منتدى استراحات زايد - عشرات الجرحى في مسيرات ضد الاستيطان والجدار في الضفة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

والمستوطنين عليهم في مسيرات ضد الجدار والاستيطان انطلقت، أمس، في بلدات بلعين ونعلين في رام الله والمعصرة في بيت لحم وبورين في نابلس وكفل حارس في سلفيت.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن المئات من أهالي بلعين والمتضامنين “الإسرائيليين” والأجانب، انطلقوا في مسيرة بعد صلاة الجمعة أمس، رافعين الأعلام الفلسطينية واليافطات والشعارات الداعية إلى الإفراج عن القادة محمد الخطيب وأديب أبو رحمة وبقية المعتقلين، وأخرى تدعو إلى وقف المداهمات وملاحقة الناشطين في مقاومة جدار الفصل العنصري وأعضاء اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار.

وجاب المتظاهرون شوارع البلدة وهم يرددون الهتافات الوطنية الداعية إلى الوحدة، والمؤكدة على ضرورة المقاومة الشعبية، واستمرارية الفعاليات من دون خوف من السياسة الإرهابية التي ينفذها جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب.

وفور وصول المتظاهرين عند بوابة الجدار أمطرهم جنود الاحتلال بالقنابل الغازية، وبالمياه العادمة الملوثة بروث الحيوانات، وبمياه المجاري مع وضع بعض المواد الكيماوية عليها، ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات التقيؤ والاختناق.

وتحدثت بعض التقارير عن استخدام جنود الاحتلال لرائحة الضربان، وهي رائحة نتنة تلتصق بالثياب ولا يمكن إزالتها، وذلك ضمن سلسلة من الأسلحة التي يجربها الجيش “الإسرائيلي” لقمع المتظاهرين في بلعين، بينما ارتدى المتظاهرون الملابس البلاستيكية والقبعات والكفوف والكمامات ردا على استخدام المياه الملوثة النتنة. واعتقلت قوات الاحتلال المواطن راني النجار (22عاما)، الطالب في كلية الإعلام بجامعة بير زيت، وذلك بدعوى مشاركته في المسيرة المناهضة للجدار والاستيطان.

وفي هذا الاتجاه، دعت اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار في بلعين في بيان لها، إلى الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين، وأشارت الى أن ما نُسب إليهم من اتهامات، غير قانونية وباطلة، وما يقوم به أهالي بلعين قانوني وشرعي ونصت عليه جميع المواثيق الدولية وحتى المحاكم “الإسرائيلية” نفسها، بالإضافة إلى المشاركة الدولية الواسعة في نشاطات وفعاليات بلعين. ودعت المؤسسات الحقوقية وأصدقاء ومناصرو بلعين والقضية الفلسطينية إلى التدخل السريع للإفراج عن الأسرى ووقف العدوان الذي تتعرض له البلدة.

وفي بلدة نعلين غرب رام الله، أصيب العشرات من المواطنين، أمس، في المسيرة التي تنظم أسبوعيا ضد الجدار والاستيطان. وانطلقت المسيرة بمشاركة المئات من أهالي البلدة والعشرات من المتضامنين ودعاة السلام، وقد واصلت المسيرة تحركها حتى الجدار، وتوزع المشاركون على امتداد مئات الأمتار بالقرب من الجدار لتشتيت قوات الاحتلال. وأطلقت قوات الاحتلال عشرات القنابل الغازية والصوتية والأعيرة المعدنية، الى جانب المياه العادمة، ما أسفر عن إصابة العشرات من المتضامنين الدوليين والصحافيين والمشاركين في المسيرة.

وفي المنطقة الجنوبية الشرقية للبلدة حاولت قوات من المستعربين التوغل في المسيرة بمساندة قوات من جيش الاحتلال، حيث اندلعت مواجهات عنيفة معهم. وقال الناشط صلاح الخواجا إن أهالي البلدة متمسكون بخيارهم وبإستراتيجية المقاومة الشعبية، وكان أهالي بلدة نعلين قد أقاموا صلاة الجمعة وسط البلدة وعلى الأراضي القريبة من بناء جدار الفصل العنصري، حيث دعا خطيب الجمعة الشيخ مراد خليل عميرة الى الوحدة الوطنية في مواجهة الجدار والاستيطان، وإجراءات الاحتلال التعسفية المختلفة.

وفي قرية المعصرة بمحافظة بيت لحم، قمعت قوات الاحتلال المسيرة الأسبوعية المماثلة والمنددة بالجدار. وانطلقت المسيرة من أمام مدرسة الزواهرة باتجاه الأراضي المقام عليها الجدار، حيث اعترضها قوات الاحتلال واعتدت على المشاركين فيها. ونظم اعتصام عقب المسيرة ألقيت فيه العديد من الكلمات، أكد فيها المتحدثون على كلمة الرئيس محمود عباس في افتتاح المؤتمر السادس لحركة “فتح”، والتي أكد فيها على التمسك بالمقاومة تحت الغطاء القانوني كما يحدث في نعلين وبلعين والمعصرة.

وفي نابلس أصيب عشرات المواطنين بالاختناق اثر إطلاق جنود الاحتلال وابلا من قنابل الغاز صوبهم في مسيرة ضد الاستيطان جنوب المحافظة. وكان بضع مئات من المواطنين والمتضامنين الأجانب خرجوا للتظاهر ضد مصادرة الأراضي في بورين، حيث أقيمت هناك صلاة الجمعة. وقال شهود عيان، إن جنود الاحتلال والمستوطنين هاجموا المتظاهرين واشتبكوا معهم. وأشاروا إلى أن عددا من المتظاهرين نقل إلى المراكز الصحية القريبة للعلاج بسبب إصابتهم بحالات اختناق شديدة.

وأفاد شهود بإصابة مصور فلسطيني، أمس، بجروح طفيفة خلال المواجهات. واندلعت المواجهات عندما أطلق المستوطنون النار قرب متظاهرين كانوا يحتجون على الاستيطان خارج مستعمرة “براشا” جنوب نابلس. واكد مصور ل”فرانس برس” موجود في المكان أن عدة مستوطنين ضربوا مصورين فلسطينيين وأن أحدهم جرح.

وفي سلفيت اقتحمت مجموعات من المستوطنين بحماية قوات الاحتلال، مساء أول أمس، بلدة كفل حارس شرق المدينة.

وذكرت مصادر أمنية أن العشرات من مركبات الاحتلال، ترافقها قوات ما يسمى بحرس الحدود والشرطة اقتحمت البلدة، مشيرة إلى أن المستوطنين أقاموا طقوسا دينية في البلدة ودنسوا مقابرها. وقال كرم أبو حماد، أحد مواطني البلدة، إنه أثناء عودته إلى منزله منعته قوات الاحتلال من الوصول في مركبته، وأجبرته على السير مشيا، واحتجزوا مركبته على الشارع العام داخل البلدة، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال أجبرت أصحاب المحلات التجارية على إغلاقها والتوجه إلى منازلهم.

وأفاد بأن تلك القوات نصبت نقاط مراقبة داخل البلدة على المفارق الرئيسية ومنعت الأهالي من التنقل داخلها.

الخليج