ألم يأن للوطن أن ينصت لهذا الرمز الكبير؟
 

للحقيقة وللتاريخ لم أكن اعرف هذا الرمز المؤمن والمخلص والمتفاني والرسالي في قضايا الحركة الإسلامية والوطنية من قبل أن يتشكل حبنا للعمل الإسلامي ، ولم نكن نعرف أن البحرين تمتلك عقل يذكرنا بعقول المثقفين الإسلاميين في العراق وإيران ولبنان المتميزين في النقد والتحليل والرشد الإسلامي ، و لولا انتفاضة الكرامة التسعيينية لما عرفنا هذا الرمز والذي كان يمثل أحد رموز الوعي في الحركة الإسلامية والوطنية.


صحيح أن الأستاذ في تعاطيه مع القضايا الوطنية وخاصة بعد الانقلاب على الميثاق ، سبب صداع للكثير من محبيه ومعارضيه وربما أحرج الكثير منهم بل ازعم ان البعض لم يعرف وعي الأستاذ السياسي إلا بعد دفن الدستور العقدي في القمامة، لكن في الحقيقة كانت كل مواقفه الفكرية والحركية والثقافية والسياسية والتحليلية ، تبث الحياة بين الفينة والأخرى في جسد المعارضة، تجعل كل من ينتمي للبيت المعارض ، حديثه وحواره هو اأخر مواقف لأستاذ ، وهذا أن دل فإنما يدل على ثقل هذا الرجل الفكري والثقافي والديني ، والسياسي ، فما أن يطلق الأستاذ موقف ثقافي هنا أو موقف سياسي هناك حتى تتلاقفه المنتديات والفضاءات السياسية ، لتكون مادة دسمة للحوارات ومحرك قوي لبث الوعي الإسلامي والوطني .

بعد التوقيع على الميثاق ، فتح الاستاذ عبدالوهاب حسين مأتم آل اسماعيل ليذكرنا بالمرجع فضل الله حين اسس لمنهج جديد في تعاطيه المرجعية مع قضايا الأمة المتنوعة ، من خلال الأنفتاح عليها وفي الهواء الطلق ودون حواجز ودون فلترات ومقص رقيب ، وذلك من ارض دمشق حينما فتح قلبه وعقله وكل وعيه الحركي في حوارات مباشرة مع الجماهير .

كذلك الأستاذ عبدالوهاب حسين ازعم انه أسس للمنهج جديد استهدف من خلاله أعادة الاعتبار للأمة في الرقابة والمحاسبة ، والمشاركة في القرار الإسلامي والوطني.

كان يعلم الأستاذ الفاضل ان الحركة الإسلامية في البحرين بحاجة لثقافة جديدة ، تحمل قيم جديدة ، ورؤى حضارية جديدة ، ولذلك هو الآن يدفع ضريبة الصراع بين الجديد والقديم حسب تعبيرالمرجع فضل الله ولذلك هو يدفع ضريبة كل تراكمات الماضي من ثقافة وفكر والتي لازلنا نأكل من موائهدها بشعور أو دون شعور ، ونلمس ارهاصاتها وارتداداتها على المستوى الاجتماعي والثقافي والسياسي في البيت المعارض .

لذلك أخذ من مجلسه الأسبوعي يبث القيم الجديدة للثقافة ، قيم نقد الذات وجلدها ، و محاسبة الأمة للرموز فهم ليسوا معصومون ، والتكامل السياسي في الأدوار ، واحترام الانتماء الفكري والثقافي والفقهي والحركي للجماعات، والتي كانت تمثل الأسباب الرئيسية في انتكاسات وسقوط وتدهور العمل السياسي الإسلامي في الماضي .

في تصوري أن الأستاذ عبدالوهاب حسين أصيل في مواقفه الإسلامية ومستوعب لكل المتغيرات ، البنيوية على مستوى الفرد والمجتمع والدولة
وبات من الضروري على المعارضة المختلفة معه ان لا تتجاوز هذا العملاق من ساحة صناعة المواقف والقرارات المصيرية في الوطن.

كل خطبه وكل محاضراته وكل ندواته وكل حواراته تدل أن الأستاذ أنه إنسان يتحرك من قيم الوحي والرسالة ، وليس من المعقول ان ترفض كل مبادراته الوحدوية ، واسهاماته الفكرية والثقافية والميدانية في رص الصفوف ويضرب بها عرض الحائط ودون تبرير ؟؟؟؟ .

لنحافظ على هذه العقول الكبيرة من خلال التحاور معها والنقاش معها ، فيما نتفق معها وفيما نحتلف معها ، ولنلتقي معها فيما نشترك معها وما نحتلف معها لنبحث عن آليات حضارية تكون حاسمه في إدارة الاختلاف.

مايحصل للأستاذ من تشويه وتقزيم لفكره واخلاصه ورساليته وإسلاميته في بعض المنتديات والفضاءات الحوارية لا أعتقد انه يمثل دليل عافية ورفد للوعي بل هو مثل من يقارع قمم الجبال الشامخات وهو في الارض .