منتدى استراحات زايد - الشيخ عبدالجليل المقداد من بني جمرة: ماذا يريد الناس ؟ وماذا نريد منهم ؟

كلمة سماحة الشيخ عبدالجليل المقداد (حفظه الله تعالى)
بيوم الجمعة في بني جمرة
(مسجد الشيخ فرج)
المناسبة: لقاء قادة تيار الوفاء الإسلامي بأهالي بني جمرة بعد صلاة العشائين.
الموافق: 31/7/2009م
http://www11.0zz0.com/2009/03/23/04/170134906.jpg
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.

ماذا يريد الناس؟ وماذا نريد منهم؟

يريد منا الناس الصدق والوضوح، الصدق في الحديث والصدق في الموقف والصدق في أن لا يتكلم الإنسان إلا بما يقتنع ولا يدافع إلا عن ما يقتنع، الصدق مع النفس والصدق مع الآخرين، وإيقاف الناس على مجريات الأمور، و وضعهم في الصورة، وإعطاء الناس مساحة من الحرية لأن ينتقدوا وفي أن يقيّموا وفي أن يجدوا الأجواء المناسبة التي ينطلقوا من خلالها للنقد البنّاء وللنقد بحق من أجل دفع المسيرة.
يريد منا الناس أن نكون دعاة حق وسلام، وأن نريد الخير كل الخير لجميع أبناء هذا المجتمع، يريد منا الناس الثبات على المواقف والإصرار وعدم التراجع أمام الضغوط التي قد تعترض طريق الإنسان.
يريد منا الناس أن نقوي ثقتنا بالله سبحانه وتعالى وأن نستفيد ممن سبقنا وممن لاقوا ظروفاً أصعب من الظروف التي نمر بها، لأن طريق ذات الشوكة يحتاج إلى صبر و ثبات ويحتاج إلى نـَفـَس يستطيع الإنسان به أن يواصل هذا الدرب، وإذا ما تعب أو عجز أو أنهكته الأحداث ينبغي أن يكون صادقاً مع نفسه وأن يوقف الناس والجماهير على هذه الحقيقة ، "ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها" ، لنكن صرحاء وصادقين مع الناس.

أما ماذا نريد من الناس؟

نريد منهم كما يريدون منا، نريد منهم الصدق، الصدق في قول الحق، والصدق في النقد، والصدق في الموقف، والصدق في التقويم.
نريد منهم أن ألا يجاملوا وأن لا يصفقوا وأن إذا رأو خطئاً أو اعوجاجاً أقاموه وانتقدوا من يصدر منه بكل أدب وبكل شفافية، نريد من الناس الثبات كما يريدون منا، وتقلبات الزمان، يحضرني مقطع من دعاء عرفة بما معناه أن المؤمنين لا ينبغي أن يطمئنوا لا إلى أوضاع حسنة تلم بهم ولا ييأسوا أمام أوضاع سيئة تحيط بهم.
المؤمنون إذا نزلت بهم أوضاع قاسية سيئة، لأنهم خبروا الدنيا وخبروا حقيقتها، يعلمون أن الدنيا في تقلب وأن هذه الأوضاع السيئة لا استمرار لها، يأتي اليوم الذي تصطلح فيه الأمور، ويأتي اليوم الذي تدير الدنيا بوجهها إلى أهل الإيمان وإلى الصف الإيماني، وأيضاً المؤمنون إذا كانوا في أوضاع حسنة وحالفهم الحظ وكانت لهم الدائرة وكانت لهم الصولة والجولة أيضاً لا ينبغي أن يطمئنوا لأن أحوال الدنيا في تغير وتحول.
لامعنى لليأس في صحيفة المؤمن، وليس المطلوب من المؤمن أن يحقق معجزة، أو أن يحقق نتيجة مرجوة يصبوا إليها، وإنما عليه أن يسعى وأن يبذل.
وهنا لا أخفيكم أننا نعترف على أنفسنا بالتقصير والقصور، وبعونكم وبتقويمكم وبنقدكم لأنكم شركاء في القضية ولأنكم أصحاب كلمة ولستم أتباع، وإنما أنتم أصحاب كلمة وأصحاب رأي وأنتم شركاء بهمتكم بموافكم بآرائكم سوف تكونون إن شاء الله سنداً للصف الإيماني وللمؤمنين وسوف نكون لكم إن شاء الله سنداً ومعيناً.
نريد من الجميع (منا ومنكم) أن نحقق علاقة إيمانية مبدئية تقوم على أساس الصدق والإخلاص والتفاني في نصرة الحق والذوبان في الأهداف الحقة.

وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير والصلاح.
والحمد لله رب العالمين.
وصل اللهم على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين.
*************

ملاحظة: عذراً على التأخير في نقل الكلمة وذلك لظروف خارجة عن الإرادة.