منتدى استراحات زايد - الموقف الاسبوعي لتيار الوفاء الاسلامي ( السبت 10-10-2015)

الموقف الأسبوعيّ لتيّار الوفاء الإسلاميّ - السبت 10 أكتوبر / أيلول 2015

بسم الله الرحمن الرحيم

في كل عام يحي أبناء الشعب موسم عاشوراء الحسين "عليه السلام"، و يعيشون في رحاب الفكر و البصيرة و الوعي الذي جسده الإمام الشهيد، و يستشعرون المأساة و الفاجعة التي حلت بأهل البيت "عليهم السلام" و بالمسلمين في واقعة كربلاء. و تعهد هذا الشعب، كما المسلمون في شتى بقاع الأرض، إحياء موسم عاشوراء، جيل بعد جيل، ذلك إيماناً و عقيدة بأن قضية الحسين باقية، و أن لها مصاديقاً متجددة، عابرة للأزمان و البلدان.

تحرص العديد من الأنظمة و الحكومات، و منها بعض الأنظمة الغربية، على تسهيل إحياء موسم عاشوراء، بل و جعله مناسبة للتقرب إلى الجماعات و الجاليات التي تحيي موسم عاشوراء، إلا أن المفارقة هي ظاهرة العداء التي يمارسها النظام الخليفي للشعب و عقائده، و لموسم و مظاهر عاشوراء، ففي كل عام يقوم مرتزقة النظام بتمزيق الرايات الحسينية، و استدعاء الخطباء و الرواديد للتحقيق، و تكسير المضائف، و عمل النقاط الأمنية في مختلف الشوارع الرئيسة بحثا عن المطاردين و المطلوبين. و لا غرابة على نظام قبلي مازال يؤمن بقيم البداوة و يتغني بالغزو، و يشيد بجرائمه ضد أبناء الشعب الأصيلين، و يعتبر مجيئه للبلاد، و قتله أهله فتحا كبيرا في أن يعادي عقائد الناس و هويتهم و ثقافتهم.

موسم عاشوراء بما يحمل من قيم و عبر و نائج لا تريح نظاما دكتاتوريا كنظام الطاغية حمد، فعاشوراء يحشد الناس، و يجمعهم، و يوحدهم، و يرفدهم بطاقة فكرية و معنوية عالية، في زمن يعمل النظام على كسر معنويات الناس، و على تخويفهم، و إدخال اليأس في قلوبهم من طريق النضال و الجهاد و التضحية و الشهادة.

غاية جهود و مخططات النظام هي السيطرة على المسجد و الحسينية، و تنصيب أئمة المساجد و تحديد سقف الخطاب و مضمونه، و لذلك يلجأ لوسائل منها إنشاء مجلس يسميه بالمجلس الإسلامي الأعلى، و يعين إدارة أوقاف مرتهنة بالكامل لإرادة السلطة، و يعقد الاجتماعات السنوية مع إدارات الحسينيات، و السبب أن النظام يدرك إن شعب البحرين متدين بطبعه، و إن المسجد و المنبر إذا تحررا فسينتجان الفكر الحر و البصيرة السياسية و المعنويات العالية التي تفشل حملات القمع و الحرب المعنوية ضد إرادة الناس و طول نفسهم و إيمانهم بقضيتهم.

موقفنا الثابت اليوم هو الدعوة لتحرير المسجد و الحسينية و كل مؤسسة دينية من أي نفوذ و سيطرة للعصابة الحاكمة، كما ندعو لجعل موسم عاشوراء هذا موسماً للمعنويات و الهمة العالية، و تعبئة النفوس و العقول، و لإظهار قدرة الشعب رجالا و نساء و شبابا و شابات على الاحتشاد بقوة في المساجد و الحسينيات و المشاركة في المواكب العزائية.

تيار الوفاء الإسلامي
عضو التحالف من أجل الجمهورية
صدر بتاريخ: ١٠ أكتوبر ٢٠١٥