منتدى استراحات زايد - الموقف الاسبوعي لتيار الوفاء الاسلامي (الثلاثاء 4-8-2015)

الموقف الأسبوعي لتيار الوفاء الإسلامي - الثلاثاء 4 أغسطس 2015م

بسم الله الرحمن الرحيم

تعيش منطقة سترة الإباء و التضحية أيّامًا من الاستهداف المتواصل عبر اقتحام البيوت وتكسير محتوياتها وترويع الأهالي واعتقال الشباب، وذلك بعد التفجير الذي أودى بمجموعة من المرتزقة المفسدين بين جريحٍ وقتيل.

وقد لوحظ على إثر هذا التفجير انقسام المواقف السياسيّة بين مؤيّدٍ لاستهداف المرتزقة على هذه الطريقة باعتبارها مقاومة مشروعة ولها سندها الشرعيّ وضرورتها الواقعيّة، وبين من أدانها باعتبارها قتلًا لنفسٍ محترمة، أو لجلبها مفاسد تفوق المصالح والثمار.

لقد عبّر تيّار الوفاء الإسلاميّ عن موقفه إزاء مثل هذه الأحداث في الساحة بشكلٍ مباشرٍ وغير مباشرٍ سابقًا، ومن ضمنه رفض إدانة المظلومين من أبناء الشعب والشباب المتديِّن المُضحِّي، وعدم الإعانة على ظلم الناس وقمعهم من خلال إدانتهم، وكذلك طرحنا أنّ هناك مقاومة مشروعة، وأنّ شرعيّتها مستمدّةٌ من الدين، ووجوب الدفاع عن الدين والأرض والمال والممتلكات، ومن تحقيقها لشروط الكفاءة و الإعداد، والحساب الدقيق للمكاسب والمفاسد.

إنّ من دروس الصحوة الإسلاميّة أنّ المعايير الدوليّة لا تصلح للحكم على الأحداث، إذ إن هذه المعايير شرعنت حمل السلاح في سوريا وليبيا، وأباحت تدمير اليمن، وحمت الأنظمة الدكتاتوريّة والقوى المضادّة للثورات، وتعامت وسكتت عن قتل الناس واستباحتهم وسجنهم في بلدنا. كما أثبتت أحداث السنوات الأخيرة في الدول التي شهدت الثورات بأنّ التوازن والمواءمة بين المقاومتين السياسيّة والميدانيّة الثوريّة أمرٌ ضروريّ كأحد شروط الانتصار.

على ضوء هذا المبدأ نرى أنّ القوى السياسيّة المعارضة وبعض الشخصيّات الحقوقيّة وغيرهم، الذين أدانوا الحدث الذي أودى بالمرتزقة في سترة، قد جانبوا الصواب، ولم يحقّقوا أيّ مصلحةٍ ولم يدفعوا أيّ مفسدةٍ بإدانتهم، بل كلّ مافعلوه هو تبرير إجرام العصابة الحاكمة في سترة هذه الأيّام.

ومن هذا المنطلق، فإنّنا ندعو القوى السياسيّة و الناشطين الحقوقيّين وغيرهم، لعدم الوقوع في محذور الإعانة على المظلومين، وعدم التماهي مع معايير الدول التي لا يهمّها سوى مصالحها الضيّقة المتماهية مع الأنظمة الدكتاتوريّة، وإنّ السكوت عن بعض الأحداث أفضل من تناولها أو الإعانة على ظلم الناس. أما بالنسبة لمقاومة شعبنا فإنّ الأحداث تثبت أنّها تشتدّ عودًا وصلابةً وتأثيرًا، وصارت تربك العدوّ، وهي باقية ومتصاعدة ما استمرّ الظلم والجور - الذي قلّ نظيره- على هذا الشعب والوطن.

تيار الوفاء الإسلاميّ
عضو التحالف من أجل الجمهوريّة
صدر بتاريخ: 4 أغسطس/ آب ٢٠١٥