منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   الدين يسر كلمة حق أراد بها الكثير باطل (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=188339)

محروم.كوم 07-21-2009 02:00 PM

الدين يسر كلمة حق أراد بها الكثير باطل
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى : " وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا "( البقرة 143 )

إن ديننا الحنيف يحث على الاقتصاد والوسطية في الأمور واليسر فيها وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم ما يُخيّر بين أمرين الا اختار أيسرهما وقد قال عليه صلوات ربي وسلامه : "القصْد القصْد ، تبْلغُوا" أي نحقق الاقتصاد لنبلغ الأمر على أتمه .

وقال ايضاً صلى الله عليه وسلم:"إن الدين يُسْرٌ ولن يُشَادَّ الدينَ أحدٌ إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغُدْوَة والرَّوْحَة وشيء من الدُّلجة" وفي حديث آخر بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "خَيرُ الأمُور أوسَطُها " وهي أحاديث يعلمها كل مسلم .

فأما الاعتدال وهي الكلمة التي نسمعها كثيراً في الساحات الاعلامية والميدانية فعكسها بحسب القاموس الذي يروج لها هو : التطرف أو التشدد .

نعم وأعجب ممن يدعو دائماً الى تيسير الدين بأحكمه وتشريعاته -تارة بحجة التطور وتغير الزمن وادعاء المشقة- رغم أنه أصلاً يسر ، وبذلك أصبحت تلك دعوة الى التفريط لا الى التيسير . بشكل آخر ، ان يسر الدين لا يُقارِعُ به البتة من تكهن ان به يلوذ من التكاليف ، بل ان هذه الأخيرة ليست تفوق نطاق قدرتنا حتى نفرّط فيها بحجة التيسير فهي يسيرة أصلاً .

وهذا أيضاً لما ساغ له أن يختار ما شاء من الأقوال فيرجح ويرخص ما ينتنهي معه هواه وهذا باطل ! لانه توسعة الى الهوى لا الى الشرع بتاتاً وفيه يتزعزع الدين وتضطرب الخلافات ويشق على الأمة الكلمة الواحدة بحال من الأحوال وهذا اعلى التعسير !

ثم ان التيسير أصلاً هو من عند الله ووحيه ليس البشر "يريد الله بكم اليسر .. الآية " نعم من عند الله وحده لا شريك له فهو من يريد وهو من ييسر لحكمه البالغة البالغة فاينما اقترن القول بدليل فكان راجحاً كان الأخذ به وليس لسبب غير ذلك

وقد احتج نفر بحديثه صلى الله عليه وسلم عندما قال "ان الله يحب أن نؤتي رخصه" . بيد أن الحديث بائن ، فالرخصة من الله ومن رسوله وبذلك هي شرع أذن به الله تعالى . وايضا في المعنى الآخر لتتبع الرخص في أقوال الفقهاء وهذا ممنوع باجماع العلماء انما فيه قاعدة فقهية : لا انكار في الخلافيات .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
( والتشديد تارة يكون باتخاذ ما ليس بواجب ولا مستحب بمنزلة الواجب والمستحب في العبادات وتارة باتخاذ ما ليس بمحرم ولا مكروه بمنزلة المحرم والمكروه في الطيبات وعلل ذلك بأن الذين شددوا على أنفسهم من النصارى شدد الله عليهم لذلك حتى آل الأمر إلى ما هم عليه من الرهبانية المبتدعة .
وفي هذا تنبيه على كراهة النبي صلى الله عليه وسلم لمثل ما عليه النصارى من الرهبانية المبتدعة وإن كان كثير من عبادنا قد وقعوا في بعض ذلك متأولين معذورين أو غير متأولين ولا معذورين .
وفيه أيضا تنبيه على أن التشديد على النفس ابتداء يكون سببا لتشديد آخر يفعله الله إما بالشرع وإما بالقدر .
فأما بالشرع فمثل ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يخافه في زمانه من زيادة إيجاب أو تحريم كنحو ما خافه لما اجتمعوا لصلاة التراويح معه ولما كانوا يسألون عن أشياء لم تحرم ومثل أن من نذر شيئا من الطاعات وجب عليه فعله وهو منهي عن نفس عقد النذر وكذلك الكفارات الواجبة بأسباب
وأما القدر فكثيرا ما قد رأينا وسمعنا من كان يتنطع في أشياء فيبتلى أيضا بأسباب تشدد الأمور عليه في الإيجاب والتحريم مثل كثير من الموسوسين ومضرة .
وهذا المعنى الذي دل عليه الحديث موافق لما قدمناه في قوله تعالى ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم من أن ذلك يقتضي كراهة موافقتهم في الآصار والأغلال .
والآصار ترجع إلا الإيجابات الشديدة والأغلال هي التحريمات الشديدة فان الإصر هو الثقل والشدة وهذا شأن ما وجب والغل يمنع المغلول من الانطلاق وهذا شأن المحظور وعلى هذا دل قوله سبحانه : فففيا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ققق وسبب نزولها مشهور .. ) اقتضاء الصراط المستقيم ( ص 103 )


قال تلميذه ابن القيم رحمه الله:
"الرخصة نوعان: أحدهما الرخصة المستقرة المعلومة من الشرع نصا كأكل الميتة والدم... عند الضرورة وإن قيل لها عزيمة باعتبار الأمر والوجوب فهي رخصة باعتبار الإذن والتوسعة، وكفطر المريض والمسافر وقصر الصلاة في السفر... ففعل هذه الرخص أرجح وأفضل من تركها.
النوع الثاني: رخص التأويلات واختلاف المذاهب فهذه تتبعها حرام... فإن من ترخص بقول أهل مكة في الصرف وأهل العراق في الأشربة وأهل المدينة في الأطعمة وأصحاب الحيل في المعاملات... وأمثال ذلك من رخص المذاهب وأقوال العلماء فهذا الذي تنقص بترخصه رغبته ويوهن طلبه ويلقيه في غثاثة الرخص فهذا لون والأول لون" المدارج 2/60-61.

مقولة : لكل انسان عقل يتدبر به ويحق له ذلك فيرشده الى الصواب .اخوكم الرفيق

واستغفر الله العظيم ، والله اعلم ،
والسلام عليكم ايها الافاضل .


الساعة الآن 09:29 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227