منتدى استراحات زايد - سيد ضياء الموسوي: فليتحمل الرد من سيحرّم انتخابات 2010 !!!

أنقل مقال السيد ضياء الموسوي، وطبعا لست الا ناقل للموضوع ولا يمثل رأيي:

السيد ضياء الموسوي : قهوة صباح:

فليتحمل الرد من سيحرّم انتخابات 2010

لا اخفي عليكم اني اشتقت للقاء بكم، بعد نصف اجازتي السنوية، التي قضيتها في ترميم الذاكرة، واعادة ترتيب ثقافتي المتوحشة والعنيدة.
ذهبت بعيدا كرمح، افتش عن شاطئ ثقافي استقر عليه، فاكتشفت ان ثقافة الشواطئ اكرهها لانها تعني الاستقرار والثبات. لابد من كسر التابو لزراعة قنديل على الكفن المسجى على عقول مقيدة في زنزانات الانسان.
دلفت الى داخل قناة الجزيرة، حاملا معي بندقيتي، بعد ان ملأتها ذخيرة في الفندق، لأدافع عن افكار اؤمن بها تمثل حزب الانسان.
خرج الحوار يحمل الدهشة والانقلاب، وكثيرا من الغضب، ولكنه ساعد على توزيع العناد الاسمنتي، واوصل رسالة واضحة للعالم العربي بان الفكر الاسلامي لا يمكن سجنه في ولاية الفقيه، او ان يقع تحت سلطة الاقامة الجبرية لنظرية “الحاكمية” او “الخلافة العثمانية” التي روجت لها الجماعات الجهادية او حركة الاخوان.
كلا النظريتين اسرتا ببندقية، وطرحتا ارضا لتكونا في صالح السياسة.
الدور هو تحرير الانسان من الفكر الكهنوتي او الارثوذكسية الموزعة مع علب السردين في مهرجانات الاحزاب.
ظهرت في البرنامج - كما وصفني البعض - عنيدا ومشاكسا ومتوترا كفهد افريقي وتمساح صيني.
قلت لهم: انها فرصتي للدفاع عما اؤمن به من حاكمية الجمال، وضرورة زرع اشجار الياسمين في الاراضي الافغانية والعراقية وغيرها، بدلا من السكاكين المزروعة في عيون الاطفال وضفائر النساء.
انا مسكون بكل شيء جميل في هذه الحياة، واسمحوا لي نرجسيتي وانا اقول: اني حاد في حب الاناقة كخنجر يماني، شرس في الديكور كسمكة قرش، مفتون بالكلمة الموسيقية المعطرة، فلا اؤمن بالكلمات والحروف حتى اراها ممشوقة القد كنعومي كامبل، تمشي على اطراف اصابعها في “شو” استعراضي ولكن في “الفاشن” الصحافي.
اكره الدكتاتورية وخصوصا اذا وزعت كمخدرات دينية وباسم الإله. احترم الدكتاتور اذا ظلم بدون ان يفتح دكانا دينيا لإيماني ان اكبر جريمة ترتكب في العالم هي عندما يظلم بريء باسم الاله، ان تسرق اموال الفقراء باسم الاله، ان يباع ويشترى وتحول جلود الفقراء الى بوسترات للدعايات باسم الاله، ان يفجر الفقراء في المقاهي باسم الاله.
ماذا لوحلت الكارثة وكان قتلي الفندق الاندلوسي فريق مانشستر يونايتد او ريال مدريد؟ ماذا اقول لابني الكبير حسين المولع بالدراسة وكرة القدم والفريق الاخير؟ هل اقول له: هذا ما انتجه الاسلام السياسي الذي صنع في مصانع الاحزاب المتشددة على حساب الاسلام التسامحي ذي العيون الزرقاء؟
دلفت الى قناة الجزيرة وكان اللقاء. انتهى اللقاء وجاءت ردود الفعل من كل صوب من العالم العربي؟ كعادتي ذهبت الى المقهى لاحتسي قهوتي المعتادة، تاركا ورائي الحرائق المشتعلة وتفسيرات بعضها مضحكة.
بعضهم قال: كيف يروج لمحمد عبده؟ فضحكت من شخص لا يميز بين محمد عبده الداعية المصري والفنان السعودي!
احدهم قال: لماذا عيون المولود زرقاء! انه اميركي بالطبع؟ فقلت ازرق بمعني جميل. انها نظرية المؤامرة.
شخص قال: كل ما قاله “تقية”، شخص في العالم العربي ظن اني من عائلة “مير موسوي” مرشح الرئاسة واني ايراني الجنسية.
بعضهم اصيب بحساسية شديدة وحكة في الرقبة من تحيزي لـ “الموسيقى” في حين ان الموسيقى حاضرة في القنوات الاسلامية اكثر من غيرها! انها الشيزفرينيا والانفصام!
لم امنح اذني هؤلاء. فرحت لطفلة في عمر ابني حسين هاتفتني قائلة: كنت قاب قوسين واسقط في حضن العلمانية المتشددة، ولكن ما سمعته عن الاسلام الوسطي في الحلقة ارجع لي جزءا من الثقة. فقلت لها: الاسلام دين محبة لا عليك من الاحزاب.
شعرت بالطمانينة لهذه المكالمة قائلا: هذا يكفيني عن كل العض والرفس والركل الذي اتعرض له منذ 9 اعوام من اعداء الاسلام التنويري. كما واحيي كل من هاتفني للدخول في حزب الانسان من طنجة الى جاكرتا.
تلقيت عشرات الاتصالات من العالم العربي تحيي هذا الخطاب التسامحي مرفقة بدعوات لمؤتمرات وصداقات كلها تؤمن بحزب الانسان، فقلت: هذا يكفيني عن اي نقد متوحش بلا منطق.
بالامس سمعت ان هناك رجل دين في البحرين يلوح بفتوى تحريم المشاركة في 2010. لا اخفي عليكم غضبي ورثائي لما سيقع من كارثة على الفقراء من هذه الفتوى، ومكثت البارحة اكتب بشراسة عن هذه الفتوى، فانتهيت بكتابة عشرة مقالات عن الفتوى وما يحيط بها.
واعدكم ان تكون معركتي القادمة ضد اي فتوى من هذا القبيل، واسمحوا لي شراستي في الطرح لاننا لا نتحمل كوارث جديدة. اذا ظهرت مثل هذه الفتوى اعدكم بكتابة 60 مقالا مفندا ومناقشا مثل هذه الاطروحات، وارجو ان يتحمل ذلك صدر اصحاب فتاوى “الفاست فود” و”التيك اوي” هذا النقد. بالنسبة لي جلدي كجلد ضب ضد الصدمات او النقد المسماري، فاتمنى ان يكونوا كذلك.

الأحد 19 يوليو 2009

صحيفة البلاد