منتدى استراحات زايد - الموقف الاسبوعي لتيار الوفاء الاسلامي(السبت 16-5-2015)

لموقف الأسبوعي لتيار الوفاء الإسلامي - السبت 16 مايو 2015م

بسم الله الرحمن الرحيم

تكتسب المواقف أهميتها و قيمتها من عدة عوامل، منها هدف هذا الموقف أو ذاك، و الظرف المحيط به، و ما يحويه من مخاطر و تحديات و تضحيات. و على ضوء ذلك يمكن النظر إلى موقف السيدة الحرة الكريمة طيبة درويش، و التي تم استدعاءها إلى وكر الإرهاب في العدلية بتهمة إيواء بعض الشباب الثوري المطارد من قبل مخابرات العصابة الخليفية.

أن تقف إمرأة حرة و كريمة و تتخذ موقفا كهذا، في زمن تكالبت فيه العصابة الخليفية على الرجال و النساء و الصغير و الكبير و عالم الدين و الحقوقي و كل فرد من شرائح المجتمع، لهو موقف شجاح و نبيل. و عندما يصل الشعب لمستوى أن كل فرد فيه يحمل همّ المسؤولية و الاستعداد للتضحية - مثل السيدة طيبة درويش - فإنه لا يمكن لعصابة حاكمة تعتمد على المرتزقة في أن تستنزف هذا الشعب أو تهزمه.

نلحظ أن عصابة حمد الحاكمة لا تعمل فقط على مطاردة رجال الله المطاردين، بل تلاحق من يقدم لهم الدعم و الإيواء في المجتمع، لأن هذه العصابة الحاكمة و أجهزة مخابراتها يهدفون لكسر روح التضامن و الاحتضان في قلوب الناس، و يهدفون لإدخال الخوف و الترقب في أوساط الشعب و الناس، فينشغل الناس بأنفسهم عن معارضة الحكم و التضحية من أجل المطالب، و إنه بين الهزيمة أو الثبات و الإستمرار في الثورة و التضحية هو أن ينجح الخليفيون في اغتيال روح الإقدام و زرع الخوف فينا من جديد، و إن ثورتنا تمر بمنعطف حساس يستدعي من كل رجالنا و شبابنا و نساءنا أن يتخذ موقفا و يتحمل المسؤولية في أي موقف و على أي صعيد.

أما على المستوى الإقليمي، فالمشهد اليمني برهان آخر على عداء أمريكا و حلفها السعودي الشيطاني للأمة و لشعوبها المسلمة، و قد أظهر الغرب مرة أخرى حجم النفاق و نوعه و معاييره المزدوجة ضد شعوبنا، فهو يقدم كافة أنواع الدعم العسكري و الاستخباراتي لتدمير اليمن الشقيق و الحرب على شعبه، كما دعم دخول قوات درع الجزيرة لقمع شعبنا، و كما تآمر من قبل على ثورات شعوب المنطقة. و لهذا فإنه لا يمكن انتظار الخير من الدول الغربية المنافقة، و خاصة أمريكا و بريطانيا، و قد نصحنا بعض القوى السياسية و المعارضين السياسيين في البحرين بأن يقطعوا الأمل من أمريكا و من باراك أوباما، و أن يكفوا عن مناشدة أمريكا لدعمنا، لأنه لا موضوع لطلب هذا الدعم أصلا، و لا يمكن لمطالب شعبنا أن تلتقي مع مصالح الأمريكيين و القوى الغربية الجشعة.

عمق الجراح و حجم القمع لن يدفعنا هذا الشعب للاستسلام إنشاء الله، و لا لطلب العون من أمريكا، و لا لطلب التسويات المذلة و الفتات من أحد، و إن الصبر و التوكل على الله سبحانه و الأخذ بأسباب النصر و القوة كفيل بتغيير موازين القوى عاجلا أم آجلا.

تيار الوفاء الإسلامي
عضو التحالف من أجل الجمهورية
صدر بتاريخ: 16 مايو 2015