منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   أطفال الليمون (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=183892)

محروم.كوم 07-12-2009 11:50 AM

أطفال الليمون
 
أمل العرادي@ أسواق

http://www.aswaqnews.net/images/Authors/36.JPG رغم حرارة الشمس اللاهبة وحر الصيف الحارق، تراهم يمرحون ويمزحون مطلقين ضحكات تعلو أصوات أبواق السيارات وحنحنتها، وبالقرب منهم أكياس ليمون يتراوح عددها ما بين 40 و 50 كيسا مرصوصة بعضها فوق بعض.
فتية لا يتجاوز عمر أكبرهم 13 عاما يبيعون الليمون عند تقاطع إشارات جد حفص، ومع تلون الإشارة بالأحمر وتوقف السيارات، يتوقف لعب هؤلاء الفتية وتتحول النظرات الطفولية إلى نظرات ملؤها الجد والمثابرة، ليخطف كل واحد من هؤلاء الصبية كيسا من أكياس الليمون مسرعين إلى العمل بين السيارات المصطفة بانتظار الشارة الخضراء.
عادة هؤلاء الصغار لا يلمسون السيارات ولكنهم يمرون وهم يشيرون إلى بضاعتهم من بعيد، ومن يرغب في الشراء من سائقي السيارات ينادي عليهم، ولكن «جسوم» – كما ناداه رفاقه – قدِم إليّ حاملا ليمونه، وبدوري ما إن رأيته مقبلا حتى تقمصت دور المشغولة ولم أعره انتباها، ولكنه أصر على أن يلفت نظري، فإذا به يطرق زجاج النافذة، فأشرت إليه بيدي أني غير راغبة في الشراء، ولكنه ظل واقفا وهو يقول جربي فقط، في الحقيقة أعجبني إصراره، ورأفة مني بسنه أنزلت الزجاج وقلت له: شكرا لا أريد، فقال لي وهو يبتسم هذا ليمون بحريني، وهو رخيص فقط بدينار واحد، أجبته: إنه سعر السوق، في السوق كيس الليمون بدينار واحد أيضا، ولكن هذا الليمون به ماء كثير ويصلح للعصير، إلى جانب رائحته الزكية بادرني بهذه الإجابة وهو يقرب لي الكيس.
لماذا تبيعون الليمون عند الإشارات في هذا الحر؟ لماذا لا تنضمون إلى الأنشطة الصيفية التي تنظمها الكثير من المراكز الاجتماعية ومدارسكم؟
9 أشهر تقريبا ونحن نتنقل بين صفوف ومباني المدرسة وتحت هواء المكيفات ولا تلمس أيدينا سوى الأوراق والأقلام، والإنصات إلى التوجيهات، لذا فإن الانضمام إلى أي نشاط سيكون مواصلة لروتين المدرسة والدراسة، إلى جانب أننا قررنا تجربة أن يكون الفرد مدير نفسه، هكذا كانت إجابته.
وواصل إذا تحبين معرفة أين أذهب بالنقود وكم أبيع في اليوم فإني أبيع من 5 إلى 8 أكياس ليمون في الفترة الصباحية فقط بسعر دينار واحد لكل كيس غير قابل للتفاوض، وفائدتي جيدة إذ أنني أشتري الليمون بسعر الجملة، إذ يتراوح سعر الكيس من 700 إلى 800 فلس فقط.
محاولات هذا الفتى بإقناعي أثارت إعجابي، فاشتريت منه كيس ليمون وأنا أخبره إذا لم يصلح ليمونه للعصير سأرجعه. ودعني ضاحكا وهو يقول: ستجديني هنا.
الحديث مع جسوم سلط الضوء على فكرة جميلة لو تأخذها بعين الاعتبار الجهات المعنية مثل وزارة التنمية الاجتماعية وذلك من باب التعاون مع وزارة التربية والتعليم والقيام بطرح أنشطة صيفية للطلبة تركز على الجانب العملي مثل السباكة والميكانيكا والبيع والشراء، بدل دورات الحاسب الآلي التي تشبع منها الطلبة في فترة الدراسة.

http://www.aswaqnews.net/Column.aspx?Id=690&IssueId=23
http://www.aswaqnews.net/Images/spacer.gif


الساعة الآن 03:26 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227