منتدى استراحات زايد - قضم للمال العام أم الصيانة ؟!

هذا قضمٌ للمال العام أم صيانة؟!

المواطن جعفر محمد علي أحمد ( 27 عاماً ) الذي توفي يوم الجمعة 3 يوليو 2009م هو الضحية السادسة عشر من مرضى السكلر منذ مطلع العام بسبب مضاعفات مرض السكلر , وتأتي هذه الوفاة بعد أقل من 24 ساعة من وفاة الشابة البحرينية مريم علي عبدالله ( 38 عاماً ).

يعاني من مرض السكلر 18 ألف مريض و 65 ألف حامل للمرض !!

في العام 2005 م توفي 43 مريضاً, ثم انخفض الرقم المتوسط في الاعوام التالية إلى 24 حالة وفاة, ثم 23 حالة وفاة في العام 2008م , و 15 حالة وفاة حتى منتصف 2009 م .

إننا أمام دورة مفرغة لأكثر من 38 ألف مواطن بين مصاب و حامل للمرض ( 11 % من السكان ) .

نحن أًمام ازمة انسانية متفاقمة تحتم العمل لإنقاذ أرواح أولئك المواطنين الذين يحصدهم السكلر أمام أعيننا حصداً, يقال أن الحاجة ماسة لإنشاء بناء مجمع من 4 طوابق يحتوي على 40 سريرا, و هذا البناء تم تأجيله منذ 3 سنوات, وقلصت ميزانيته من 3 ملايين دينار إلى 960 الف دينار فقط وهي غير كافية لتوفير أسرة فارغة في مركز العناية المركزة حيث تشتد على مرضى السكلر نوبات الألم.

كانت هناك ميزانية مخصصة لإنشاء قسم لمرضى السكلر فاختفت, و ترك المرضى لمصيرهم المرعب!

لقد حذر الكثيرون من مغبة الإهمال الذي يعاني منه مرضى السكلر , و هناك محاولات جادة من قبل السلطة لإستمالة جمعية السكلر و شراء سكوتها بالمال المفترض ذهابه لعلاج القضية الأم !! و السلطة بدلاً من البحث عن علاج لمرضى السكلر راحت توبخهم لعرض قضيتهم في الصحافة و مجلس النواب.

أحد المرضى قال : " أبلغ من العمر 52 عاماً و أنا فقير و أعيل أطفالاً و لو كُنت أستطيع أن أتعالج في المستشفيات الخاصة لفعلت , فقدت أستنفزت أموالي في العلاج في العيادات الخاصة و خارج البحرين " .

اشتكت جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر قائلة : " لم نرَ إلا حبراً على ورق مما يُنشر في الصحف المحلية لتخير ثورة الغضب التي تتملك المرضى و أهالي المفقودين" , و تسائلت : " إلى متى سنبقى نستغيث و نتساءل و لا من مجيب ؟ إلى متى سنبقى ننتظر التغيير و تسهيل العلاج؟! " .

الله يرحم إخواننا و أخواتنا بواسع رحمته و يلهم أهلهم وذويهم الصبر و السلوان
لكن قضية مرضى السكلر أصبحت ظاهرة خطيرة جداً لدينا في البحرين, فكل يوم نسمع عن شاب أو شابة يفارقون الحياة, شاب في العقد الثالث , و أم في عقدها الرابع خلفت أيتام صغار , ووالد يفقد ولدين ( ابن و ابنة ) في ريعان شبابهم في غضون شهر ! , و الحبل على الجرار , و مانع بناء مجمع خاص لمرضى السكلر نقص في الأموال !

فأين ميزانية الصحة ؟!

الأموال تصرف و تبذر هنا و هناك يميناً و شمالاً و عندما تصل القضية للمواطن يكون الجواب :
" مافي ميزانية "
ألا يستحق مرضى السكلر العيش كغيرهم من المواطنين ؟

السلطة مشغولة بتعديل رواتب و رؤساء العشائر , وزعماء القبائل , وعلية القوم !

السلطة مهتمة بتعديل رواتب رئيس الوزراء ووزرائه حتى لا يمدوا يدهم للمال العام !

السطلة مهتمة بأقرار تقاعد النواب الشورى حتى يستطيعوا خدمة المواطن على أكمل وجه !

أما المواطن ...

فليموت بالسكلر لعدم وجود ميزانية كافية لبناء مجمع خاص بهم ..

فيلذل لخمسين دينار علاوة مذلة لأن الميزانية الدوالة " ماي نص " يعني : بالنقاص ..

البيوت الأيلة ( و كل مواطن آيل ) : مافيه ميزانية, و لله يامحسنين لله عبر المؤسسة الخيرية الملكية ..

المدينة الشمالية زحف منظم : من 2013 إلى 2020 إلى 2030 و الزحف مستمر ..

وظائف للمواطنين : مافية ميزانية ..

دفان الشواطيء 90 % لمشاريع الخاصة و ليس للمواطنين إلا 10 % لعدم وجود أموال .

ماذا يسمى هذا
: قضم للمال العام أم الصيانة ؟!

منقول من :

صحيفة

شهرية تصدرها جميعة العمل الاسلامية

العدد 19 .
يوليو 2009