منتدى استراحات زايد - ما هو السحت و من هم أكلة السحت .. بقلم على المسلم

بقلم: علي محمد المسلم

ما هو السحت و من هم أكلة السحت .

السحت في المفهوم الإسلامي هو المعنى المرادف للرشوة المالية التي تدفع من أجل ليّ الحقيقة للحصول على موافقة وأكل مبالغ مالية أكبر بطرق غير شرعية كأكل أموال اليتامى القصر والضعفاء من البالغين و السفهاء و المجانين أو المال العام . أما أكلة السحت فهم أولئك الذين لا يتمتعون بأي رادع لا من ضمير أو وازع ديني فينطلقون بشراهة الى أكل أموال الناس ويلتهمون كل شيء كالنار التي تأكل الأخضر واليابس. المهم أن تستمر مشتعلة ولو احترق العالم بأسره.
كل الأديان السماوية والوضعية تُحرّم

الرشوة وأكل أموال الناس بالباطل. وما يهمنا هنا كدولة وشعب يدين بدين الإسلام منهجاً أنه لطالما وقف أئمة المسلمين و خطباء المساجد على المنابر ليعظوا المصلين و جموع المسلمين في كل موقع و يحذروا بأعلى صوتهم من مغبة الوقوع في شراك أكل السحت، لأنه حرام و هو أشبه بأكل جمر النار الذي يكوي البطون. ولطالما تلوا علينا آيات من القرآن الكريم التي تحذرنا من أكل المال بالباطل لما فيه من الاثم بنص الآية الكريمة "ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقاً من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون". (سورة البقرة 188). كما تصف (سورة المائدة 42) أكلة السحت بأنهم سماعون للكذب و عاملون به لأكل مزيد من أموال الآخرين. أما (سورة المائدة62) فتصف أكلة السحت بأنهم أولئك الذين يسارعون في الإثم والعدوان و إلباس الحرام ثوب الحلال لأكله.
ولنا هنا أن نتصور حال أي عضو من أعضاء مجلسي الشورى والنواب وبالذات إذا كان شيخ دين أو إمام مسجد أو خطيب جمعة كيف يشعر و هو يصرخ بأعلى صوته في ندوة أو حينما يقف على منبر في أحد المساجد محذراً المنتدين أو جموع المصلين من أن أكل السحت حرام و خصوصاً إذا كان يعلم في قرارة نفسه أنه هو من جملة الذين وافقوا على إقرار صرف مخصصات التقاعد لأعضاء مجلسي الشورى والنواب. والسؤال هنا كيف وافق بعض من رجال الدين على أن يستحلوا بذلك القرار أكل المال العام من صندوق لم يساهموا فيه بأي جزء من أموالهم أو مكافأتهم الشهرية وخصوصاً نواب فترة2002-2006م. ألا يعتبر ذلك حراما، ثم كيف يستقيم و كيف يقرر رجال دين أفاضل لشخص عمل أربع سنوات فقط و لم يدفع شيئاً بجواز أن يستلم ذلك الشخص مخصصات تقاعدية تساوي أربعة أضعاف ما يتسلمه مواطن عادي عمل بكل شرف وصدق وأمانة من موقعه ودفع لصندوق التقاعد على مدى 25 سنة ما يعادل بالاشتراك مع الشركة التي يعمل بها 18% من راتبه الاساسي. فهل يعتبر إقرار صرف الأجور التقاعدية لأعضاء المجلسين عدالة أم أنه أكل للمال العام و سحت بمعناه الحقيقي.
أرجو أن يبتعد أعضاء المجلسين عن كل هذا وإن كان نظام التقاعد إلزامياً فليعلنوا تبرأهم أوتبرعهم به لصالح صندوق الزكاة او على الاقل تأخير اقرار نظام التقاعد للمجلسين ابتداء من الفصل التشريعي القادم 2010م مع إقرار نسبة مساهمة الاعضاء في صندوق التقاعد الخاص بالمجلسين فذلك أطهر لهم من شبهة أكل السحت الذي سوف ينمو عند إقراره نمو الغول خصوصاً إذا أدركنا حقيقة أن كل عضو سوف يتسلم مبلغ ثمانية وأربعين ألف دينار (000،48 دينار) كل أربع سنوات أي بمقدار 4 ملايين دينار لكل الأعضاء وهو ما سوف يشكل مع مرور الزمن وتضاعف عدد المتقاعدين كل أربع سنوات عبئاً مالياً ثقيلاً على ميزانية الدولة يضغط بشدة على مخصصات المشروعات الخدمية للمواطنين و من ثم الاضرار بهم في شكل تدني الخدمات و انحسارها أو فرض مزيد من الرسوم و الضرائب لسد النقص. و هو وزر سوف يتحمله من وافق على أكل مال ليس له فيه من حق.

"نسألك اللهم اللطف بنا"

منقول من موقع اعمدة الصحافة البحرينية