منتدى استراحات زايد - كلمة الشيخ سعيد النوري في مجلس الأستاذ عبدالوهاب حسين 3-8-2009م

كلمة الشيخ سعيد النوري (حفظه الله)
المكان: (النويدرات) مجلس الأستاذ عبدالوهاب حسين
(حفظه الله)
المناسبة: حوار عام.
الموافق: 3-8-2009م
http://www.3sl3.com/up/upfiles/w4n26107.jpg
الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ومقتدانا ونور هدايتنا أبي القاسم محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين

واللعن الدائم على أعدائهم من الآن إلى قيام يوم الدين.

من الواضح لكل من يراقب الساحة الوطنية بأن المخطط السلطوي قطع أشواطاً كبيرة في تنفيذ مخططه، ونحن اليوم في الحقيقة محاصرون بالمخطط السلطوي بكل جنبات هذا الوطن، في ظل هذه الظروف الحرجة تصبح قضية الوحدة (وحدة المعارضة، وحدة الطائفة، وحدة المؤمنين) الوحدة بكل دوائرها وعناوينها تصبح قضية مصيرية، اليوم لا مجال للنظر للخلف، اليوم لا يوجد أي مسوغ وأي مبرر شرعي أو مبدئي أو سياسي للعودة للخلف وفتح الملفات الخلافية، اليوم هو يوم العمل والنظر للأمام والتطلع للوحدة ورص الصفوف والتعاون , وأن يقبل بعضنا بعضاً و يتفهم بعضنا الطرف الآخر ووضعيته الشرعية ومواقفه، ونحاول أن نتوافق ما أمكن التوافق حول القضايا المصيرية , وأن يعذر بعضنا بعضاً في نقاط الإختلاف و نسير في هذا الدرب كإخوة وأحبة. وإلا إن لم نع أن قضية الوحدة تمثل قضية مصيرية , وإن تصورنا بأن الإصرار على فتح الملفات الخلافية يمكن أن يعالج الأمور فإن هذا خطأ فادح. ولذلك نحن هذه الليلة لا نريد فعلاً أن نفتح ملفات خلافية، ولكن قضية مهمة، نحن في ما مضى من مواقع مختلفة تحدثنا عنها، ولكن نجد من الضروري جداً إعادة طرحها وتأكيدها، ليس بهدف فتح الملفات الخلافية وإنما بهدف تأكيد الركائز الرصينة التي يقوم عليها تيار الوفاء.
قضية الشرعية هي إحدى القضايا الحساسة والأساسية التي تمثل ركيزة مهمة لاستقامة مسيرة هذا التيار وانطلاقته نحو تحقيق المطالب الإسلامية والوطنية، منذ الأيام الأولى بعد انتهاء الإعتصام التاريخي المبارك، في هذا المجلس المبارك، تحدثنا عن أننا نملك وضعاً شرعياً مبرئاً للذمة بحمد الله تعالى، سمعنا منذ البداية بعض التشكيكات، تشكيك من ضمنها يقول أن الأخوة يقصدون بالشرعية القواعد العامة الموجودة في الفقه في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنهم يطبقون القواعد العامة، لا يقصدون أنهم يملكون وضعاً شرعياً مكتسباً من مرجعية شرعية، مع أن الكلام كان واضح أننا نملك دعماَ شرعياً من جهة المرجعية، فُسِر الكلام على أنهم يقصدون بالوضعية الشرعية الإلتزام بالقواعد العامة الموجودة في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بدون الرجوع إلينا، لم يحاول أحد من الشخصيات القيادية أن يستفهم منا، أن يسألنا، أن يحاول أن يتعرف بالتفصيل عن ما نقصده بالوضعية الشرعية.
إثارة أخرى طرحت، بأن الأخوة مشتبهين في ادعائهم بالشرعية، ربما سمعوا كلاماً من إحدى الشخصيات العلمائية أو من إحدى المراجع، فهموا منه شرعية، فهم مشتبهون.
أثيرت إثارة أخرى، ربما تشكك في أصل الكلام، وبأنه هؤلاء لا يمكن أن يحصلوا على شرعية.
أثيرت أيضاً إثارة أخرى سمعتها مؤخراً، بأن الأخوة نعم ربما حصلوا على دعم إحدى الشخصيات العلمائية الفاضلة، أما شخصية مرجعية أو فقهية كبيرة فالأمر ليس كذلك.
إثارات من هنا وهناك بدون دليل، بدون حجة، لمجرد الإثارة ولمجرد التشكيك، ودون سعي جدي للإستفاهم من أهل الشأن، نحن في هذه الموارد عندما ينطق أخي المؤمن بكلام معين ولا أفهمه حق فهمه، الوضع الطبيعي أن أستفهم هذا الأخ عن مقصوده من كلامه، عن حجته، دون أن أحاول بعيداً عن ذلك أن أفسر هذا الكلام كما أريد أنا، هذا بالنسبة لقضية الشرعية.
بعد أن سافر الوفد من التحرك الجديد إلى الجمهورية الإسلامية في إيران، والتقى بمكتب السيد القائد (حفظه الله) كما هو معروف للجميع، وشفافيتنا الزائدة أصبحت موقع نقد طبعاً، فالتقى بالأعضاء في مكتب سماحة السيد القائد (حفظه الله) وكل ماسمعوه هناك تم نقله في بيان الحجة، ولكن للأسف تعاد نفس القضية، إثارة التشكيكات، بأن الجماعة سمعوا كلاماً هناك يوجههم إلى الإلتزام بقيادة شخصية علمائية معروفة في هذا البلد، ولكنهم أخفوا هذا الكلام ولم ينقلوه، وهذا التشكيك وهذه الإثارة تنتشر، وأنا شخصياً أكثر من شخصية جائتني لتؤكد أن هناك ترويج قوي ومركز لهذه الإثارات في الوسط الإجتماعي، لأن هؤلاء لا مصداقية لكلامهم ولأنهم يخفون الحقائق التي سمعوها هناك، وأن البيان لا يحكي كل ما حصل.
ومن اللطيفة، حتى ما حدث في الحوار مع سماحة المرجع السيد كاظم الحائري (حفظه الله) من أن سماحة السيد الحائري (حفظه الله) بتعبيرنا (عصب على الأخوة) ، حتى هذه القضية روجت بأنه قام من المجلس غاضباً على الأخوة عندما علم أنهم في قبال سماحة الشيخ عيسى أحمد قاسم (حفظه الله).
بما أن بيان الحجة كان واضحا والأخوة في بعض المواقع أكدوا على دقة وأمانة ما نقلوه، وبأنهم لم يخفوا شيئاً، نحن نريد أن نؤكد على هذه المضامين التي نقلت، على أمانتها وصدقها ودقتها، لا لنستغرق أكثر في هذه القضايا وإنما لننتهي منها. نحن في تيار الوفاء لم نسع في يوم من الأيام ولن نسع بتوفيق الله تعالى , للتشكيك بالوضعية الشرعية للآخرين . وإذا وجدتم منا سعياً للتشكيك في شرعية الآخرين يمكن أن تحاسبونا. الآخرون في التيار الآخر (أحبتنا أعزائنا) طرحوا الكثير من القضايا في الجانب الشرعي التي لا أريد أن أتحدث فيها، نحن لا يوجد لدينا أي سعي للتشكيك في الوضعية الشرعية للآخرين . و من حقهم أن يتمسكوا بوضعيتهم الشرعية التي يؤمنون ويلتزمون بها، ولا نقبل من أحد أن يطعن في قناعات الآخرين في إطار ما يؤمنون به. لكن نحن أيضاً كما نحب لأخوتنا المؤمنين أن يكون لهم قناعتهم الشرعية المحترمة نريد من الآخرين أن يعطونا نفس الحق، فنحن كل ما نسعى له أن ندافع عن حقنا في أداء التكليف الشرعي، وأن يكون لنا وضعيتنا الشرعية المستقلة، التي لا نقبل بأن يطعن ويشكك فيها. فكل ما نريده ليس الهجوم على الآخرين أو التشكيك في ما لديهم من وضعية شرعية - والعياذ بالله - ، ولكننا نريد هذه الساحة المباركة أن تتعود على حالة التعايش والتكامل والمشاركة في أداء المسؤليات، ولأنه كما للآخرين حق الإتصال بالمرجعيات الشرعية , وأن يكون لهم وضعية شرعية، نحن أيضاً نؤكد أننا نتوفر على وضعية شرعية وهذا حق لنا من أجل أن نؤدي تكليفنا الشرعي، هذا الحق والوضعية من غير المقبول إثار التشكيكات حولها.

والحمد لله رب العالمين.

وصل اللهم على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين.