منتدى استراحات زايد - جنبلاط البحرين

وليد جنبلاط زعيم الحزب التقدمي الإشتراكي اللبناني يمثل حالة سياسية فريدة،ويبدو أنه ظاهرة سياسية قل نظيرها،فمن أقصى اليسار إلى أقصى اليمين،ومن حليف استراتيجي لسوريا وحزب الله إلى أحد أقطاب 14 آذار الذي يطالب باستقلال لبنان ورفع وصاية سوريا عليه،متلون بشكل ماراثوني يجعلك تشعر إما أنه سياسي من العيار الأول،أو انتهازي يستغل الفرص بحسب تسارع الأحداث،وتبدل المصالح.
التناقضات و "التلون السياسي" الذي يتميز به وليد بك جنبلاط أكثر من أن أوردها في مقام واحد،فتصريحاته المتوالية كثيرة،وتعج بها الكثير من الصحف اللبنانية والدولية، فلم ولن يكون آخرها موقفه السياسي من تيار 14 آذار،ولعل "النهج الجنبلاطي" لم يعد بالضرورة حالة لبنانية صرفة، فقد أصبحت حالة فريدة،ونهجاً سياسياً قائماً بذاته،له فنونه وأدواته وأهدافه ومنطلقاته وآلياته، فهل نستغرب إن وجد بيننا في البحرين "جنبلاطيون" ؟
لن أستغرب البتة من وجود "جنبلاطيين" أبداً،وربما يتمثلون بالمثل الشعبي "اللي تغلب به إلعب به"،وفقاً لما تستلزمه رؤاهم المتلونة أساساً،وما تفرضه عليهم المرحلة التي يعيشونها.
أحد الجنبلاطيين البحرينيين كان في تسعينات القرن الماضي ملازماً لأحد قادة الانتفاضة التسعينية،وكان يعتز أيما اعتزاز بالسلندرات حتى بات يلقب بـ "سلندر" مضافاً إلى إسمه العتيد !
في تصريح صحافي له أكد "تدعم الحركة منح العسكريين حق التصويت في الانتخابات"، فيعود ليصرح خلافاً لما كان عليه موقفه "وقد تكون هناك مراجعات قد تصل بنا إلى حد أننا لن نشارك في الانتخابات إذا ما اتضح أن هناك توجها للدولة لتهميش إرادة الناس كما فعلت في العام 2006 من خلال الضغط على العسكريين"
جنبلاط البحرين الذي تدرج من الجبهة الشعبية والتيار الديمقراطي،إلى الدفاع عن الصوت السني المغيب وتأييد بعض الإسلاميين الذين كانوا ضمن متهمي قضية (الخلية المسلحة) والتحالف معهم وتأسيس حركة سياسية تجمع تحت رايتها إسلاميين مختلفي المشارب،وفي كل تنظيم سياسي أو جمعية أهلية تراه يصر على أن يكون هو "الرئيس" الذي لا يشق له غبار!
آخر "جنبلاطيات" القائد العتيد هي مغتازلته للأمين العام لحركة حق الأستاذ حسن مشيمع الذي نفى أن يكون "مصدراً للتأزيم" وربما لن أستغرب إذا أطل علينا غداً بتصريح مفاده "إن عادل فليفل رمزٌ للوحدة الوطنية ومصداق للمصالحة الوطنية" !
''كنت أسمع هاشم (أمين عام الحركة) نقده وإعابته لعبدالرحمن النعيمي - شافاه الله - أنه يعيش في مرحلة الستينات ولا يغادرها"،بينما يصرح في مقابلة له "فإنني أكن إلى «أبوأمل» معزة لا يعلما إلا الله، فهو الأستاذ الأول وهو من أرشدنا الى طريق الدفاع عن حريات الناس والدفاع عن الوطن بأسره على جميع المستويات، وشكل ماضينا وحاضرنا ومازلنا متمسكين به قدرا نسعى الى نهايته بنهاية حياتنا"كثيرة هي التناقضات الجنبلاطية بحيث لا تعد ولا تحصى،ولو عملنا عليها لاحتاج جمعها وتبويبها وتصنيفها فترة طويلة جداً،وربما لن نكون أسرع منه في لأنها متجددةٌ ومتسارعةٌ،لاتقف عند حد.
الغريب في أمر جنبلاط البحرين "سلندر بك" أنه لا زال يظن أن أحداً يمكن أن يصدقه، فهو لا زال يعيش هاجس القيادة والريادة والنضال الوطني،ولم يدخل في تنظيم سياسي أو شعبي إلا كان سبباً في تقطع السبل به وتفتته،لذا أنصح هذا المتلون أن يريح نفسه أولاً، ويريح الناس من تصريحاته البهلوانية التي تضحك الثكلى،وتبكي العروس،وليعلم جيداً أنه ليس رجلَ المرحلة،وليس صالحاً لكل زمان ومكان !
هذه دعوة لإسدال الستار على شخصية متقلبة متلونة لا تمل من الكذب على الناس،واستغلال المراهقين والموتورين وقوداً لتحقيق طموحها السياسي،نقول لجنبلاط البحرين:حل عنا فلقد ولى زمن البطولات الوهمية !
أخيراً وليس آخراً فإن جنبلاط لبنان من مواليد برج الأسد،وإذا قدر لنا أن نكتشف برج جنبلاط البحرين (أبو السلندرات) فسيمكننا أن نعرف سر التقارب بين الشخصيتين في الانتهازية السياسية.