منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   فتنة المسؤولية الشرعية! مقال: للسيد مجيد المشعل (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=206175)

محروم.كوم 08-13-2009 02:30 AM

فتنة المسؤولية الشرعية! مقال: للسيد مجيد المشعل
 
فتنة المسؤولية الشرعية!

للسيد مجيد المشعل رئيس المجلس العلمائى

--------------------------------------------------------------------------------

فتنة المسؤولية الشرعية!






السيد مجيد المشعل





في زمنٍ المزاجُ فيه هو المقياس، والهوى هو النّبراس، والتّحرّر من الدِّين هو الأساس، أصبحت المسؤوليّة الشّرعيّة فتنة!

يمكنك أنْ تتكلّم بأيّ منطق إلاّ منطق الدِّين!

يمكنك أنْ تلتزم بأيّ منهج إلاّ منهج الدِّين!

لا أعرف لماذا الحديث بمنطق المسؤوليّة الشّرعيّة يدخلنا في الفتنة؟

إنْ كان السبب هو أنّها عناوين عامّة يختلف النّاس في تطبيقاتها - كما يفهم من كلام أحد الكتّاب-، فنسأل: هل الحديث بمنطق الشّرعيّة السياسيّة، أو عناوين الوطنيّة والدّيمقراطيّة وحقوق الإنسان يسلم من هذا الإشكال؟!

كلا؛ فجميع الخطابات مبتلاة بهذه المشكلة، أعني مشكلة الاختلاف في التّطبيقات والمصاديق، فالعدالة التي هي من أشرف المفاهيم، وأكثرها قبولاً إلى نفوس النّاس تعيش هذه المشكلة، فالبعض يرى العدالة في هذا النّحو من الممارسة، والبعض الآخر يرى العدالة فيما يخالف ذلك، فهذه الإشكاليّة لا ينبغي أنْ تسقط من قيمة المفاهيم الشّريفة والقِيم الرّفيعة، وتلغيها من حياتنا، وإنّما علينا أنْ نسعى جاهدين للوصول إلى المصداق الأقرب والتّطبيق الأكمل لهذا المفهوم أو ذاك، حتّى تنطبق رؤانا ومواقفنا مع تلك المفاهيم والقِيم، وأفضل طريق لذلك هو الرّجوع لأهل الخبرة، وأهل الورع، وأهل الإنصاف.

فالخطاب الدّينيّ ينبغي أنْ يبقى هو الموجِّه للسّاحة، والمسؤوليّة الشّرعيّة هي المحرّك للمواقف، ولكن في نفس الوقت لا بدّ من تحرّي الدقّة في الطرح والتّطبيق لهذه المفاهيم والقِيم، وهذا الأمر بعينه جارٍ على الخطابات الأخرى، فجميع الخطابات هي مفاهيم عامّة يحرِّكها صاحبها، ويطبّقها في ضوء فهمه وتشخيصه، فإذا كان استخدام الخطاب الدّينيّ، والمسؤوليّة الشّرعيّة في الواقع السياسيّ يدخلنا في الفتنة، فاستخدام أيّ خطاب آخر سيدخلنا في الفتنة أيضًا؟!

وإنْ كان السبب هو أنّه - أي الخطاب الدّينيّ - يفتقد الحجّة الكافية، أو قل: لا يمثّل حجّة كافيـة، أو قل: هو الغطاء لكلّ من لا يملك حجّة كافيـة - كما يلوح من كلام ذلك الكاتب -، فهو كسابقه ادّعاء فارغ، إذ كيف يجعل الخطاب الدّينيّ الذي يقوم على العلم والتّقوى الحلقة الأضعف ضمن الخطابات الأخرى؟!

فهل تملك الخطابات الأخرى ما يملكه الخطاب الدِّينيّ من الحجّة البالغة والرّؤية الواضحة؟!

فإذا كان الخطاب السياسيّ - الذي يقوم على المصالح المتقلّبة والمتغيّرة - يملك حجّة كافية، ويصلح أنْ يُحتكم إليه، ويكون مرجعيّة للساحة!، فكيف لا يكون الخطاب الدّينيّ والحجّة الشّرعيّة صالحة لذلك؟!

فالذي يهمّني - وبعيدًا عن جميع التّجاذبات السياسيّة - أنْ أؤكِّد على حقيقة ناصعة لا يمكن أنْ تحجبها خيوط العنكبوت، وهي أنّ المسؤوليّة الشّرعيّة هي القاعدة الصّلبة التي يجب أنْ تُبنى عليها جميع المواقف السياسيّة والاجتماعيّة وغيرها، وليست الفتنة في التزامها، بل في تركها والتزام غيرها.

17 شعبان 1430هـ



http://olamaa.net/new/news.php?newsid=4750


الساعة الآن 08:54 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227