منتدى استراحات زايد - المشيمع من المحرق: ما يجري ليس مجرد تجنيس... إنَّها حربُ إبادة جماعيّة

تغطية خطبة المشيمع في جامع الخيف بقرية الدير
بعد صلاة العشاءين - ليلة الخميس من كل أسبوع

ليلة الخميس - الموافق 15/7/2009م

حول الحكمة من نزول القرآن متفرقا
بيَّن سماحة الأستاذ حسن المشيمع أن القرآن الكريم تحدَّث عن نوعين فيما يخص نزول القرآن الكريم النزول الدفعي، قال تعالى: { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ } القدر : 1، وهو أن ينزل جملة واحدة وكذلك تحدَّث عن النزول التدريجي أو المتدرج، قال تعالى: { وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ ونَزَّلْناهُ تَنْزِيلاً} الإسراء : 106، وكما جاء في التفاسير أن القرآن نزل على قلب النبي (ص) دفعة واحدة ثم نزلت الآيات تباعا وكما يعبَّر بأنها نزلت نجوماً أي على دفعات. وأكّد أن معرفة أسباب نزول القرآن الكريم ليست مجرد حالة تاريخية لا معنى لها.

وأوضح أن القرآن الكريم يريد أن يربِّي فينا شيئاً نحن في غفلة عنه؛ فكل حركة مطلبية وحقوقية إذا لم تتحول إلى ثقافة شائعة داخل المجتمع فهي لا تؤدي إلى حلحلة المشكلات، إن ثقافة الحقوق ليس أن تعرف حقوقك في حين أنك لا تمارس عملية تفعيلها؛ فالآيات نزلت بالتدريج لكي يستوعبها المسلمون ويطبقوها وتتحول إلى ثقافة إسلامية متجذرة وبذلك يتحصَّن المجتمع منبها بأن التفعيل هو أن يمارس المرء المسلم ما استوعبه من كتاب الله سبحانه وتعالى في عقيدته وفقهه وأخلاقه وحياته، مبيِّناً بأنَّه لو كان يعرف طريقة أداء الصلاة ولكنه لا يصلِّي فما قيمة معرفته بها؟

فـهـم واسـتـيـعــاب ثـمَّ تطـبـيـق
أكد المشيمع أن معنى الوعي هو بفهم واستيعاب الأهداف والمضامين ثم العمل على تطبيقها مشدّداً على أن الوعي ليس مجرد ثقافة نظرية؛ فالثقافة الدستورية مثلاً ليست أن يستطيع أن يقارن بين الدساتير أو يعرف كيف تكتب أو...إلخ، بل هي الممارسة والمطالبة بالحق الدستوري.

وتابع: خلال أيام الانتفاضة في التسعينات كان المطلب واضحاً وهو عودة الحياة النيابية (البرلمان هو الحل) وكان هذا المطلب معروفا ومنتشرا بين الناس، أما اليوم فنحن أمام ما يسمى بعملية التجنيس وأنا أسمِّيها حرب إبادة جماعية واستيطان كما حدث في فلسطين إذ أتوا باليهود من أصقاع الأرض وقاموا بتوطينهم بالقوَّة.

ما يجري ليس مجرد تجنيس... إنَّها حربُ إبادة جماعيّة
رأى المشيمع أن النظام والعائلة الحاكمة تكره شعب البحرين ولديهم عقدة تجاهه لذلك يلجئون إلى استيراد المواطنين ويشترون الولاء بالأموال. كما قال: ذكرت في موضع سابق أنه في بريطانيا تتم عملية التجنيس في نطاق محدود ووفقا للضوابط والشروط وبعدد قليل جداً ( حسب المشيمع فإن النسبة هي حوالي 1300 شخص يتم تجنيسهم في السنة ) مقارنة بتعداد سكان بريطانيا الذي يفوق الـ 60 مليون نسمة. أما في البحرين والتي كانت تعداد سكانها حوالي نصف مليون نسمة فيتم تجنيس الآلاف سنويا!

يؤكد: هذا ليس تضخيما بل هو أمر حقيقي؛ فالإبادة الجماعية إما أن تكون بواسطة القتل كما جرى للهنود الحمر في أمريكا أو بالتدريج كالتضييق ووضع الشعب تحت أوضاع وظروف تؤدي لإبادته كما يجري ( في البحرين ) من عملية التمييز والحرمان من الوظائف، هذه ينبغي أن تتحول إلى ثقافة عند جميع فئات الشعب وطبقاته، كباراً وصغاراً.

يضيف: التمييز الذي يتم هو واضح وفاقع وعلى مرأى ومسمع من الجميع، المتفوق لا يحصل على البعثات إذا كان من الطائفة الشيعية، وهناك تمييز حتى في بعثات وزارة التربية لموظفيها؛ فلا يتم ابتعاث الموظف الشيعي ولو كان متميزا. ويتم انتقاء موظفين من فئات وعائلات معينة ليتم ابتعاثهم على الرغم من تدني مستواهم وتحصيلهم العلمي.

يتابع المشيمع: في دول الخليج المجاورة يمكن أن يصل الشيعي إلى مناصب متقدمة وبالتحديد في قطاع الجيش إلا البحرين فلا يوجد ضابط شيعي واحد.

ورأى المشيمع أنه في ظلّ هذا الوضع السيء والخطر، فإنه من الضرورة بمكان أن تنتشر هذه الثقافة وأن تكون القضية الدستورية وعملية الإبادة وتغيير التركيبة السكانية في صدارة اهتمامنا ومطالباتنا؛ فمطلوب أن تتحول هذه الأمور إلى ثقافة بين كافة أطياف المجتمع داعياً في الوقت ذاته إلى عدم السكوت والتحرك عن القضايا المهمة والجادة كقضايا التعذيب فلا بد من تقديم شكاوى في الداخل والخارج خصوصا عندما نسمع أنباء عن ترشيح عادل فليفل نفسه للانتخابات وذلك بعد كل التعذيب الذي مارسه بحق الناس، أين الذين تعرَّضوا للتعذيب على يديه؟