منتدى استراحات زايد - المشيمع : الإرهاب وإشاعة الفساد وسيلتان يستخدمهما الظالم لتمييع القضايا وقتل الإرادة

تغطية خطبة المشيمع في مسجد الإمام الرضا (ع) بقرية دمستان

بعد صلاة العشاءين - ليلة الأحد من كل أسبوع

ليلة الأحد - الموافق 25/7/2009م

قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه المجيد: بسم الله الرحمن الرحيم { فَاسْتَخَفَّ قَومَهُ فَأطَاعُوهُ .... } الزخرف : 54.

أكد سماحة الأستاذ حسن المشيمع أن الظلمة يلجئون إلى أسلوبين في سبيل تمييع وقتل إرادة الشعوب وهما: الاستخفاف والتلاعب ولي الوعي وممارسة العنف والظلم والإرهاب، وكذلك إشاعة مظاهر الفساد وذلك لإعاقة تلك الشعوب عن المطالبة بحقوقها.

وأشار إلى هناك ارتباطاً بين المضامين التي تتحدث عنها الآية الكريمة و مضامين حركة الإمام الحسين عليه السلام، كما أوضح أن تعبير الآية ( استخفَّ ) قد جاء بصورة دقيقة ليعبر عن الحالة التي تسود المجتمع عندما يصبح خفيف العقل وقليل الوعي حتى ينساق خلف الظالم ويطيعه أو يسكت عن ممارساته. مبيناً أن الإنسان بمجرد أن تضيع منه المبادئ والثوابت والوعي تنتابه حالة الخفة التي تتحدث عنها الآية الكريمة فيصبح فاقداً للبوصلة التي تحدد له الاتجاه الصحيح، لافتا إلى أن هذا ما يعاني منه مجتمعنا اليوم من اهتزاز وضياع للبوصلة.

ومضى المشيمع في شرح مضامين الآية الكريمة بالقول: فرعون هو رمز لعنوان الفساد والاستكبار والظلم و يزيد أيضا، قد تختلف الأسماء لكن الممارسة والظلم هو نفسه، إن أكثر ما يزعج الظلمة هو أن تستحضر التاريخ وربطه بالواقع المعاش.

وحول تطبيق هذا المعنى في البلد أشار المشيمع إلى ما يجري من سرقات من الأموال العامة للشعب بالمليارات بحيث أضحى التنافس على ملأ الجيوب في مقابل إهانة المواطنين واستغفالهم كما هو الحال فيما يتعلق بعلاوة غلاء المعيشة وما تدعيه الحكومة من تخصيص مبلغ 470 مليون دينار للعلاوة، متسائلا عن مصير المليارات التي تسرق وتستثمر من أموال الشعب وهل دخل ذلك المبلغ في جيوب المواطنين فعلا؟ كذلك تساءل عن الاستقطاع من رواتب الموظفين وأين تذهب إيراداته.

وتابع: إن الإرهاب والفساد هما ما يميِّع القضايا ويقتل إرادة الشعب لتنهار أمام الضربات وقال إن مثل هذا الكيان الهامد كان لا بدَّ من أن يحرك من خلال استصراخ الضمير عبر الثورة رغم قلة الناصر لعلَّ الوعي والضمير والإرادة تستجيب وتتحرك وهو ما قام به الإمام الحسين عليه السلام؛ فمعاوية ويزيد قاموا بتمييع مواقف الأمة، ومعاوية أول من أشاع ثقافة الجبرية وأن الإنسان مجبور على عمله، وعلق المشيمع: نحن نظريا نرفض هذه النظرية فلا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين الأمرين لكننا عمليا استسلمنا للأمر الواقع وقبلنا بأننا لا نستطيع التغيير وسادت هذه الروحية حتى على مستوى بعض القيادات والرموز، مؤكدا على أن ثورة الإمام الحسين عليه السلام جاءت لتعيد الإرادة والموقف الشجاع والحاسم في صفوف الأمة مشددا على أن إحياء ذكرى الإمام الحسين عليه السلام ينبغي ألا تكون حالة تقليدية وروتينية بل نحييها لكي نكون على استعداد لاتخاذ موقف كالموقف الذي اتخذه الإمام (ع) الذي كان هو وسبعون رجلاً في مواجهة ثلاثين ألفا.

.

.