مسلسل النبي يوسف ( ع ) يتلخص في عنوان (( الإنتظار ))
 

مسلسل النبي يوسف ( ع ) عرض في قناة الكوثر من إنتاج دراما إيرانية حظي بمستوى كبير جداً وقد أحدث إعصاراً في الشاشات الصغيرة وأطاح بمسلسلات الميوعة والحلقات الهابطة من أمثال الدراما التركية ومن على شاكلتها يسير في خط الإثارة والاعتماد على التنبيش في الغرائز ، فكان أحدوثة الناس في منازلهم ومجالسهم وامتد تأثيره في مناطق كبيرة من دول العالم الاسلامي حتى قام الجمهور بالاتصال بشكل مكثف لقناة الكوثر لاعادة عرضه بشكل يومي متسلسل بدلاً من عرضه في شكله الأسبوعي .

يتكون المسلسل من 45 حلقة بمشاركة نخبة من الممثلين والممثلات الإيرانيين ، وكادر من العاملين من الإنتاج السينمائي من مخرجين ومصورين وما يتطلبه العمل الذي استغرق وقتاًً وجهداً كبيرين بالاضافة إلي المصرف المالي الضخم الذي وضع له كميزانية لاقامة العمل حيث بلغ ستة ملايين دولار أمريكي .

مسلسل النبي يوسف ( ع ) نأى عن الإثارة الغرائزية الشهوانية وقد خلق بين ثناياه جو روحاني فضائلي يشعر به كل من يشاهد فصول حلقاته بشكل ناجح بنسبة عالية جداً ضربت اصحاب المفاجآت الهابطة في مقتل ولما يعتمدون عليه من إثارة العلاقات الحميمة بيد أن مسلسل النبي يوسف ( ع ) خلا من هذا الأمر كلية .

ظهر في مسلسل النبي يوسف ( ع ) مفهوم الانتظار بشكل ملفت للنظر ليعطي النقاد مساحة في البحث والتنقيب عن هذا المفهوم ، حيث كان الانتظار روح المسلسل وحركته الحية التي تعطي المشاهد الإثارة والفضول في المتابعة لكشف أحداث القصة أولاً بأول ، الانتظار الذي يمثل كيان المسلسل منذ بدايته حتى النهاية .

يتمثل الانتظار في انتظار النبي يعقوب لابنه الذي أحبه كثيراً وغيبه الأخوة عن الأب فانتظره ردحاً من الزمن حتى يعود ، والنبي يوسف ( ع ) الذي وقع عليه الظلم والاساءة ينتظر العودة لأحضاون والده ومحيط عائلته فظل طول المسلسل أي طول لاقصة ينتظر ساعة العودة لموطنه ومسقط راسه ، وزليخا العاشقة ظلت على طول الطريق تنتظر يوم لقاء عشقها وتحقيق اليوم الموعود في ذلك فظلت في انتظار لهذا اليوم ، ومصر تنتظر المخلص ليخلصها من القحط وأهل مصر على موعد لتغيير عبادة الوثن لدين التوحيد .

بني الانتظار على الصبر ومبانيه التسديدية الانتظار الذي يراد من ورائه تحقيق غاية وهدف منشود له الانتظار المرسوم من السماء ، توج الانتظار بتحقيق أمنية كل منتظر لما أراد فتلاقى الأب والابن وعاد جو العائلة لوضعه الطبيعي وتزوجت زليخا النبي يوسف ( ع ) وانتصر دين التوحيد في مصر وخرجت من أزمة القحط الذي كان سيؤدي لكارثة لولا النبي يوسف ( ع ) الذي أنقذهم من محنتهم بفضل الله تعالى .

وكل هذا الانتظار هو يعني انتظارنا لامامنا الحجة عليه السلام الذي سيخرج لازالة كل الظلم المستشري في الدنيا بأسرها الانتظار الذي يعني العمل على أن يبقة التوحيد والاسلام باق ليومه المشهود الذي سيكون فيه تحرير البلاد والعباد من الوثنية الظالمة .