" من قتل.. «مروة الشربيني»؟!
 

شيعت مدينة «الاسكندرية» - منذ أيام - إحدى بناتها واسمها «مروة الشربيني» التي قتلها متعصب الماني داخل قاعة محكمة في اقليم «سكسونيا» بولاية «دريسدن» بعد ان تقدمت بشكوى ضد ممارساته العنصرية ضدها لأنها ترتدي.. الحجاب!! المصريون - مثلهم كمثل كل العرب والمسلمين - عاطفيون وتسيرهم قلوبهم قبل عقولهم، وقد هتفوا خلال تشييع جنازة «مروة» قائلين.. «يا ألماني يا خسيس.. دم المصري مش رخيص»!! الذي قتل هذه الفتاة المصرية المحجبة ليس ذلك الالماني «النصراني المتعصب»، بل قتلها الدكتور «ايمن الظواهري» - المصري المسلم - و«اسامة بن لادن» - السعودي المسلم - و«سليمان بو غيث» - الكويتي المسلم - و«بن شيبة» - اليمني المسلم، و«أبو مصعب الزرقاوي» - الاردني المسلم - و«خالد بن شيخ» - الباكستاني المسلم»، و«أبو قتادة» - الفلسطيني المسلم، و.. طائفة كبيرة من المسلمين من دعاة ومفتين تبدأ من «عايض القرني» و«الشيخ البدري» و«فتحي يكن» و«فهمي هويدي»، وتنتهي بـ «منتصر الزيات» و«العريان» واعضاء.. «المحظورة»!! قبل حوالي اربع - أو خمس سنوات - قتل مسلحون ارهابيون مصريون اكثر من 40 سائحا سويسريا في مجزرة وقعت احداثها بمدينة «الاقصر» حتى ان الرئيس «حسني مبارك» طار الى هناك لمتابعة تفاصيل تلك الجريمة البشعة وقام - امام عدسات وكاميرات الاعلام - بتوجيه انتقاد حاد الى وزير داخليته، «اللواء «حسن الالفي» - في ذلك الوقت - دون ان يسميه قائلا ان.. «المسؤولين عن الامن قاعدين في القاهرة وما يعرفوش حاجة عن اللي بيحصل في باقي مصر»، وقد استقبلت «سويسرا» قتلاها ووارتهم في الثرى في هدوء دون ان يهتف سويسري ضد مصر أو يتجمع المئات امام سفارتها في «بيرن» لأن المسؤولية لا يتحملها الشعب المصري الطيب والمسالم، بل تقع على رؤوس هؤلاء الارهابيين الذين قتلوا النفس التي حرم الله قتلها الا.. بالحق!! اذا كان دم المصري ليس رخيصا - مثله في ذلك دم السعودي والكويتي والاردني والفلسطيني والماليزي والباكستاني الى.. آخر بقية امة العرب والاسلام - فإن دماء الثلاثة آلاف ضحية التي سقطت في «غزوة» منهاتن و«غزوة» واشنطن هي - ايضا - ليست رخيصة، وعندما نسترخص دماءهم، يسترخصون دماءنا، وان اعتدى عليهم مجانيننا، اعتدى علينا مجانينهم، وحين نثور لـ «عاداتنا وتقاليدنا» ان رأينا امرأة ألمانية ترتدي «الشورت» في شوارعنا، يثورون - هم - لعاداتهم وتقاليدهم عندما يرون امرأة.. محجبة!! انه صراع الحضارات والثقافات الذي ما زال الكثير - من مخابيلنا ومخابيلهم - يرونه الحل المناسب، فإما ان نفنيهم، أو.. يفنونا!!



للكـاتب

فؤاد الهاشم

نقلا عن
عاموده اليومي (علامة تعجب)