منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   الصراع على الوجاهات (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=190118)

محروم.كوم 07-24-2009 07:30 PM

الصراع على الوجاهات
 
الصراع على الوجاهات




بقلم : إبراهيم العـرب



24 -7-2009








إن هناك مجتمعات يتنافس أبناؤها فيما بينهم فى الارتفاع في مدارج الكمال العلمي و الاخلاقى ، بيد أن هناك مجتمعات أخرى لا يتنافس أبناؤها فيما بينهم فى الارتفاع فى مثل تلك القيم ، و أنما نجدهم يتنافسون فى الارتفاع فى مدارج الكمال المادي .




و بين هاتين الفئتين يبرز هنالك صراع حضاري ، هذا الصراع نابع من الاختلاف فى الرؤية الى الغايات من جهة و بين الاختلاف فى الرؤية للدنيا من جهة أخرى .




و مثالا على المجتمع الفاضل التي يتسابق و يسارع أبناؤه للخيرات هو المجتمع الإسلامي في عهد رسول الله ( ص ) حيث كان المسلمون يتنافسون فيما بينهم في مكارم الأخلاق كالشجاعة و الكرم و الحلم و العلم و الإيثار و الإقدام والصبر و الصدق و الوفاء الزهد و الجهاد و الهجرة و الشهادة و التضحية و الإنفاق في سبيل الله و كثرة الصلاة و الصيام و ذكر الله .




هذه المكارم التي كان يتصف بها أولئك المسلمون فى العقد الأول و الثاني من الدعوة الإسلامية هي التي كانت وراء تقدم الإسلام و المسلمين آنذاك .




فلذلك حينما تقرأ تأريخ رسول الله ( ص ) و الإمام على ( ع ) و مجموعة من أصحابهم المتقين كأبي ذر الغفاري و سلمان المحمدي و عمار بن ياسر و المقداد بن الأسود و حجر بن عدى و مصعب بن عمير و حمزة بن عبدالمطلب و جعفر بن أبى طالب ( ع ) بالإضافة إلى أصحاب أمير المؤمنين ( ع) كمالك الاشتر و كميل بن زياد و ميثم التمار ... الخ



تجد أن القيم و المبادئ التي جاء بها الإسلام تجسدت فيهم ، حتى أصبحت القيم جزء منهم و أصبحوا جزء منها ، فهم عليهم السلام قد ذابوا فى تلك القيم .



فحينما تريد أن تضرب مثلا فى الحلم و العلم و الصبر و مكارم الاخلاق فأنك تذكر رسول الله ( ص ) و حينما تريد أن تضرب مثالا فى الشجاعة و الإقدام و الإيثار و التضحية و البلاغة فأنك تذكر أمير المؤمنين ( ع ) و هكذا بقية أهل البيت ( ع ) و أصحابهم الأتقياء .



هذه القيم و المبادئ و المثل التى أتصف بها أولئك المؤمنين لم تأت من دون عمل و من دون مجاهدة للنفس و الشيطان ، و من دون عناء و سهر و تضحيات .


و أتصور أن المؤمن كلما كان مجاهدا و مسارعا للخيرات كلما كان خلقه مع الناس كريما و فاضلا ، و بالعكس فأن المؤمن الذى لا يجاهد و لا يهاجر و لا يعمل الصالحات فأن أخلاقه تسوء أكثر و أكثر مع الناس .



و لذلك فبعض العلماء يطلق على الأخلاق الفاضلة بأنها أخلاق المجاهدين


و لكن هل يعنى ذلك أن من لا يجاهد و يعمل الصالحات فأن خلقه سئ دائما ؟



أتصور أن عامل الولاء لأهل البيت ( ع ) يلعب دورا كبيرا في انتزاع السلبيات من النفس و هو مشابه لتأثير و دور المغناطيس فى انتزاع ذرات الحديد من التراب .



بعد وضوح هذه المقدمة نجد أن أمير المؤمنين ( ع ) يوجه أصحابه إلى التنافس في الكمال الروحي و العلمي و المعنوي فيقول فى وصيته لكميل بن زياد :ٍ



يا كُمَيل بن زياد، إن هذه القلوب أوعيةً, فخيرُها أوعاها, فاحفَظْ عنّي ما أقول:





الناس ثلاثة: فعالِمٌ ربّاني, و متعلّم على سبيل نجاة, وهمجٌ رَعاع

أتباعُ كل ناعق, يميلون مع كلّ ريح ,لم يستضيئوا بنور العلم,

ولم يلجأوا إلى ركن وثيق فيَنجوا !...



يا كميل: العلم خيرٌ من المال, العلم يحرسك و أنت تحرس المال,
المال تنقصه النفقة, و العلم يزكو على الإنفاق, وصنيع المال يزول بزواله.



يا كُمَيل بن زياد، معرفة العلم دِين يُدان به. به يكسب الإنسانُ
الطاعةَ في حياته, وجميلً الأحدوثة بعد وفاته. والعلم حاكم, والمال محكوم عليه!...



يا كميل!.. هَلَك خزّان الأموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقيَ الدهر!..
أعيانُهم مفقودة, و أمثالهم في القلوب موجودة..






أنظروا ايها الاخوة الكرام : يقول أمير المؤمنين ( ع )



( العلم يحرسك و أنت تحرس المال )



( العلم حاكم و المال محكوم عليه )



لاشك أن علم الطب و العلاج من الإمراض هو الذي يحرس الإنسان من الأمراض ، كما أن إشباع الجانب الروحي للإنسان من خلال ذكر الله و الصلاة و الصيام و الحج و زيارة أهل البيت ( ع ) له دور كبير في تخلص الإنسان من العقد النفسية و الاكتئاب .



فلا قيمة للمال من دون العلم ، كما أن العلم أيضا هو علم الأخلاق و علم الفقه و علم التأريخ و تفسير القرآن و غيرها من العلوم الدينية التي تكون سببا لرقى الإنسان و تقدمه .



ففي الحديث الشريف عن رسول الله ( ص ) :



( من لم يكن فيه ثلاث خصال لم ينفعه الإيمان: ورع يحجزه عن محارم الله ، و علم يرد به جهل الجاهل و خلق يدارى به الناس )



أما الصراع على الوجاهات بين بني البشر فهو نابع من حب الدنيا و لكي يحصل الإنسان على وجاهة حقيقة فأن عليه أن يخرج من ذل معصية الله إلى عز طاعته



قال رسول اللَّه‏صلى الله عليه وآله وسلم : «من أراد عزّاً بلا عشيرة و هيبة بلا سلطان و غنى بلا مال فلينتقل من ذلّ معصية اللَّه الى عزّ طاعته». ...




و إذا كانت هنالك أفضلية و كرامة عند الله لأحد من الناس فهو بالتقوى و العمل الصالح و الجهاد في سبيل الله و بالعلم أيضا .



يقول ربنا :



( يرفع الله الذين امنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير )






( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله اتقاكم إن الله عليم خبير )



سورة الحجرات - سورة 49 - آية 13



( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما )



سورة النساء - سورة 4 - آية 95




إذا كانت الكرامة عند الله بالتقوى و الرفعة لديه بالعلم و الأفضلية لديه بالجهاد في سبيله بالمال و النفس ، فأن الأخوة مدعوون بالاتصاف بمثل هذه الصفات و القيم العليا التي تؤهلهم لمقعد صدق عند مليك مقتدر يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .


الساعة الآن 07:29 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227