منتدى استراحات زايد - عبد الوهاب حسين:الخطأ القاتل ولات حين مندم !

كان الشيخ عيسى قاسم يتلقى العلوم الدينية في الحوزة العلمية في قم حين اندلعت انتفاضة الكرامة في تسعينات القرن الماضي،وكان يتصدى للشأن السياسي في الداخل ثلة من المؤمنين والوطنيين الشرفاء،وربما كان لغياب الشيخ عيسى قاسم في قم المقدسة دور في التئام شمل المعارضة الوطنية التي جمعت أقصى اليمين بأقصى اليسار في سبيل الحركة المطلبية آنذاك،ويراهن الكثيرون أنه لو كان الشيخ عيسى قاسم حفظه الله موجوداً في تلك الحقبة لما تم التنسيق بين المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه من أمثال الشيخ الجمري وصحبه،وبين الوطنيين الشرفاء.

وقد كان الخطأ القاتل الذي ارتكبه الإستاذ المجاهد عبد الوهاب حسين الذي قال فيه الشيخ الكبير عيسى قاسم "ذوبوا في الأستاذ كما ذاب هو في الله" أنه حشد لاستقبال الشيخ عيسى قاسم بصورة جماهيرية منظمة لم يسبق لها مثيل جعلت النظام الخليفي يرسل رسائل استنكار عن ما يمكن أن يقوم به هذا الرجل حتى قال بعض سماسرة السياسة من الوسطاء الذين اتصلوا بالأستاذ في تلك الليلة المشهودة أن رموز الحكم يقولون إن الشيخ عيسى يستطيع أن يعمل الكثير ويستطيع أن يحكم البلد،وإن الذين يدعون أن الأستاذ لم يعمد إلى تنسيق الاستقبال الجماهيري للشيخ عيسى عند رجوعه من قم فإنما تغلب عليهم عاطفتهم وتوجهاتهم الحزبية ومن منطلق "حب وقول وابغض وقول" ليس إلا.

لم يكن جيل الانتفاضة المخضرم يعرف الكثيرين من المتصدين للشأن العام، فقد عرف الشيخ الجمري وإخوته في الجهاد على أن جيل ما بعد التسعينات أريد له أن يكون كجيل الستينات والسبعينات يسبح بحمد الشيخ عيسى ويقدس له،فدينياً لا يمكن لأحد أن يزايد على مكانة الشيخ عيسى قاسم،ولكن على المستوى القيادي والفكري نتساءل عن ما قدمه أو يمكن ان يقدمه سماحة الشيخ التقي الورع الجليل حفظه الله؟

ويقيناً لو أن سماحة الشيخ عيسى قاسم أسس على ذلك الاستقبال الجماهيري بغض النظر عن من تصدى لتنظيمه أو أنه جاء بناءاً على ثقة الناس بالشيخ عيسى قاسم أم لا فسوف لن يكون الوضع على ما هو عليه من التردي واستفحال المأساة.
وعليه فإنني أسأل عن ما قدمه أو يمكن أن يقدمه الشيخ الجليل للأمة في ظل الأسئلة التالية:
ما هي إسهامات الشيخ قيادياً وفكرياً؟
ما هي الكتب التي يمكنك أن تقرأ من خلالها رؤية الشيخ للواقع الاجتماعي والديني والسياسي وغيره؟
كيف تراجعت قوة الشيخ حتى عن التأثير على واجهته السياسية جمعية الوفاق؟
إلى أين تسير البحرين في ظل قيادة الشيخ عيسى؟ هل إلى التغيير أم إلى الانحدار لجهة المطالبة بالحقوق والمزيد من التهميش والإقصاء؟