منتدى استراحات زايد - .. اسألوهم عن ثرواتهم!! »

.. اسألوهم عن ثرواتهم!! »على الوتر« لميس ضيف

الوقت صحيفة الوقت البحرينية - يومية سياسية مستقلة
العدد 1266 الأحد 18 شعبان 1430 هـ - 9 أغسطس 2009
عندما تتصفح يومياً مطبوعات عدة في الداخل والخارج، يتملكك بعد حين شعور بأن كل الأخبار تشبه بعضها، وأن أسطوانة الأحداث تكرّر نفسها بوتيرة رتيبة -حدّ الضجر- وقلما يلفحك نسيم خبر يثير شهيتك للتأمل والتعليق والتحليل..

قبل أيام فقط كسرت صحيفه الرأي الكويتية القاعدة بخبر في الصفحة الأولى يعلن: أن المباحث الجنائية استدعت 30 شخصية في شبهة «الثراء المفاجئ» وجاء في متن الخبر أن المباحث -بالتعاون مع البنك المركزي- قد استدعت 30 شخصية ثارت الشكوك بشأن حساباتهم المالية.. وعلى الأرجح أن تلك الخطوة هي ردة فعل -أو فلنسمها استجابة- لوابل الانتقادات والأسئلة التي أمطر بها النواب وزير الداخلية في وقت سابق لمطالبته بتفعيل قانون من «أين لك هذا؟» على من أثروا بشكل مفاجئ..

لخبر مثل هذا، وإن كان في دولة شقيقة، وقع الموسيقى على الآذان التي صمّها صرير الفساد الذي لا يوجد من يتصدى له.. ففي البحرين لطالما طالبنا أن يتم التحقيق في الثروات التي هبطت على حديثي النعمة بشكل عام وعلى المسؤولين العموميين على وجه الخصوص «وأبنائهم وزوجاتهم أيضا لكونهم أفطن من أن يضعوا كل أملاكهم بأسمائهم فحسب».. وسيكون من دواعي سعدي وسروري أن أزود شخصيا المسؤولين بلائحة تضم أسماء ثلاثين شخصاً «ليستفتحوا» بها سلسلة التحقيقات لحين تزويدهم بالباقي، ولن تعييهم الوسيلة؛ فالخير وفير والثروات المشبوهة «على أفى من يشيل»..

وكل ما عليهم فعله هو أن يؤشروا وسيجدون أن المعلومات ستأتيهم طوعاً لا كرها، أو ليفتحوا خطاً ساخناً للتبليغ وسيفاجؤون باشتعاله جراء الضغط؛ فالناس ترى وتسمع الكثير ولكنها لا تنطق لأنها تربت على الصمت والخوف، وإن قررت البوح بما تراه وتعايشه لا تعرف لمن تولي وجهها لتفضي بتلك الأسرار الثقيلة.

ولأن الشيء بالشيء يذكر، فسنسوق لكم هنا مثال العقيد العتيد الذي أعلن توبته وربى لحيته مؤخراً تمهيداً للانتخابات.. في شأنه نقول إن الكل ركز، ما إن أعلن «العقيد الفار» -كما كان يسمى- ترشحه، على تاريخه القرمزي في هتك حقوق الإنسان ودوره إبان حقبة أمن الدولة ما جعل البعض ينبري –من منطلق الفزعة الطائفية إجمالا- للدفاع عنه وتلميعه.. والحقيقة أن لأولئك -إن شاءوا- الحق في التغافل عن تاريخه الحقوقي ولهم أن يصوروه كوطني مجاهد إن هم شاءوا.. ولكن ..

ماذا عن الأسئلة التي تطوّق ثروته الكبيرة الموزعة على شكل عقارات ومخططات وأموال سائلة في الداخل والخارج؟!! كيف سيصبح مولانا العقيد عيناً على المال العام والعيون غافلة عن مصدر ماله الخاص الذي يديره تحت اسم زوجته وصهره لليوم!!

إن مهمة التدقيق في الثروات ليست بالمهمة العسيرة كما يظن البعض.. فالمرء إما أن يكون وريثاً لأملاك عائلته “وهو أمر يسهل إثباته” أو عاملاً في التجارة والاستثمار «والتدقيق في سقف دخله سهل يسير أيضا»، أو أن يكون قد فاز بجائزة يانصيب من نوع ما أو.. أن يكون استل هذا المال من الجيب العام أو الخاص.. وتمحيص ذاك ليس صعباً إن كانت النية الصادقة موجودة لذلك..

المُراد..
الأموال لا تنبت على الشجر؛ وكل من خلقوا ثروات من العدم في فترات قياسية يجب أن تخضع ثرواتهم للتدقيق والمعاينة لاسيما موظفي القطاع العام من سلف وخلف.. والداخلية والنيابة العامة مطالبتان بتحريك قضايا كهذه بين الحين والآخر، فإن كنا نحاسب من يسرق الأحذية والمحال التجارية فخليق بنا أن نفعل المثل.. لمن ينهب البلاد والعباد!!
*رابط المقال : http://www.alwaqt.com/blog_art.php?baid=11366

التعليقات

ذكرني هذا المقال، بمسلسل مرايا، في احدى قصصه ، حيث اجتمع أربعة من الهوامير فيقصر أحدهم ، وبدأوا التسامر، وكلاً يذكر أملاكه ، وزوجاتهم كلا منهن تذكر ،النشاطات الخيرية التي يقمن بها ، وعرجوا أعني الرجال بعدها على ما يملكة أبنائهممن شركات ومؤسسات وغيرها ، واختتموا جلستهم تلك بسؤال ياسر العظمة لهم:
يا جماعة، ما سألنا حالنا ، من وين كل الفلوس لأولادنا ؟! ويجيب هو بنفسه مباشرة دون أيتفصيل ورافعاً اصبعه الى الأعلى توكيداً ، بقوله: لا شك أن ذلك من فضل ربي... وابتسامة عريضة ..
هي أفضال الله على هولاء "طبقة من أين لك هذا " ، فاللهالرزاق ذو القوة المتين ، وهو يقسم الارزاق ، على العباد، فلم هذا الاعتراض علىحكمته، أم هو ذلك الحسد الذي بدأ ينغر في صدرك يا لميس ، تجاه هولاء الذين أفضلربهم عليهم ؟
وقد ذكرت وذلك لفرط وجدك وحسدك لمن منّ الله عليهم من بركاته ،البطل الضرغام ، حامل الصمصام ، والمدافع عن والي الدولة ، وولي أمره ، وضارباً بيدمن حديد على كل من تسول له نفسه اللعب بأمن البلاد والعباد ، سيدنا وحبيبنا العقيدذو اللحية المرتبة ، وبهاءه الزاهي ، وعينه التي تبصر بعين الله ، وعقاله العربيالرصين الذي يعقد به غترته المنسدلة على خديه ، الذي حفرته دموع الخشية من اللهأخاديد ، فخرج بأحلى وأبهى خلقة ، فقد أضفى ربه من جمال نوره ، عليه ، فظهر لنامشعشعاً ، تنتشي الروح حين تراه ، مما يجرنا الى القرب منه ، للتزود من جمالهاليوسفي وتقواه اللذان شاعا في الامصار ، فقد قطعت النساء أيديهن، سهواً من حسنه .
لو سألنا عقيدنا، فليفلة ، من أين لك كل هذا ؟
سيكون الجواب هو ،
انيوقد وكلني الرب مهمة ، حفظ الأمان في البلاد ، وأرسلني محملاً برسالة السلام لبنيأوال كافة ، فلقد أعطاني بسطة في الجسم واليد ، فبدأت أفري لحم أعداء الله ،وأصعقهم بصاعقة سماوية زودني بها ، وأعلقهم بحبال من نار الى سقف البيت التأديبي ،وانهال عليهم بعصاي السحرية ، حتى أتعب وأصل لحالة العشق والتيه الرباني ، مناجياً، لفرط ما أضربهم ، فيتبادر من معي في رقصة صوفية ، أصحاب دربي ، حتى يخشون علي منأن أموت فيفقدوني ، ممسكين بي ومهدئين من روعي . وقد كان ربي ينزل لي رزقي من عنده، كما ولا أنسى اني كنت أخاطب من رزقهم الله من ماله ، لكي أسئلهم حق الله فيأمولهم "الزكادة" ، واهددهم بوعد الله لهم ، ناراً وعذاباً شديداً ،
ولأني ،مرسل رباني لكم ، فقد آليت أن أكمل مسلسلي الالهي معكم ، بأن أدخل في مجلسكم ، لكيآخذ لكل حق حقه من العباد ، ولكي اجري التكافل في البلاد ، فرسالتي معكم لم تكتمل ،فصوتوا يا دائرتي لي ، فأنا رازقكم ، ومنعماً بالسلام والامن عليكم ، وقد عرفتمحسبي ونسبي وشهامتي ومحاسن اخلاقي ، فهل بعد كل هذا من ريب يداخلكم تجاهي...
بلدالأمان ، قد أقره عقيدنا ، ولولا ذلك لما كان سلامنا الملكي يحمل هذه الكلمة ..
بلد الكرام ...