|
السيد علوي البلادي: من أين أتيت بهذه الولاية حتى تمنع الناس من الصلاة؟ خطبة السيد علوي الموسوي البلادي (حفظه الله تعالى) بيوم الجمعة في البلاد القديم (مسجد الجبل) أعوذ بالله السميع العليم من الفقر والشيطان الغوي الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطاهرين. الشأن السياسي: بقي شيء آخر أختم به حديثي وهو وإن كان يحز في النفس لكن لابد من الحديث عنه، أبدئه بقوله تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ.سورة البقرة (114). أخواني المؤمنين أعزائي، كلنا نغضب أشد الغضب ولا نرضى أبداً في أن تضع السياسة يدها على مساجدنا ومآتمنا ومؤسساتنا الدينية، لماذا؟ الطائفة عاشت قرونا ومنذ فجر الإسلام إلى يومنا هذا عاشت الإستقلال، فبقي الدين نقيا لا يمسه التحريف ليس لأحد أمر عليها، مساجدنا ومآتمنا تكون مستقلة، ليس صحيحا أن تتحكم السياسة في هذا الأمر، لن يقبل أحد من علمائنا ولا من جهالنا أن تخضع المساجد والحسينيات والمؤسسات الدينية للأهواء ، إن انكسار استقلالها يبشر بخطر دائم علينا وعلى ديننا، أرى أن السياسة والسلطة عاجزة في المستقبل المنظور القريب عن أن تضع يدها على مساجدنا ولكن هناك باب يمكن أن تدخل من خلاله بسهولة، لتؤمم مساجدنا تماماً، ما هو؟ أقول لكم السلطة بكل ما تملك لا تستطيع أن تسيطر على مساجدنا إلا إذا أحدثت مجزرة، وهذا ما لا تريده السلطة، لو أرادت أن تسيطر لابد أن تحدث مذبحة، لكن هناك باب يسهل الدخول منه، ما هو هذا الباب؟ أن تدخل لنا من خلال بعضنا البعض، هذا هو الخطأ،لا يمكن للسلطة بكل ما تملك لا تستطيع أن تمنع أحداً من دخول هذا المسجد، ولكن (سيد علوي) يقدر، (سيد علوي) يقدر ان يمنع فلان وعلان بإسم الدين وبإسم الحزب وبإسم الجمعية، وهنا الخطأ والكارثة، هذه سابقة خطيرة جداً، بعد ذلك يمكن للحكومة ويمكن للسياسة أن تسيطر وتتصرف بما تشاء بأن توحي لهذا ولذاك وتستطيع أن تتدخل وتتحكم وعلى الإسلام السلام. إذاً لا خلاف في أن منع ذكر الله في مساجد الله من أكبرالمنكرات، (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) ولكن أقول إن عدم إنكار هذا المنكر والسكوت عليه يدخل في التخاذل والتخلف عن وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فالمنكر هو السكوت عن الباطل وعدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. يجب أن لا نسكت وأن لا نفتح الباب وأن لا نحدث سابقة خطيرة بأن يمنع بعضنا بعضاً آخر من إقامة الصلاة وذكر الله في المسجد، لا يمكن لأحد، ولا يمكن السماح لهذه السابقة، ولا يمكن أن نبررها بأي حجة من الحجج، من واضحات الفقه أن الإمام يختاره المأمومون، إذا المأمومون يريدون فلان، فليكن هو الإمام، فهذه الوجوه المؤمنة اذا ارادت شخصاً معيناً يصلي بهم، لا يمكن لاي كان ان يمنعه او نمنعهم ، أي ولاية لك على ذلك؟ من أين أتيت بهذه الولاية حتى تمنع الناس من الصلاة؟ أو أن تغلق مسجداً من مساجد الله في وجه أناس أرادو أن يذكروا إسم الله في هذا المسجد؟ إذاً خلاصة الكلام، أنه إن مُررت هذه السابقة فستكون هذه معجلاً سريعاً للسيطرة وتحكم السياسة في المؤسسة الدينية، لأن السلطة ستجد الباب سهلاً وستـُفعـِل مشروعها في أسرع وقت ممكن، طالما وجدت هذه النزاعات، أن فلان يتحكم في فلان يمنع بحجة ما ، إذا فتحنا هذا الباب سيكون هذ أكبر وأوسع باب لسياسة التبرير، وما عجزت السياسة عن تطبيقه من الباب تستطيع الدخول إليه من هذه النافذة اذا سمحنا بها. فيجب علينا جميعاً أن نستنكر هذا الفعل. وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين. ********* ملاحظة: نقل الخطبة اقتصر على الشأن السياسي. |
| الساعة الآن 11:18 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir