منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   محمد (في ذكرى محمد الدرة ),,, محمود درويش (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=177437)

محروم.كوم 07-05-2009 05:00 AM

محمد (في ذكرى محمد الدرة ),,, محمود درويش
 

يُعَشِّشُ في حِضنِ والدهِ طائراً خائفاً







مِنْ جحيمِ السماءِ: احمني يا أبي







مِنْ الطَيرانِ إلى فوق! إنَّ جناحي







صغيرٌ على الريحِ... والضوءُ أسْوَدْ







* *







مُحمَّدْ،







يريدُ الرجوعَ إلى البيتِ، مِنْ







دونِ دَرَّاجة... أو قميصٍ جديدْ







يريدُ الذهابَ إلى المقعد المدرسيِّ...







الى دَفترِ الصَرْفِ والنَحْوِ: خُذني







الى بَيْتنا، يا أبي، كي أُعدَّ دُرُوسي







وأكملَ عمري رُوَيْداً رويداً...







على شاطئِ البحرِ، تحتَ النخيلِ







ولا شيءَ أبْعدَ، لا شيءَ أبعَدْ







* *







مُحمَّدْ،







يُواجهُ جيشاً، بلا حَجرٍ أو شظايا







كواكب، لم يَنتبه للجدارِ ليكتُبَ:







"حُريتي لن تموت".







فليستْ لَهْ، بَعدُ، حُريَّة







ليدافعَ عنها. ولا أفُقٌ لحمامةِ بابلو بيكاسو.







وما زالَ يُولَدُ، ما زالَ







يُولدَ في اسمٍ يُحمِّله لَعْنةَ الإسم. كمْ







مرةً سوفَ يُولدُ من نفسهِ وَلداً







ناقصاً بَلداً... ناقصاً موعداً للطفولة؟







أين سيحلَمُ لو جاءهُُ الحلمُ...







والأرضُ جُرْح... ومَعْبدْ؟







* *







مُحمَّدْ،







يرى موتَهُ قادِماً لا محالةَ. لكنَّهُ







يتذكرُ فهداً رآهُ على شاشةِ التلفزيون،







فهداً قوياً يُحاصرُ ظبياً رضيعاً.







وحينَ







دنا مِنهُ شمَّ الحليبَ،







فلم يفترِسهُ.







كأنَّ الحليبَ يُروِّضُ وحشَ الفلاةِ.







اذنْ، سوفَ أنجو - يقول الصبيُّ -







ويبكي: فإنَّ حياتي هُناك مخبأة







في خزانةِ أمي، سأنجو... واشهدْ.







* *







مُحمَّدْ،







ملاكٌ فقيرٌ على قابِ قوسينِ مِنْ







بندقيةِ صيَّادِه البارِدِ الدمِ.







من







ساعةٍ ترصدُ الكاميرا حركاتِ الصبي







الذي يتوحَّدُ في ظلِّه







وجهُهُ، كالضُحى، واضح







قلبُه، مثل تُفاحة، واضح







وأصابعُه العَشْرُ، كالشمعِ، واضحة







والندى فوقَ سروالهِ واضح...







كان في وسعِ صيَّادهِ أن يُفكِّر بالأمرِ







ثانيةً، ويقولَ : سـأتركُهُ ريثما يتهجَّى







فلسطينهُ دون ما خطأ...







سوف أتركُهُ الآن رَهْنَ ضميري







وأقتلُه، في غدٍ، عندما يتمرَّدْ!







* *







مُحمَّدْ،







يَسُوع صغير ينامُ ويحلمُ في







قَلْبِ أيقونةٍ







صُنِعتْ من نحاسْ







ومن غُصْن زيتونة







ومن روح شعب تجدَّدْ







* *







مُحمَّدْ،







دَمٌ زادَ عن حاجةِ الأنبياءِ







إلى ما يُريدون، فاصْعَدْ







الى سِدرة المُنْتَهى







يا مُحمَّدْ!



الساعة الآن 01:26 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227