مقالتك... وجهة بلا نظر
 

مقالتك يا شيخ سلمان بن حمد آل خليفة في جريدة الواشنطون بوست والذي دعوت فيها الى الحوار مع "الشعب الإسرائيلي" لم يصب عين الحقيقة بل شوهت مقالتك الحقيقة ولم تنصف القضية الفلسطينية والتي هي قضية كل العرب والمسلمين بالدرجة الأولى, لقد احتوت مقالتك على مغالطات وتشويه للمفاهيم السليمة، ولا غرابة أن تشيد بك الخارجية الأمريكية فهي صديقة اسرائيل ويهمها ما يكتب في مثل هذه المقالات .


تتحدث في مقالتك و كأن الشعب الفلسطيني و الإسرائليلي أخوين أو صديقين مختلفين في بيت واحد يسقط اذا سقط أخوه و يخسر اذا خسر أخوه، بل تجاوزت الحدود حينما أعطيت للصهاينة حقا ليس لهم و خِفت ان تُلحِق "الضيم" على "الشعب الإسرائيلي"، لكن الواقع غير ذلك فلا الإسرائيلي أخ أو صديق ولا هو مظلوم بل هو عدو قد اغتصب وقتل ودمر ولا يزال كذلك، وهو عدو يجب مقاومته بالسلاح ولا نمد له الرّاح، لأن طبيعة هذا العدو هو الطمع وطلب المزيد من خصومه الضعفاء ولن يرضى مادام هناك فلسطيني موجود على أرضه المزعومة.

ربما نسى سلمان بن حمد الحقائق التاريخية عن القضية الفلسطينية حيث أن عمر الإستيطان الصهيوني في أرض فلسطين الحبيبة لم يتجاوز السبعين عاما، فكيف لنا أن نتناسى هذه القضية وقد اغتصبت فلسطين من ايدي أهلها الأصليين ليستبدلوا بـ"شعب الله المختار" ولا تزال في الذاكرة المجازر الصهيونية المريعة بحق اهلها، وإن كنا مُطَالبين بنسيان المحرقة اليهودية فكيف لنا أن نطالب بنسيان المحرقة الفلسطينية المستمرة كل يوم حتى كتابة هذه السطور.

أن تأتي لنا و تطالبنا بالسلام و التحاور مع "الشعب الاسرائيلي" فهذه سخافة و ضحك على الذقون فكيف لنا أن نتحاور معهم وهم من قد علمت أنهم جائوا ليغتصبو فلسطين عبر استيرادهم عن طريق الوكالات اليهودية, كيف لي ان أتحاور مع شخص قد احتل داري على أن أكتفي بأقل من ربع البيت وهذا الربع من البيت ليست له أبواب لتحميه من غدر الجار "الطيب"، وعليه فإن "تجفيف منابع البغض" يأتي عندما تتحرر فلسطين كلها و يرحل عنها من اغتصبها الى بلدانهم الأصلية التي أتوا منها و بعدها يمكن التحدث عن السلام , ولتعلم أن الفلسطيني و العربي عموما "طيب و عادي" ان لم تُمس كرامته ولكن الحاصل عكس ذلك تماما و أنت أدرى بذلك.

ثق تماما يا سلمان أن السلام والرخاء الذي تنشده لن يأتي لأن الطبيعة العدوانية للصهاينة تحول دون ذلك, وهي ليست في وارد التخلي عن طبيعتها لأجل عيون الفلسطينيين والعرب "المعتدلين"

الأكثر غرابة في الموضوع ان يطبل بعض الصحفيين المحترمين الى مقالتك فحري بهؤلاء أن يتكلمو عن أنفسهم و ليس نيابة عن الشعب البحريني المعروف بمساندته للقضة الفلسطينية ومقاومته وحق اهله في استرداد كامل التراب الفلسطيني وعاصمته القدس الموحدة.

والحمد لله إن لدى شعوبنا الوعي الكافي تغنيه عن تضليل مقالتك، وبدلا من "تعريف الشعب الإسرائيلي فوائد السلام الحقيقي" عرّفوهم بفوائد العودة الى أوطانهم الأصلية سالمين قبل أن ترجعهم توابيتهم.

ان مقالك يا سلمان هو رأيك الشخصي ولا يعبر عن توجهنا كشعب بحريني ولسنا ملزمين به ولذلك أعذرني ان قلت أن مقالتك هو رأيك من دون النظر الى التاريخ والحق الفلسطيني ودون التفحص بعين المعتبر من التاريخ.

أحمد علي متروك
19/07/2008

ليلة الإسراء الى المسجد الأقصى و المعراج الى السماء بنبينا (ص)