منتدى استراحات زايد - الموقف الاسبوعي لتيار الوفاء الاسلامي ( السبت 15-8-2015)

الموقف الأسبوعيّ لتيار الوفاء الإسلاميّ - السبت 15 أغسطس/ آب 2015

بسم الله الرحمن الرحيم

أصبح من مسلّمات العمل المعارض في البحرين وجود خطّين سياسيّين، ومنهجين متباينَين في بعض القناعات الفكريّة وأساليب العمل، هذا في الوقت الذي يجب الإقرار أنّ هذين الخطّين ينتميان لجبهة وطنيّة عريضة وواحدة، ويجمعهما مصير مشترك واحد، ويسعيان بإخلاص إلى تحقيق الحريّة والعدالة والتنمية حسب تشخيصهما. وللطرفين شرعيّة وشعبيّة لا يمكن تجاوزهما بحكم الواقع والتجربة.

لقد نال السجن والتعذيب من الجميع، وسقط الشهداء باسم الوطن كلّه، وشرّد أبناء الشعب من جميع المشارب والتوجّهات، ليدلّ هذا على أنّ العدوّ الخليفيّ والبريطانيّ والأمريكيّ لا يفرّقون بيننا، ما دمنا نسعى لخير الوطن وحريّته.

من وقت لآخر، تظهر بعض التباينات السياسيّة والفكريّة حول سقوف المطالب، والاختلاف في التعاطي مع موضوع السلميّة والعنف، والتدرّج في المطالب السياسيّة، وترويج القبول بتسويات ومبادرات محدّدة، وغير ذلك، وتزداد حدّة الجدل حول هذه الأمور في ذروة حملات العصابة الحاكمة الإرهابيّة، ومن المرجّح أن تطفح هذه التباينات في المستقبل القريب، عندما يطرح ملفّ البحرين في المباحثات الإقليميّة، ويتمّ التسويق لمخارج ومبادرات سياسيّة معيّنة.

الموقف الدينيّ والسياسيّ والوطنيّ السليم يتطلّب الإقرار بحقّ الاختلاف والعمل للقوى المختلفة، وعدم جواز مصادرة حقّ الآخرين، وعدم إثارة غبار الشرعيّة والإخلاص وغيره في وجوههم، وجعل القرار الشعبيّ الفيصل في تحديد مسارات الثورة ونتائج التضحيات التي قدّمها الشعب.

لقد أثبتت التجربة والواقع القائم الآن أنّ العمل المعارض لا يمكن أن يكون فاعلًا ومؤثرًا من دون الجناحين الثوريّ والسياسيّ، وعلينا العمل كقوى سياسيّة وثوريّة متباينة الالتقاء في خطوط مشتركة، نحافظ فيها على بعضنا، ونستفيد من تجربة التشطير والتفريق التي نجح النظام الخليفيّ في تطبيقهما خلال سنوات الثورة.

كما ندعو الأطراف الدينيّة والسياسيّة والإعلاميّة لاتخاذ منهج الحوار البيني الهادئ، واحترام الآخر، وإسقاط ورقة التباينات والاختلافات من يد النظام الخليفيّ الذي يراهن، وعمل سابقًا وسيعمل على تشطيرنا في الأيّام القادمة.

تيّار الوفاء الإسلاميّ
عضو التحالف من أجل الجمهوريّة
صدر بتاريخ: ١٥ أغسطس ٢٠١٥