منتدى استراحات زايد - المشيمع من الديه: حركة الإمام الحسين (ع) كانت ضد تغييب رأي ودور الأمة وإرادتها

تغطية خطبة المشيمع في مسجد الأنوار بقرية الديه
بعد صلاة العشاءين – ليلة الجمعة من كل أسبوع

ليلة الجمعة - الموافق 30/7/2009م

أوضح سماحة الأستاذ في خطبته على أن حركة الإمام الحسين (ع) جاءت للتصدي للمحاولات التي شكلت تحولاً وانقلاباً على ثوابت الأمة فيما يتصل بطبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم والتي تعتمد على أساس المشورة والشراكة في صنع القرار وكونها بيعة بين الحاكم والمحكومين والتي تحولت فيما بعد في عهد معاوية وما بعده إلى حكم وراثي مستبد يغيب فيه رأي الأمة ودورها مؤكدا على أنَّ المشروع الذي حمله الإمام الحسين (ع) إنما هو مشروع الأمة ككل والذي انطلق ليصحح العلاقة بين الحاكم والمحكوم، مشددا على أنَّ الإمام الحسين(ع) كان قد خاطب كلّ الضمائر وكلّ الأمة لتأخذ مسئوليتها في تغيير واقعها.

وأضاف أن من المقومات الأساسية في حركة الدعوة الإسلامية والتي أسس لها القرآن الكريم في العلاقة بين القيادة والقاعدة الجماهيرية أنها تأتي على شكل بيعة، وكما يسمى في الوقت الحاضر بالعقد الاجتماعي الذي يكون على شكل اتفاق بين القيادة والقاعدة الجماهيرية.

وأردف بالقول: بعد رحيل رسول الله (ص) حدث انقلاب على أصل ذلك العقد لكنه احتفظ بصيغته الشكلية في فترة ما سميت بالخلافة الراشدة التي بقي فيها شكل تلك العلاقة العقدية حتى جاء معاوية محاولا جرَّ الأمة قسراً لمبايعة يزيد والذي يلغي دور الأمة في أن تنتخب الحاكم وتغيره وترفض أخطاءه وتقوم بتصحيحها لتتحول العلاقة بين الحاكم والمحكوم إلى علاقة حكم وراثي مستبد.

وتابع القول: إنَّ أساس حركة الإمام الحسين (ع) هي من أجل تأصيل هذا الفكر في وعي الأمة، مشيراً إلى هناك أناس يسعون من أجل خلق الوعي وتنميته لدى الأمة وآخرون يسعون من أجل إعادة تخدير الأمة وهو ما نلاحظه في واقعنا الحالي من تفشي حالة التكيّف مع الظلم والفساد، في حين أننا نتكلم عن ظلم وفساد فاحش وبشع يسود في البلد، من هنا نرى أن الإمام الحسين (ع) كان على أهبة الاستعداد للتضحية بدمائه الطاهرة وبنفسه الزكية من أجل أن يحرِّر ويحرِّك ضمير وإرادة الأمة، وقال: كلما كان الوعي هابطاً كان التردي واضحاً في العلاقة بين الحاكم والمحكوم وكان التحكم والظلم والاستعباد الواضع على الأمة أكبر.

وأكَّد المشيمع في ختام خطبته على أن حال الذل والهوان التي تعيشها الأمة هي نتيجة عدم الالتزام بخط الرسالة والدفاع عن القيم الإٍسلامية محذرا من أننا سنظل ندفع الثمن بحيث تتواصل التحولات كما حدث في مجتمع الكوفة سابقا والتي كانت محسوبة على التشيع ولكنها تحولت من مناصرة أهل البيت واتباعهم إلى الخروج ضدهم وقتالهم، فتكون النتيجة أن نتحول إلى الدفاع عن الظالم بدلاً من أن نناصر بعضنا البعض ضدّ الظالم.