر من موقف نحن صرحنا بهذا المعنى، وهو أن الأهداف تقريباً هي أهداف واحده ومتفق عليها، والكل أيضاً متفق على حجم الخطر الموجه، هذا لا خلاف فيه، والخلاف في الأساليب والمناهج التي يمكن تقف في وجه هذا الخطر، أو على أقل تقدير تقلل من شدته، قد ترى جمعية أن الكفيل بمواجهة هذا الخطر هو الإنخراط في العملية السياسية، وقد ترى جهة أخرى أن العملية السياسية أو لا أقل أن المشاركة في العملية السياسية لوحدها غير قادرة أن توقف هذا الخطر، فالإختلاف في المناهج والأساليب، لك الحق أن تقول ما ذكرته في الشق الثاني من سؤالك وهو أن تلتقي الجهات في عمل وحدوي وجمعي من أجل مواجهة هذا الخطر.
ولو أردت أن أكون أكثر صراحة، ها نحن قد جرّبنا المشاركة ودخلنا في هذه العملية السياسية، بكل إنصافٍ وأريحية، هل استطعنا أن نحد من طغيان هذه السلطة؟ وأن نوقف هذه السلطة عن مخططاتها وعن تآمرها وعن استهدافها لنا؟ هل استطعنا؟ أعتقد أنه من غير الإنصاف أن نقول استطعنا، لأن الواقع وبكل وضوح، التجنيس على قدم وساق، التمييز، الطائفية، التلاعب بالثروة، كل ملفاتنا الأساسية مشاركتنا في العملية السياسية ما استطاعت أن توقف هذا النظام عن تجاوزه وعن تآمره.
إذاً نستكشف أن هناك خللاً في هذا المنهج والأسلوب، إما أن هذا المنهج من الأساس فيه خلل، أو أنه، هذا المنهج يحتاج أن يستعين بمنهج وبأساليب أخرى، أتذكر كلمة لأمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) معناها أنه إقرأ المستقبل واستكشف المستقبل من خلال ما مضى، الماضي كفيل بإعطاء قراءة للمستقبل، الآن نحن عندنا 4 سنوات، لا نريد أن نتكلم عن الدورة الأولى للمجلس، نريد أن نتكلم عن هذه الدورة التي شارك فيها الإخوة، 4 سنوات والمشاركة تقريباً بأساليبها وشخوصها إتضحت لنا تماماً ورأينا أنها ما استطاعت أن تكون النّد لهذا النظام.
أسأل أصحاب الفكر والضمير والوجدان، هل تتوقعون أن المستقبل يحمل في طياته قراءة وأحداث أخرى غير هذه الأحداث التي مرت؟ يعني 2010 سوف ندخل في الإنتخابات قد تتغير بعض الوجوه لكن الأنفاس تقريباً هي الأنفاس والمنهج هو المنهج والدولة سوف تتعامل بشراسة أكثر، وستسعى لاستكمال مخططها التآمري، وسوف تضيق الدوائر، مما يعني أن المشاركة في 2010 لن تحمل أي مفاجئة ومناهج وأساليب غير ما حملته المشاركة في 2006 هذا يعني أننا نجرب المُجرب، ولست في مقام أن أتكلم نشارك أو لا نشارك، وإنما أقول جربنا المشاركة، هل في جعبتنا من الأنفاس والتوجهات والأساليب ومن إعادة النظر، هل في جعبتنا ما يحمل مفاجئة؟ وهل سوف نشهد في 2010 أساليب وأنفاس ومواقف أخرى؟ من خلال ما مضى نستطيع أن نستكشف ما سوف يأتي، نقول في ظل هذه الأاوضاع ، الحل للطائفة هي وحدة الكلمة، وأن يتنازل كل إنسان عن قناعاته بحديتها، الحياة قائمة على المرونة، أقول وبكل ثقة أن قضيتنا في البلد وهذا_مع الأسف_ التشظي وهذا الخلاف لا يعود إلى أمر شرعي، نحن نحتاج أن كلاً منا يفهم الآخر، ونحتاج إلى شيئ آخر نحن نفتقده، نحتاج إلى مرونة، في الوقت الذي حصلنا فيه على المرونة سوف نجني خيراً كثيراً.
ورد في بالي مقترح كنت متردداً في طرحه، لكن سؤال الأخ شجعني على طرح هذا المقترح، قلت في لقاء سترة أننا طالما دعونا إلى التلاقي عملاً، قلناه قولاً ورفعناه شعاراً ومارسناه عملاً، دعونا إلى التلاقي، وقلت قد يرى الإخوة أننا لسنا أكفاء ولسنا بمؤهلين لأن نكون طرفاً للحوار والتفاهم، وأكرر أن هذا من حقهم إن كانوا يرون هذا الأمر.
أقترح وأقول، سماحة الشيخ حسين النجاتي (حفظه الله) يتفهم الكثير من مواقفنا ويتفهم الكثير من قناعاتنا وأعتقد أنه طرف مؤهل لأن يدخل في حوار مع الإخوة من أجل إيجاد حل لهذا الوضع المأساوي الذي نمر به. أقترح أن يكون سماحة الشيخ حسين النجاتي (حفظه الله) يدخل في حوار مع الإخوة وهو يتفهم وهو أهل لهذا المعنى، وقد يشاطرنا ويشاركنا في بعض آرائنا، فلماذا لا يدخل في حوار جدي مع الإخوة؟
ونحن على اتصال به، وعلى استعداد إلى تقبل ما يفضي إليه الحوار من نتائج، لأنه وكما قلت هو يتفهم الكثير من مواقفنا، بل هو يشاركنا في بعض من آرائنا ومن مواقفنا وأعتقد أن هذا باب خير يمكن بفضل من الله سبحانه وتعالى أن نلتمس منه وأن نجد فيه جذوة من نار تنير لنا هذا الطريق وتساعدنا على أن نوجد حلاً لهذه المأساة.