منتدى استراحات زايد - الموقف الأسبوعي لتيار الوفاء الإسلامي

الموقف الأسبوعي لتيار الوفاء الإسلامي - الأحد 24 مايو / أيار 2015

بسم الله الرحمن الرحيم

أتت حادثة تفجير مسجد الإمام علي "عليه السلام" في القطيف لتسلط الضوء مرة أخرى على بيئة التكفير، و علاقة هذه البيئة بالأنظمة في المنطقة، و المحرك للتكفيرين، و الأهداف التي يعملون على تحقيقها. مما لا شك فيه أن التكفيريين نشأوا في بلدان وفرت لهم حاضنة يستمدون منها القوة و النمو، فانطلقوا من مراكز و مواقع دينية كمساجد محددة، و مؤسسات خيرية معروفة، و مدارس أكاديمية، و مؤسسات إعلامية. بل و تم تمكينهم في دول منطقتنا في الوزارات و الأجهزة الأمنية، وغيرها من المواقع التي تعطيهم النفوذ و القوة.

في المقابل فإن التكفيريين الظلاميين يتخذون من المواقف السياسية و الاجتماعية ما يخدم أمريكا و الأنظمة التي وفرت لهم مصادر النمو و النفوذ و القوة، و بسبب هذا لم نرصد في التاريخ الحديث أن اتخذت قوة تكفيرية و ظلامية موقفا تحرريا ضد عدو أجنبي، أو وحدويا مع بقية المسلمين، أو رفعت مطلبا شعبيا يدعو للتغييروالإصلاح.

في ساحتنا البحرانية تعتبر ظاهرة التكفير و رمي أتباع أهل البيت "عليهم السلام" بالكفر و الشرك و الضلال أحد الأسباب التي أدت لتبرير القتل و سجن و تعذيب الرجال و النساء و الأطفال، و استباحة الجزء الأكبر من الشعب على يد المرتزقة الأجانب المدفوعين باعتقادات مضللة عن شعبنا و عقيدته.

التكفيريون اليوم في البحرين شخوصهم معروفة، و كوادرهم يتمركزون في المؤسسات الرسمية المختلفة، و لديهم المال و النفوذ، و لهم مؤسساتهم من مدارس و مؤسسات ذات غطاء خيري، بل و لهم رؤوس أموال ضخمة مساهمة في البنوك و العديد من النشاطات التجارية و المالية. اليوم و عندما يتحرك التكفيريون في منطقتنا و في بلدنا لا يكن أن تتملص العصابات الحاكمة من مسؤولية جرائم التكفيريين بعد أن مكنتهم اجتماعيا و سياسيا و ماليا و إعلاميا، و حادثة تفجير مسجد الإمام علي "عليه السلام" في القطيف تفتح احتمالات أن تشهد البحرين أحداث مماثلة.

ما ندعو له هو أن نكون على المستوى النفسي على استعداد لكل الاحتمالات، و إن شعبنا ليس ممن ينجر للطائفية، لكنه لا تتزلزل أقدامه حال وقوع الأحداث الإجرامية. و إن المطلوب هو تدارس لزوم اتخاذ الإجراءات الأمنية في المساجد و التجمعات الدينية و الشعبية. و علينا أن ندرك أن الغرب و أنظمته العميلة قد يصعدون في منطقتنا بالحرب و إطلاق التكفيريين لارتكاب اسوء الجرائم، فما زالت شوة التدمير و سفك الدماء و تفكيك مجتمعاتنا خدمة لمصالحهم لم تنقضي بعد، و إن علينا الصبر و طول النفس، و عينا استحضار وصية سيد المقاومة الإسلامية سماحة السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير لشعب البحرين عندما أوصى بالصبر و طول النفس و توطين النفس على التضحية، فهي وصية من قائد خبير قارئ لمستقبل المنطقة و ما يمكن أن يقدم عليه العدو الأمريكي و أذنابه من دول الحلف السعودي الشيطاني.

تيار الوفاء الإسلامي
عضو التحالف من أجل الجمهورية
صدربتاريخ: 24 مايو 2015