منتدى استراحات زايد - نصيحة للاستاذ عبد الوهاب: اتمنى ان لايكون ثمن لقاء الوفاق صفقة خاسرة للوطن والشهداء

سلام الله عليكم جميعا

استاذي الغالي والمفدى عبد الوهاب حسين حفظه المولى

سلام من الله عليكم وغفر الله لكم وتقبل طاعاتكم

تلقيت خبر موافقة الوفاق بالاعتراف بكم باللقاء المزمع عقده بعد رجوع سعادة النائب بشيء من الحذر والتوجس والريبة والاستغراب، عجزتم ان تنالوا موافقة رغم حصولكم عليها من البعيد عنكم والقريب لم تحصلوا عليها الا يدعو هذا الامر للتوقف والتريث وعدم الهرولة الى المجهول ، اني لا ادعوك الى سوء الظن بالوفاق ولكن التجربة خير برهان ، فإذا كانوا احرجوا مرجعيتهم في مواقف عديدة لن يترددوا في احراجكم ولكم في اللقاءات التشاورية خير مثال.

كانت حجة عدم حصولهم على تمثيل يتلائم مع قاعدة الاكثرية أوهن حجة ، وحجة ان يكون هذا اللقاء ملغيا لقرارات الجمعية أوهن من بيت العنكبوت، ولا ادري لماذا لم تنسحب من البرلمان عندما رأت انها تمثل شهادة زور على نسبة الشيعة في البحرين وعلامة وصول نواب عن الشيعة يعكس - حسب النظرة السياسية في العالم - نسبتهم في الدولة غير شهادات الزور الاخرى والتي لست بصدد استعراضها ، وعجبت وحق لي ان اعجب هذه النرجسية - صراحة لا اعرف معناها ربما التعالي ، راح اتصل على سيد ضياء صاحبنا لمعرفة هذه العبارة بدقة نرجسية - وهذه الغيرة على مكانة الجمعية والاعضاء المنتسبين لها وحفاظا على شعورهم بأن لا قيمة لهم ، ولا تحرك ساكنا عندما يظلم شعب بأكمله من قرارات ظالمة تصدر من هذه الغاسلة والتي تضفي الشرعية على القوانين الجائرة وتعدادها يعجز الحبر على كتابتها.

وعودا لما خط اريد التأكيد على عدة نقاط مهمة وأراها جديرة بالتنبيه:

* ان يكون التعاطي انطلاقا من الحق لا على حسابه.

* ان يتم الكشف عن تفاصيل اللقاء - إلا ما يخص النظام - للجماهير من مبدأ مصارحة الجماهير وان لا تسقط هذه الشعارات كما سقط العمل بها عند بعض الجهات، وان يتم التشاور مع الجماهير مع خطوات تفعيل بنود الاتفاق سواء بالقبول أو الرفض، لنعرف حقيقة وزن الجماهير لدى التحرك الجديد.

* ان لايكون ثمن هذا اللقاء هو سكوت التحرك الجديد عن التحشيد لمقاطعة سباق " من سبق لبق " الصوري للانتخابات، وان صدق الظن فإن لهذا الفعل تداعيات وخيمة ستسهم في سوء واقعنا المأساوي:

1- خيانة للوطن وتضحياته وآلامه ودمائه واعراضه وكل القربات التي قدمت لله فداء للوطن من هذا الشعب المعطي بلا حدود.
2- ضربة موجعة لحركة حق وكل تيار الممانعة غير متوقعة قد تربك التحالفات الاستراتيجية مع الحركة .
3- بيع وتخلي عن حركة حق في قبال الفوز بابتسامة من الوفاق ، وهو ثمن بخس جدا وربما كنتم من الزاهدين في حركة حق.

قد يطرح اشكال هنا:

ان المشاركة والمقاطعة ليست هي القضية ، ويكفي ان يدعو التحرك الجديد للمقاطعة من غير تحشيد.

هذا الفهم تسطيح للمسألة فالمشاركة والمقاطعة هو الفيصل بين إرادتين سياسيتين وأرضية للعمل ، والاكتفاء بإعلان الرأي لا يكفي فالكل يعلم برأي التحرك بالنسبة للانتخابات الصورية وهذا الطرح يتعارض من المفهوم القرآني والذي من المفترض ان يهتم به التحرك كونه تحرك اسلامي قبل كل شيء.

المفهوم القرآني :

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ ، كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ "

المقت البغض الشديد، و الآية في مقام التعليل لمضمون الآية السابقة فهو تعالى يبغض من الإنسان أن يقول ما لا يفعله لأنه من النفاق، و أن يقول الإنسان ما لا يفعله غير أن لا يفعل ما يقوله فالأول من النفاق و الثاني من ضعف الإرادة و وهن العزم و هو رذيلة منافية لسعادة النفس الإنسانية فإن الله بنى سعادة النفس الإنسانية على فعل الخير و اكتساب الحسنة من طريق الاختيار و مفتاحه العزم و الإرادة، و لا تأثير إلا للراسخ من العزم و الإرادة، و تخلف الفعل عن القول معلول وهن العزم و ضعف الإرادة و لا يرجى للإنسان مع ذلك خير و لا سعادة.

إنتهى الإقتباس

ثم ان المشاركة والمقاطعة فعل أصله الباطل والحق وكل يستمد من أصله وهو الفرع فإن لم تنصر الحق فأنت لم تخذل الباطل ان لم يكن فعلك نصرة للباطل ، وليس عيبا او مكروها ان تنصر فئة على فئة في هذا الأمر وان كانتا من المسلمين لإنك انت لا تنصر الفئة بقدر ما تنصر الحق وهذا مفهوم قرآني آخر:

" وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ "

ولكن ما هو الحل في عدم جرح مشاعر الوفاق؟

ورغم اني لا اهتم في مشاعر أحد ولا اقيم لها وزنا في قبال الحق إلا ان مسايرة هذا الامر ليس بالامر الجلل، حيث يجب إفهام الوفاق ان التحشيد للمقاطعة ليس المقصود به الوفاق وانما النظام ومن الجريمة في حق الناس ان تظهر الانتخابات للعالم بانها طبيعية ، ثانيا من باب الانصاف اذا كان من حق المشاركين بالتحشيد لسباق من سبق لبق فإن من حق المقاطعين كذلك من باب العدالة والمساواة ، ثم ان الدوائر التي في المناطق الشيعية لن تؤثر على نسبة الكراسي الوفاقية وانما ستؤثر في نسبة المشاركة فلذلك الهدف من التحشيد للمقاطعة هي إضعاف النسبة لا الكراسي الذهبية الوفيرة، مما يقودنا الى سؤال أكبر لن يجيب عليه الاخوة وان أجابوا عليه فسيدحضون حجتهم وهو:

لو شاء الله ان يكون الزمان افضل من هذا الزمن التعس وجرت الانتخابات كما يريدها الشعب ألا تعتقدون ان حركة حق والتحرك الجديد سيسلبكم بعض الكراسي ؟

فإن قبلتم بسلبكم هذه الكراسي فمن باب أولى ان تقبلوا بسلبكم نسبة المشاركة وان أدى الى خسارتكم بعض الكراسي لحساب بعض الجهات المشاركة .

بالمختصر المفيد اعتبروا يا وفاق ان المقاطعين سيشاركوا ولكن على طريقتهم وهذه هي الديمقراطية .

اتمنى ان تصل رسالتي الى الاستاذ الفاضل عبد الوهاب حسين وان لا يردها عليّ كما رد نصائح الأخوة في خطأ السعي لتنصيب قيادة الشيخ عيسى في قبال قيادة فاعلة .

ربما كان بالإمكان ارسال شفويا الى الاستاذ حفظه الله إلا ان الزمان لتعسه قد ابدل الاستاذ بغيرنا وإن كنا له المن والسلوى

أكتفي بهذا المقدار

والله يعطيكم العافية