منتدى استراحات زايد - تقرير تمليس الشعر بالكرياتين.. أخطر مما تتصورين

انتشر في الفترة الاخيرة في صالونات التجميل في العالم العربي مستحضر يطلق عليه »الكرياتين« ويؤكد اصحاب تلك الصالونات ان لهذا المستحضر قدرة فائقة على تمليس الشعر وتنعيمه وحمايته من التقصف والعوامل الضارة, ويعد تقنية جديدة »طبيعية« وانه يتفوق على مراهم فرد الشعر العادية, لان »الكرياتين« يعتبر من مكونات الشعر الاساسية, وهو المسؤول عن درجة نعومة الشعر وجماله, وان كل ما يفعله مصفف الشعر هو اضافة مادة »الكرياتين« الى الشعر فيعمل على تنعيمه واصلاحه.
ولا يقتصر الامر على نوع واحد فقط من هذه المادة بل هناك انواع مختلفة منها مثل »الكرياتين بالشيكولاتة« و»الكرياتين بالنعناع« أو الفراولة, وايضا هناك »الكرياتين الفيليبيني واللبناني والأميركي! ورغم ان هؤلاء المصففين يقولون انه منتج طبيعي من دون اضافات الا ان سعره يختلف من مكان الى آخر اذ تتراوح اسعاره ما بين 200 دولار إلى 600 دولار مما يثير الشك في صحة انه منتج طبيعي 100 في المئة, والمثير انه اثناء البحث عن »الكرياتين «البرازيلي الذي يعد الاشهر والاغلى وسط هذه المنتجات, وجدنا أن البرازيل نفسها والتي اخترع فيها قد قامت بتحريم بيع »الكرياتين« بعد حادث وفاة سيدة استعملته واتضح ان سبب الوفاة اصابتها بالسرطان نتيجة لإحتواء »الكرياتين« البرازيلي على مادة مسرطنة!
فما حقيقة هذه المادة, وهل هي حل سحري لمشكلات الشعر المجعد, أم انها نقمة على من تستخدمها وتتسبب في امراض خطيرة مثل السرطان؟

في البداية يقول مصفف الشعر محسن علي، والذي يعتبر من اشهر مصففي الشعر المصريين في استخدام »الكرياتين« ويقوم بعمل اعلانات اسبوعية عن اسعار مختلفة »للكرياتين« ويقوم بتوزيعه على بعض صالونات التجميل كمورد لهذا النوع من المراهم:
»الكرياتين« مادة طبيعية اكتشفت بالصدفة تساعد على تعويض مادة »الكرياتين« الطبيعية التي تفرزها فروة الرأس, ونحن نستخدمها لإستعادة حياة كل شعرة من خلال استعادة المادة التي يفقدها الشعر مع تكرار استخدام المستحضرات الكيماوية والحرارة في تصفيف الشعر حيث تستعيد كل شعرة لمعتها ونعومتها كما يعمل »الكرياتين« على تعويض ما يفقده الشعر من زيوت, وكذلك يساعد على النمو بشكل طبيعي ويمنع تقصفه وتساقطه, وعموماً »الكيرياتين« يستعمل لفرد وتغذية وعلاج الشعر«.
وعن تأثير »الكرياتين« على الشعر يقول: »مدة تأثير »الكرياتين« تتراوح بين 6 و12 شهرا, ولكن يستمر تأثيره الإيجابي على الشعر للابد, ويجعل الشعر الجديد ينمو بصحة أكثر, ويكون مليئاً بالحيوية واللمعان , كما انه يختلف اختلافا كبيرا عن كريمات الفرد العادية حيث ان »الكرياتين« مادة طبيعية لا تتسبب بضرر للشعر أما كريمات النعومة فهي مواد كيماوية والمعروفة باثارها الضارة«.

»كرياتين بالفواكه«
واما "ميسيو ميشو" مصفف الشعر الشهير فيقول: »ان »الكرياتين« يختلف عن الكريمات الاخرى حتى في طريقة الإستخدام, فكريم نعومة الشعر يتطلب غسل الشعر بعد فترة قصيرة جدا من استخدامه لا تتعدى عشر دقائق أما »الكرياتين« فيظل في الشعر لمدة ثلاث ايام ثم يغسل بعدها, ولو كان كالكريمات العادية أو يحتوي على مواد كيماوية لما تحمله الشعر ثلاثة ايام, اما طريقة استخدامه فتتمثل في دهن الشعر به من 3 إلى 4 أسابيع وتدوم النتائج من 9 إلى 12 شهراً ما لم يتم تعريض الشعر للعوامل التي تسبب تلفه من جديد بصورة سريعة, ويتم غسل الشعر بمنظف عميق لإزالة اي رواسب تعوق وصوله إلى أماكن التلف من دون إستخدام آي مرطب, ثم يقسم الشعر لاقسام متساوية لوضع »الكرياتين« بطول الشعر وينصح بصبغ الشعر قبل العلاج, والتأكد من درجة اللون اذ بعد وضع مثبت »الكرياتين« يجب الانتظار عشرة ايام على الاقل لإعادة الصبغ«.

ويقول محمود هريدي مصفف شعر النجوم: »ان البرازيل هي التي توصلت الى اختراع تركيبة »الكرياتين« الكيماوية المطابقة للتركيبة الطبيعية, ولهذا سمي "العلاج بالكرياتين البرازيلي" وهو يستخدم كعلاج للشعر المتضرر جداً, والخشن الذي فشلت معه جميع المحاولات, وليس بهدف تمليس الشعر حيث يعمل كغلاف على الشعرة لمعالجتها وحمايتها من المؤثرات الخارجية لأشهر عدة وبعدها يمكن إعادة العلاج أو التوقف إذا استعاد الشعر صحته ونضارته, وعادة ينصح باستخدام »الكرياتين« عندما تصبغ النساء شعرهن او عند صبغ الشعر بالهايلايت والمتموج والمجعد حيث يعطي الشعر حيوية ولمعاناً وملمساً ناعماً جداً, كما انه يحسن ويصلح نوعية الشعر من الداخل والخارج ويحميه من الأضرار البيئية, ويستحسن قص الشعر بعد المعالجة, ومن الممكن استخدام العلاج مرة أخرى بعد شهر, إلا أن من المفضل العلاج مرة أخرى بعد ثلاثة أشهر, ورغم كل هذه الفوائد إلا أن »الكرياتين« له سلبية وحيدة يجب تجنبها أثناء استخدامه وهي استنشاق الهواء الذي ينتج عن »السيشوار« بعد وضعه على الشعر لأن ذلك قد يتسبب في أمراض مزمنة قد تصل إلى إصابة مصفف الشعر بالسرطان, ونحن نتغلب على ذلك بوضع كمامة على الأنف«.
وعن اختلاف أنواع »الكرياتين« ووجود أنواع منه بروائح الفواكه يقول: »أن »الكرياتين« الذي يحتوي على رائحة الفواكه, هو نوع موجود في الولايات المتحدة والدول الأوروبية فقط وسعره مرتفع جدا ولكنه يستخدم, لآن طبيعة شعر السيدات هناك تختلف عن الدول العربية فهو نوع مخصص للشعر الناعم«.
احذري التقليد!
وعن رأي الطب في ذلك تقول: »استاذة الأمراض الجلدية في جامعة عين شمس الدكتورة حنان الكحكي »ان »الكرياتين« مادة موجودة في الجسم اصلا, وهي عبارة عن بروتين قوي للغاية يتكون من الأحماض الأمينية الموجودة في الجسم, وله تركيبة فيزيائية معقدة, ويعد العنصر الأساسي في تركيبة الجلد والأسنان والشعر والأظافر. ويبدأ الجسم بفقدان هذه المادة تدريجيا مع التقدم في العمر, وشعر الإنسان يتأثر اكثر من غيره لكونه اكثر تأثرا بالعوامل الخارجية ومن أهم مؤشرات فقدان الشعر »للكرياتين« التقصف والتساقط, والخطورة هنا ليست في استخدام »الكرياتين« ولكن يجب على كل سيدة تفكر في اللجوء اليه لتجميل شعرها أن تسأل نفسها: هل ماتضعه على شعرها "كرياتين" فعلا? فالمشكلة لا تكمن في المادة ولكن تكمن في الغش الذي يحدث اذ ان المادة الأصلية سعرها مرتفع جدا فيلجأ مصففو الشعر الى خلط مواد كيماوية اخرى الى جانب كمية صغيرة من المادة الأصلية.

وعن منع تداول هذا المنتج في البرازيل يقول الدكتور عماد صبحي الحاصل على دبلوم الأمراض الجلدية: التحريم جاء نتيجة الغش في المادة الأصلية, فعندما يكون تركيز مادة "الفورمالدهيد" أكثر من اللازم قد يتسبب ذلك في حدوث السرطان فعلا, لذلك يجب على كل سيدة ان تراعي المكان الذي تحصل منه على أي مادة تستخدمها في دهن الرأس للتأكد ان المنتج غير ضار بالبشرة أو الجلد«.
الغش هو المشكلة!

ويرى استاذ الأمراض الجلدية الدكتور محمد التهامي »أن الغش هو المشكلة التي تواجه أي منتج من الممكن أن تكون المادة الأصلية فعالة جدا, ولكن الغش الذي يحدث بإضافة مواد مجهولة أو مواد خطيرة, غير مصرح بها, هو الذي قد ينتج عنه اصابة الناس ببعض الأمراض , والمشكلة الأخطر أن صالونات التجميل تتعمد ايهام الناس وخداعهم ف¯»الكرياتين« قد يغذي الشعر ويعالجه اذا ما استخدمت المادة الأصلية, ولكن ليس له أي قدرة على معالجة الشعر او تنعيمه بدليل انه لا يستمر لفترة طويلة, لآن طبيعة الشعر لا يمكن تغييرها الإ عن طريق استخدام المواد الكيماوية فقط«.

منقول من ايميلى