كيف هو حال مجتمعاتنا لو لم تكن ثورة ودماء الإمام الحسين (ع) وتضحياته؟
 

كيف نحيي هذه المناسبات العظيمة ( ذكرى مولد أبطال كربلاء) ؟

قال سماحة الأستاذ - حفظه الله - إن الروايات الشريفة عن النبي الأكرم (ص) و أهل البيت (ع) حثت على إحياء أمرهم وركزت تلك الروايات بالخصوص على إحياء ذكرى الإمام الحسين (ع).

وأضاف إن التركيز كان على البعد العاشورائي وأن تبقى عاشوراء ماثلة ودائمة التأثير، وحذَّر المشيمع من الإحياء الشكلي لسيرة أهل البيت وسيرة الإمام الحسين (ع) بالذات لأن ذلك لن يغير من واقع الأمة وما تعانيه من آلام وأوجاع، و كلما غيب هذا المفهوم كان الإحياء شكلياً ورتيباً في كل مرَّة ولا يحرك مشاعر الناس بل يبقى في حدود البكائية والحزن من دون أن يفجّر وعياً وحركة داخل المجتمع.

وأكد أن الإحياء العاشورائي والتركيز والإصرار على إحياء هذا التاريخ هو من أجل أن تبقى كل القضايا متحركة لأنه لا يمكن أن تفصل بين قضايا الحسين (ع) وقضايا الناس والإنسانية بشكل عام، فثورة الإمام الحسين (ع) وإن كان منطلقها إسلامي لكن أبعادها تشمل الإنسانية ككل كما الإسلام الذي هو لهداية وخير البشرية جمعاء.

ولفت إلى أنه إذا لم يكن الوعي منجذباً لهذه المضامين والمعاني فسنسلب تأثير ثورة الإمام الحسين (ع) على المجتمعات، كما قال إن تكرار الإحياء هو الذي يمكن أن يحرك الشعوب من أجل نيل نتائج لتحركها وسعيها فتكون شعلة وحرارة الثورة مستمرة لا تنطفئ حتى تتحقق جميع مطالب وأهداف الأمة. وأشار إلى أن ثورة الإمام الحسين (ع) كانت بمثابة الصدمة في سبيل استعادة وعي الأمة.

كما لفت إلى أنه ليست من قبيل الصدفة التركيز على إحياء عاشوراء الحسين وربطها بظهور القائم (ع)؛ إذ أن تلك النهضة لا تكون إلا عبر ثورة وثقافة وعطاء الإمام الحسين (ع)، ولذلك تجد الشعار الذي يرفعه الإمام الحجة (ع) هو يا لثارات الحسين (ع).

كما أن التعبئة المستمرة من قبل أهل البيت (ع) بثقافة ثورة كربلاء هي من أجل أن لتبقى الطاقات مشحونة بالروح الثورية الهادرة والمستمرة ولكي تربط الشعوب كل ذلك بواقعها. ولذا نجد الإمام الخميني الراحل يقول: كل ما لدينا من عاشوراء، لأنه وعى هذه الثورة واستوعب مضامينها، كما أن انتصار حزب الله ووقوفه في وجه اسرائيل جاء بفضل وعيه بثورة الإمام الحسين (ع).

وأمل المشيمع أن يكون لدينا تحرك ذاتي في عملية التثقيف والوعي لا أن نكتفي بالتلقي من الخطيب، مضيفا أن القليل من الخطباء الذي يعد مواضيع ويسعى لتفعيل كربلاء في أيام عاشوراء ويعمل على إثارة الوعي والبصيرة وتنمية الفكر والعقيدة، داعيا إلى عدم الاكتفاء والتشبع بالسرد التاريخي بل القيام بتحليل ثورة وظروف وعطاء كربلاء والاستفادة من كل ذلك في سبيل تغيير الواقع الذي نعيشه.

و رأى أن التذكير المستمر بقضية الإمام الحسين (ع) هي للتحذير وأخذ العبرة من أن تتحول المجتمعات المؤمنة إلى مجتمعات أشبه بالمجتمع الكوفي آنذاك؛ فبعض الذين خرجوا ضد الإمام الحسين وحاربوه كانوا من أتباعه وأتباع أبيه (ع)، ولذا فإن ذلك يستوجب التحذير من أن يتحول المجتمع ليس من مجتمع راض بالظلم ومجتمع تبريري يعمل على تبرير المواقف الضعيفة والهزيلة وأن تتميع الثقافة والموقف لديه إلى أن يصل في النهاية إلى الدفاع عن الظالم والوقوف في وجه المظلوم.

وعلق بالقول: إنَّ المجتمع من الممكن أن يصل إلى هذا السوء بعد أن تشيع فيه ثقافة الاستسلام والتميع بالمواقف والقبول بالظلم بأن يتحول من خندق أهل البيت (ع) إلى خندق مناوئ لأهل البيت ومن باب أولى يكون ضد أتباع أهل البيت (ع)، كما كان المجتمع في ذلك الزمن الذي بايع الإمام الحسين منه 18 ألفا عن طريق مبعوثه إلى الكوفة مسلم بن عقيل لكنهم خلوه في نهاية المطاف ولم يبق معه أحد، كما قال: إن أي مجتمع قابل لأن يكون كالمجتمع الكوفي إذا شاعت ثقافة الاستسلام والخمول والكسل وعدم مواجهة الظلم.

.

.

.