|
نظرات تشاؤمية نظرات تشاؤمية في منتصف الليل.... وبينما كان الليل يرحب بطلوع النهار.... كنت انا اراقبهم من نافذتي كان الليل يبتسم للنهار وكأنه ازاح عن كاهله همٌ كبير... فقد انهى دوريته مع السهر وآن له ان يرتاح من طول السهر ورأيت النهار عابسا بل شيء يفوق العبوس كان شكله مريع يفطر القلب لرؤياه بالشكل هذا, وكأنه سجين حكم عليه بالاعدام و ان الحراس يجرونه لحبل المشنقه. أدركت حينها ان سبب عبوسه هو حلول موعد دوريته ليراقب الناس من الاعلى ويرى همومهم ومشاكلهم واحقادهم فبعضهم طيب وهم فئة المظلومين المساكين. والاخر خبيث وهم الاكثريه ممن يظلمون الناس ويدوسون على كل ما هو نقي. كنت في ذلك الوقت اراقب ذلك المشهد بحزن ... ولم اكن اعلم ان كان سبب ذلك الحزن هو هذا المنظر الذي رأيته أم أن قواي خذلتني واستسلمت لاحزاني الدفينه داخلي. في صغري كنت ابحث دوما عن سبب واحد يجعلني حزينه او يؤرق نومي كما كان يتكلم البعض فأنا كنت فتاة مدلله اعيش سعاده ما بعدها سعاده وكنت انظر الى الناس التعساء نظرة استغراب بل استعجاب لا استطيع تفسيرها. كنت ارى الحياة من منظور طفولي كانت فعلا جميله بعيني فأسأل التعساء باستغراب وبعض من الحيله والدهاء ما هذا العبوس؟ لماذا تنظرون الى تلك النقطه السوداء الصغيره في الحياة وتتناسون البياض الشاسع؟ في ذلك الحين كنت كالفرخ داخل البيضه لا ارى شيء من الدنيا سوى تلك البيضه التي تغلفني بنقائها وبياضها كان الزمان وكان كل شيء لي مباح وكل ما اطلبه ينفذ لم اكن اعلم ماذا يدور خارج قوقعتي طفله مدلله متعالينه متبختره لا يصل نظري سوى لأنفي الصغير فجأة ودون سبق انذار كبرت وتحملت مسؤوليه واعترف اني كنت لست كفئ لتلك المسؤولية, فأنا تلك الطفله المدلله التي بقيت داخلي حتى هذا اليوم لم اتعلم يوما كيف اعتمد على نفسي ولم اتعود يوما على حمل المسؤوليه واعترف اني فشلت فهذه كانت هي المرة الاولى التي اقوم بها بعمل لوحدي . يا الهي ما الذي اوصلني الى هنا؟ تُرى كيف اتصرف؟ وما هو المطلوب مني؟ وكنت حينها اطالب بحقوقي دوما ولا اقدم حقوق غيري وهذا سبب من أسباب فشلي فأنا كنت قد تعودت على الأخذ دوما, حتى دون شكر أو عرفان بالجميل. ولم اكن مطالبة بشيء سوى الراحه, والراحه التامة في ذلك الوقت الغير متوقع والذي لم اكن احسب له حساب... تلاشت بسمتي رويداً رويداً الى ان اختفت وتعالى الحزن على جبهتي واصبحت ابكي بنهم فالآن فقط ادركت معنى ذلك العبوس, الآن خرجت من قوقعتي الدافئة وأدركت ان الحياة تبهرنا بضوئها الخاطف للابصار من ثم ترعبنا بظلمتها ودون انذار فالحياة قبيحه بل قبيحةٌ جداً ولكنها تستعمل مساحيق التجميل فتظهر لنا بهم فتبهرنا بجمال مصطنع وما ان يحل الليل وتغسل وجهها من ارهاق النهار فيظهر وجهها على حقيقته قبيح ومؤلم وحاقد. حينها فقط نتحسر على الذي خسرناه ما مضى من حياتنا ونتمنى لو اننا لم نخدع نتمنى لو ان هناك من كان يقدم لنا النصح ويرشدنا من الظلام الى النور ولكن نيقن اخيرا كيف لأهلنا بجهلهم ان يدلونا على شيء لم يكتشفوه بعد؟ وكيف لهم بسذاجتهم الموروثة أن يكتشفو اسرار الحياة؟ فالحياة مليئة بالاسرار ودوما يعتمرها ذلك الحقير المسمى بالغموض فشكرا لكم اهلي احبكم ولكن لا اريد من ميراث جهلكم شيئاً |
| الساعة الآن 06:06 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir