منتدى استراحات زايد - حكومتنا وجريدة أخبار الخليج ... أُضرب الكلب يتأدب الأسد ..!!

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

ولعن الله أعدائهم أجمعين ... الأولين منهم والآخرين ... من الآن وحتى قيام يوم الدين

قبل بضعة أيام وعندما كُنت ُ أتصفح جريدة الوسط .. لفت نظري إحد الأخبار وقد كُتب داخل صندوق أصفر .. ومفاد الأخبر بأن السلطة قد أوعزت إلى إدارة جريدة أخبار الخليج بأن توقف إصدار ونشر الجرائد وذلك حتى إشعار ٌ آخر .

أثار لدي هذا الخبر نوع ٌ من هاجس الإستغراب والريبة من خلفيات هذا الموضوع ... ولكني ما لبثت ُ أن خسخست ُ من الضحك عندما قرأت ُ في اليوم الآخر خبرا قد وضع النقاط على الحروف عندما سمحت الحكومة " لأخبار الخليج " بمعاودة نشاطها .

وفي أولى التعليقات على هذا الموضوع قرات موضوعا قد كتب في ملتقى الشهداء بواسطة مركز البحرين لحقوق الإنسان .. وقد تحدث عن أن إغلاق أخبار الخليج من أجل دوافع سياسية تتعلق بالمصالح بين البحرين والجمهورية الإيرانية .

أردت ُ التعليق على هذه النظرة آنذاك ولكني قد إرتأيت التريث لبضعة أيام وذلك للتحقق مما يدور في ذهني ... فرأيت ُ إن نظرتي ربما تكون أقرب وأكثر دقة من نظرة حقوق الإنسان وذلك لما رأيت إن بعض الأشياء الملموسة قد حدثت على أرض الواقع ودعمت هذه النظرة .

لقد كان رأيي ان موضوع إغلاق الجريدة يحمل دوافع سياسية .. ولكن هذه الدوافع ليست بحرينية خارجية وإنما بحرينية داخلية . فهي لاتتعلق بمستوى العلاقات البحرينية الإيرانية وإنما على العلاقات البحرينية - الشعبية .

فالجميع بلا استثناء يعلم أن جريدتا " أخبار الخليج والوطن " .. هما مواليتان من الطراز الأول للسلطة وهما رأي الحكومة ... فمن أراد أن ينظر إلى آراء الحكومة في الوطن والشارع والمؤسسات فاليتابع هذين الجريدتين .

فمن غير المعقول ولا المنطقي أن يتم إقفال إحدى هذين الجريدتين لمجرد أن مقال ما قد كتب وتم التهجم فيه على الجمهورية الإيرانية ... فالتهجم على الجمهورية إحدى الأُسس والركائز التي اعتمد عليها تأسيس جريدة أخبار الخليج .

فالبحرين لاتهتم بالأساس من أية ردة فعل من الجانب الإيراني على مقال كتب في جريدة ما ...خصوصا في الوقت الذي تعيش فيه إيران صراعات داخلية شديدة وضغوط خارجية كبيرة جدا ... وبشأن التقرير المثير الذي قد كتب بواسطة جريدة "كيهان " الإيرانية والتي يترأسها شريعة مداري - أحد المقربين جدا من أعلى سلطة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية - فإن ردود الفعل الإيرانية لم تكن بتلك السرعة ولا البداهة في تبرير هذا المقال إلا عندما وصلت الإعتراضات وردود الفعل في أُوجها وذروتها ... حينها تم إصدار تعليق أو بيان رسمي ينفي ما أُشيع في ذلك المقال .

لذلك ومن باب أولى ان تتعامل حكومة البحرين بالمثل وتنتظر ردود الأفعال الرسمية الإيرانية وحنقهم وإعتراضهم على هذا المقال لأن تبادر البحرين بإصدار موقف رسمي إمتعاضي إعتراضي على هذا المقال .. وبالذات أن البحرين تتمتع بميزات خاصة وبدعم أوروبي كبير ما يجعل موقفها أمام إيران ليس موقف ضعف وذلة إلى أبعد الحدود ... ثم أن السلطة الإيرانية لم تبادر بإغلاق جريدة كيهان .. فلماذا تبادر حكومتنا إلى إغلاق أخبار الخليج ؟؟؟

لابد أن منطق (( إضرب الكلب يتأدب الأسد )) ... قد إعتمدته ُ الحكومة لما رأت من جدواه وفاعليته ُ ... فلو نظرنا إلى الصحف الرسمية في البحرين سنرى أن هناك جريدتان أقرب للحيادية ،،، وهما : ((الوسط ،، والوقت ))

حيادية هذين الجريدتان يجعلهما في موقف معارض حكومي والتسبب بحرج للحكومة في قضايا كثيرة ... كقضية المعتقلين وقمع التجمعات السلمية وموضوع ملف الشهداء وضحايا التعذيب ..

لذلك عمدت الحكومة لعمل تلك السياسة التي تحدثت عنها ... فهذه السياسة ليست تستخدم للمرة الأولى .. فقد إستخدمت قبل عندما ارادت الحكومة إيقاف الاستاذ المشيمع عن الخطابة .. إستخدمت طعم السعيدي وأوقفته عن الخطابة .. ثم أوقفت الأستاذ المشيمع .. ولوحت بإزالة الحصانة عن السعيدي حتى تستطيع بعدئذ أن تزيل حصانة إي نائب من نواب الوفاق ... وعندما يتم التلويح بإيقاف السعيدي عن الخطابة أو بإزالة الحصانة منه لن يعترض أحد بل وسيؤيدون ذلك ... لذلك عندما ينعكس الامر على الاستاذ المشيمع او احد نواب الوفاق سيشعر الجميع بالحرج إن حاولوا الإعتراض .

ولذلك قد أنتظرت بعض الأيام لأرى هل هناك تأثير من الخطة الحكومية في جريدة أخبار الخليج على بقية الجرائد وأهمها الوسط والوقت ... فرأيت أن الحدة المستخدمة قبلا تجاه الحكومة قد بدأت تخف تدريجيا وبالذات في قضايا المعتقلين ومحاولة وضع اللوم بعض الشيء على أطراف خارجية لاتسعى لمصلحة الحكومة ولا الشعب .

لقد تم إيصال رسالة لهذين الجريدتين : إن لم تكفوا عن الضغط بقلمكم على الحكومة سيتم الإغلاق ولن يتم فقط ليوم واحد .. بل قد يستمر لأشهر وسنوات

تحياتي

منقووووووول من ملتقى الشهداء للعضو دمستاني عاشق الأستاذين