|
( حسن الاخلاق تؤنس الرفاق ) ( حسن الاخلاق تؤنس الرفاق ) بقلم : ابراهيم العـرب 7 أغسطس 2009 بسم الله الرحمن الرحيم قال رسول الله ( ص ) : ( حسن الاخلاق تدر الارزاق و تؤنس الرفاق ) يحكى أنه كان هنالك أخوين ، أحدهما يبيع عسلا و الأخر يبيع خلا ، و كثرت زبائن الاخ الذى يبيع الخل بينما أنفض الناس عمن يبيع العسل لسوء خلقه . و ذات يوم رجع صاحب العسل الى داره حزينا فسألته زوجته مابك ؟ فقال لها ان أخى يبيع أكثر منى و أنا لا أحد يقبل على بضاعتى بالرغم من أننى أبيع عسلا و أخى يبيع خلا !! فقالت له زوجته : أن أخاك يبيع خلا مع حسن خلق و أنت تبيع عسلا مع سوء خلق !! فصاحب العسل حينما تأتى اليه أمرأة لتشترى منه العسل و ليس لديها اناء أو ليس لديها المال الكافى ، فأنه ينهرها و يصرخ فى وجهها قائلا : أوه بعد تأتين لشراء العسل من دون ماعون و من دون مال كاف ، أنصرفى فأنا لا أبيع هكذا أناس . اما صاحب العسل فأنه متسامح مع الناس و يقبل منهم القليل من المال و لو على الحساب ، يعنى يقول لهم : مو مشكلة اذا ما عندك الآن مال غدا انشاء الله تأتين به ، مو مشكلة و اذا ما كان عندها ماعون يعطيها ماعون . فحسن الاخلاق تدر الارزاق و تؤنس الرفاق . و ربنا سبحانه و تعالى يقول : (فبما رحمة من الله لنت لهم و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) و يقول رسول الله ( ص ) : ( من لانت كلمته وجبت محبته ) اذا الفرد المؤمن الذى يتسم بسعة الصدر و لين الكلام و لين العريكة و خفض الجناح و ستر العائبة و أيثار الناس على نفسه هو من يأنس به الاصدقاء ، على العكس من الفرد المشاكس السئ الخلق الذى يعيش لنفسه فقط و يتصرف حسب أهوائه و حسب حبه و بغضه و يرى نفسه أعلى من الآخرين ، ان مثل هذا الفرد ينفض عنه الناس لماذا ؟ لأنه يعيش فى محيط نفسه فقط ، فهو يتمحور حول ذاته و كل علاقاته الاجتماعية قائمة على حساب الربح و الخسارة ، فأذا قلت له لماذا لا يكن لك دور اجتماعى أو سياسي ؟ فأنه سيبادرك بالسؤال : و ماذا أستفيد او أربح من دورى الاجتماعى و السياسي ؟ فالسياسة لا تؤكل عيش !! سبحان الله ، الم يقل ربنا سبحانه و تعالى ( و ما أسالكم عليه أجرا ، ان أجرى الا على الله ) و قال سبحانه ( و من عمل صالحا فلنفسه ) و قال أيضا : ( و من جاهد فأنما يجاهد لنفسه ) و قال أيضا ( و من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، و من يعمل مثقال ذرة شرا يره ) ( حسن الاخلاق تدر الارزاق و تؤنس الرفاق ) لا أحد منكم لا يريد لرزقه أن يتسع ، بل لا أحد منكم لا يريد أن يلتف حوله الاصدقاء و يأنسون به و لكن هل فكرنا فى منبع حسن الاخلاق ؟ فما هو منبع الخلق الحسن الرفيع ؟ يقول أمير المؤمنين ( ع ) : ( التقى رأس الاخلاق ) ( الايمان فوق الاسلام بدرجة و التقوى فوق الايمان بدرجة و اليقين فوق التقوى بدرجة ) كما فى الحديث الشريف . كما يقول الامام زين العابدين فى دعاء مكارم الاخلاق : اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَ حَلِّنى بِحِلْيَةِ الصّالِحينَ وَ اَلْبِسْنى زينَةَ الْمُتَّقينَ فى بَسْطِ الْعَدْلِ وَ كَظْمِ الْغَيْظِ وَ اِطْفاَّءِ النّاَّئِرَةِ وَ ضَمِّ اَهْلِ الْفُرْقَةِ وَ اِصْلاحِ ذاتِ الْبَيْنِ وَ اِفْشآءِ الْعارِفَةِ وَ سَِتْرِ الْعاَّئِبَةِ وَ لينِ الْعَريكَةِ وَ خَفْضِ الْجَناحِ وَ حُسْنِ السّيرَةِ وَ سُكُونِ الرّيحِ وَ طيبِ الْمُخالَقَةِ وَ السَّبْقِ اِلىَ الْفَضيلَةِ وَ ايثارِ التَّفَضُّلِ وَ تَرْكِ التَّعْييرِ وَ الاِْفْضالِ عَلى غَيْرِ الْمُسْتَحِقِّ وَ الْقَوْلِ بِالْحَقِّ وَ اِنْ عَزَّ وَ اسْتِقْلالِ الْخَيْرِ وَ اِنْ كَثُرَ مِنْ قَوْلى وَ فِعْلى"وَ اسْتِكْثارِ الشَّرِّ وَ اِنْ قَلَّ مِنْ قَوْلى وَفِعْلى" وَ اَكْمِلْ ذلِكَ لى بِدَوامِ الطّاعَةِ وَ لُزُومِ الْجَماعَةِ وَ رَفْضِ اَهْلِ الْبِدَعِ وَ مُسْتَعْمِلِى الرَّاْىِ الْمُخْتَرَعِ أنظروا أيها الاخوة الكرام : يبين الامام زين العابدين عليه السلام أن الصالحين عليهم حلية جميلة حيث ألبسهم الله زينة المتقين و هى أجمل زينة فى الوجود على الاطلاق ، فالاخلاق الرفيعة التى يتمتعون بها كمعاملة الناس بالعدل و عدم ظلمهم و كظم الغيظ و أطفاء النائرة ( العداوة ) و ضم أهل الفرقة و أصلاح ذات البين و سائر الاخلاق التى ذكرها الامام السجاد عليه السلام و التى تعتبر منهاج عمل للفرد المؤمن و هو الدور الاجتماعى الذى ينبغى علينا أداؤه و عدم التنصل منه . كم يحتاج مجتمعنا الى مثل هذه الاخلاق الكريمة : الحلم و العلم و توحيد المؤمنين و أصلاح ذات بينهم ، و افشاء المعروف و ستر العيوب و لين العريكة و خفض الجناح ( التواضع ) و السبق الى الفضيلة . أعتقد أن مثل هذه الادعية للامام زين العابدين عليه السلام و التى ربى عليها الكثير من الناس فى عهده و خاصة فى وقت غلبت فيه المصلحة الشخصية و الانانية و الجشع و الخيانات و الكذب و الدجل و الفسق و الفجور و القتل و السب و الشتم و الظلم بحق الآخرين . لا يمكن بناء مجتمع اسلامي كالبنيان المرصوص ـ اذا كانت تنخر فى هذا المجتمع الانانيات و العصبيات و الفئويات و المحوريات الشخصية و الروح السلبية . ايها الاخوة الكرام : كم نحن بحاجة اليوم الى أن نتتلمذ على يد الامام زين العابدين عليه السلام فنتخذ من أدعيته دروسا لنا ، نقرأها بشكل يومى و نتدبر فيها و نطبقها على أنفسنا و مجتمعنا . و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته |
| الساعة الآن 02:36 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir