|
سماحة الشيخ سعيد النوري من بني جمرة : نحتاج لعمل جماهيري سلمي يتمتع بثلاثة عناصر عبدالأمير داود ـ مأتم الغرب ـ بني جمرة وفقة مع المنهج السياسي عند أهل البيت عليهم السلام كان عنوان المحاضرة التي القاها سماحة الشيخ سعيد النوري في مأتم الغرب من قرية بني جمرة ، وذلك ضمن احياءها لمولد الأمامين الباقر والهادي عليهم السلام . حيث أكد سماحته على ( اهل البيت عليهم السلام من خلال عدد من المواقف السياسية والاجتماعية ، يوضحون بعض المبادئ التي تقوم عليه منهجهم في العمل السياسي، أولاً بعد رحيل الرسول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، وبعد ذلك الانحراف والانقلاب الذي حرف بالمسيرة الإسلامية وابعد ، أهل البيت عليهم السلام عن مقام الولاية والحكومة. بعد هذا الانحراف والانقلاب كان أهل البيت عليهم السلام يخططون للقيام بنهضة شعبية من اجل استعادة الحقوق لنصابها. والروايات التي تقول أن أمير المؤمنين سلام عليه دعا في مجمعه أربعين من الأنصار من أجل تمثيل نهضة شعبية تعيد الحقوق إلى نصابها . مضيفا ( ولكن نحن نعلم جميعا أن الأمير سلام الله عليه لم يستطع أن يحقق المصداق الشعبي الذي يطمئنه من أجل استعادة الحقوق الى نصابها الطبيعي وهنا أهل البيت عليهم السلام أيها الأحبة عندما يتطلعون لمواجهة الانحراف والمشروع الظالم يشرطون هذه المواجهة بوجود نصاب شعبي من الأنصار كمي وكيفي فعندما لا يتحقق هذا النصاب تصبح النهضة الشعبية غير ممكنة وغير فاعلة . مؤكداً أن ( أمير المؤمنين سلام الله عليه بعد رحيل الرسول المصطفى صلى الله عليه وآله وبعد ان لم يتمكن من تحقيق النصاب الشعبي الذي يعتمد عليه في تقويم الانحراف ، عمل أمير المؤمنين سلام الله عليه ، وعمل أهل البيت عليهم السلام ، عمل على سياسة ثانوية بمعنى أن المطلب الأساسي والأصيل لأهل البيت عليهم السلام هو النهوض بنهضة وثورة شعبية ولكن عندما لا تكون هذه الثورة ممكنة والنهضة لا تتوفر مع النهوض هنا. واستطرد سماحته في شرح المنهجية قائلاً (أهل البيت عليهم السلام ينتقلون الى المنهجية الأخرى وهذه المنهجية الأخرى تقام على ثلاثة عناصر : العنصر الأول : أن أهل البيت عليهم السلام رغم ظروفهم الخاصة التي لا تسمح لهم ولا توفر لهم الأرضية للنهضة الشعبية لعدم وجود الأنصار والنصاب الكمي والكيفي إلا ان أهل البيت عليهم السلام لا يمنعون الثوار المصلحين والناهضين المخلصين لا يمنعونهم من القيام بالثورات والنهضات الإصلاحية بل أكثر من ذلك لدينا بعض النصوص التي تؤكد أن أهل البيت عليهم السلام كانوا يشجعون الثوار الصالحين والمخلصين على النهوض لتصليح الأوضاع. لذلك في زمن أميرالمؤمنين عليه السلام في زمن عثمان لم تكن المصلحة أن ينهض أمير المؤمنين سلام الله عليه قبل أن تنضج الأمور لكن أباذر وهو من حواريي أمير المؤمنين عليه السلام ومن الخواص ومن المقربين لأمير المؤمنين سلام الله عليه ينهض بثورة سلمية هي مصداق لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هي ( افضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر) مستشهدا سماحته بالصحابي الجليل حيث قال ( فأبو ذر يقوم بنهضة وثورة سياسية سلمية بالكلمة الحقة في وجه عثمان وجه معاوية ويحقق تعاطف شعبي كبير وعي شعبي بإتجاه رفض المظالم التي ترفض من تلك السلطة حتى مدح الأمير عليه السلام أباذر بتلك الكلمات الرائعة الموجودة في نهج البلاغة أنك غضبت لله .أن القوم خافوك على دنياهم الخ مضيفا ( فكانوا أهل البيت عليهم السلام بغض النظر عن الظروف المؤاتية أو غير المؤاتية كانوا يدعمون ويشجعون ويرشدون النهضات الإصلاحية التي تدخل تحت عنوان الغضب لله أو تدخل تحت عنوان كلمة حق عند سلطان جائر مضيفا أكثر ( لذلك أهل البيت عليهم السلام يمدحون زيد الشهيد رضوان الله عليه يمدحون الحسين صاحب فخ يمدحون الثورات الإصلاحية وأن أكثر الثورات انطلقت في ظروف غير مؤاتية ، الهدف من تشجيع هذه النهضات هو الحفاظ على الحس الثوري والإصلاحي في الأمة وأن لا يموت وعي الأمة وارادتها في علاقتها مع السلطة الجائرة ثم انتقل سماحته إلى العنصر الثاني من سياسة أهل البيت عليهم السلام حيث قال ( : أن في المنهج السياسي لأهل البيت عليهم السلام يتمثل بتشجيع بعض القيادات الموالية لهم للدخول في السلطة القائمة وهي تحتاج لتوضيح ، فالقضية المشهورة وموقف الأئمة عليهم السلام من علي بن يقطين ، فكان يلح ويطلب من الأمام موسى الكاظم عليه السلام أن يخرج من وزارة هارون الرشيد وكان الأمام كما أكد سماحته أن ( الأمام موسى الكاظم عليه السلام يصر على علي بن يقطين أن يبقى وهذه القضية تحتاج لدراسة موسعة ومعمقة لكن اريد أشير لبعض الشروط التي اشارت لها بعض الروايات وبعض الدراسات وبعض العلماء. من جهة أخرى أكد سماحته ( أن الأمام موسى الكاظم عليه السلام في الوقت الذي يشجع علي بن يقطين يمنع أخرين منعاَ مشدد الشرط الأول : أن لا يكون دخول الشخصية السياسية لهذا الحكم اعتراف لهذا النظام ولهذه السلطة وتقويته لها وخصوص في ممارساتها الظالمة الشرط الثاني : أن لا تكون هذه الشخصية معرضة للذوبان السلبي في جهاز السلطة. بمعنى أن هناك شخصيات ليس لها حصانة عقائدية و حصانة روحية ولا حصانة تقوائية ولا أخلاقية ولا شرعية تمنعها من الذوبان في جهاز السلطة فبدل أن تغير في السلطة تتغيرهي. أراد أحد الشروط الرئيسية التي يجعلها أهل البيت عليهم السلام ، ولذلك الأئمة كانوا بعض الشخصيات يمنعونها وبعض الشخصيات يسمحون لها. الشرط الثالث : وهو شرط مهم وهي أن تملك صلاحيات حقيقية وفاعلة في التأثير ، فعلي بن يقطين كان الوزير الأول لهذا الوزير وكان لديه صلاحيات واسعة لدرجة أن يرجع الأموال التي تأخدها السلطة منهم ويرجعها للموالين ، كان يمتلك صلاحيات واسعة ولم يكن معروف بالتشيع وكان وجوده في داخل السلطة لا يشكل أي إشارة سلبية بإعتراف الأمام سلام الله عليه بهذه السلطة. كانت هذه الشروط الثلاثة وربما غيرها من الشروط وفي إطارها كان مسموح لبعض الشخصيات الخاصة للدخول في أجهزة السلطة للتخفيف في القضايا المعيشية للموالين لأهل البيت عليهم السلام . الأمر الثالث من معالم المنهجية السياسية عند أهل البيت فأكد سماحته إن ( في سياسة أهل البيت عليهم السلام أن الأمام المعصوم يقوم عملياً بتربية الأمة وتغذيتها ثقافيا وعقائديا وتربوياً وتشريعياً من أجل كما يعبر الباحثون ببناء الجماعة الصالحة والقاعدة الشعبية الجماهيرية التي يمكن أن تكون قاعدة للنهضة التي يتطلع لها أهل البيت عليهم السلام . لذلك أهل البيت عليهم السلام كانوا يؤكدون على ضرورة بناء المجتمع الموالي لهم المنضوي تحت قيادتهم والمستقل تمام الأستقلال عن السلطة القائمة لدرجة أن الأمام الصادق عليه السلام وغيره من الأئمة عليهم السلام كانوا يشددون للموالين لهم على ان لا يرجعوا في القضايا القضائية للسلطات الجائرة وأن تدعموهم حتى في بناء مسجد أو صناعة جسر على نهر مثلاَ كانوا أهل البيت عليهم السلام يركزون على بناء المجتمع الصالح الثوري الذي هو مهيئ للنهوض وفي حالة استقلالية سياسية وعقائدية واجتماعية واقتصادية عن السلطة القائمة ، صناعة المجتمع الثوري الصالح المستقل عن السلطة القائمة. هذه هي أهم معالم المنهج السياسي عند أهل البيت عليهم السلام . وهو منهج يسعى للحفاظ على الحالة الثورية في المجتمع من خلال تشجيع الثورات وفي نفس الوقت يسعى لحالة الاستقلال والبناء العقائدي والروحي والتخفيف من الحالة المعيشية للمجتمع. ثمم انتقل سماحته للوضع البحريني الساخن حيث أكد ( أما في المنهج السياسي في البحريني وبالخصوص قضية المشاركة والمقاطعة ، أقول ايها الاحبة وأيها المؤمنون في أشكالية المشاركة في البرلمان الأشكالية الأولى هل يمكن مقاربة واعتبار أن المشاركة البرلمانية اليوم هي قضية تشبه قضية مشاركة علي بن يقطين في جهاز هاورن الرشيد أن أعتقد الجواب لا ؟؟؟ لماذا،، وهذا يحتاج لكثير من التفاصيل ، لكن هناك عدة اشكاليات تواجه المشاركة السياسية واولها هي أن المشاركة البرلمانية تمثل اعتراف ضمنياً وعمليا بدستور 2002م دستور المنحة ويمثل ليس فقط اعتراف بل تكريس وترسيخ وتعميق للمشروع السلطة القائم على دستور 2002م وهذه القضية أصبحت واضحة . الإشكالية الثانية : هناك مخاوف حقيقية من تأثر قوى المشاركة بالأجواء الداخلية بالمشاركة الإشكالية الثالثة : هو أن المشاركة هل هي في أطار صلاحيات حقيقية وفاعلة ومؤثرة . فعلي بن يقطين كان الوزير الأول كان يؤمر وينهى ويرجع الأموال فهل هذه وأضاف ( أن المشاركة أليوم بهذا المستوى من التأثير من الصلاحيات أعتقد أن بعد هذه التجربة أصبح من الواضح أن سقف المشاركة وايجابيات المشاركة هو سقف لا يرى إلا بالمجهر ويحتاج لتكبير حتى نلاحظ الإيجابيات مؤكدا ( إذن المشاركة أمام اشكاليات وربما أن المشاركة كانت نظرية أم الآن عملية فأصبحت مشاهد ة رؤي العين. معنى الانقلاب على الدستور والميثاق كانت الضرورة والقدرة مهيأة لنهضة جماهيرية سلمية لتقويم ما حدث من انقلاب كانت كل الظروف داخليا وخارجيا والعالمية والإقليمية كانت الضرورة في حينها كلها تتلاحم لتمهيد الأرضية بالقيام بعمل شعبي قوي وفاعل وسلمي من أجل الضغط على السلطة في بداية الانقلاب والانحراف على الميثاق وكانت مشكلة كبيرة لم يتم تداركها وتم السكوت عن ذلك الانقلاب . لذلك اليوم في واقع البحرين المشروع السياسي الأول هو أن يتوحد الشعب البحريني بقواه الحية والمعارضة في عمل شعبي ضاغط وفاعل من أجل المطالبة بإعادة الحقوق إلى نصابها ، لكن انشقاق المعارضة واختلافها يجعل هذا الخيار حاليا توحد المعارضة في خيار شعبي يصبح قضية صعبة بسبب الاختلافات الانقسامات مضيفاً في سؤال جديد ( لكن السؤال هل هناك منطق ومصلحة في أن نربط كل الشعب البحريني باختلاف تلاوينه المعارضة بخيار واحد وهو خيار المشاركة بغض النظر عن الأخوة الذين يرون المشاركة خيار استراتيجي متسائل سماحته ايضا هنا ( السؤال اليوم بعد أن اتضح سقف المشاركة هل هناك منطق سياسي سليم في اطار المنهج التكاملي عند أهل البيت عليهم السلام الذين يشجعون بعض القيادات في الدخول في السلطة ويشجعون في بعض القيادات بالقيام بنهضات شعبية . وتسائل سماحته ( هل هناك منطق ومصلحة بأن نرهن مصير الشعب البحريني ومستقبل الشعب البحريني بخيار واحد وهو خيار المشاركة بعد اتضاح السقف المحدود جداً بايجابيات المشاركة ، هل هناك مصلحة ومنطق في ذلك ، الجواب لا !! وأكد سماحته على تأسيس حالة من الوعي حيث قال ( لذلك لابد على الأقل لتأسيس حالة تكاملية بناء على وعي معمق لمشروع أهل البيت عليهم السلام السياسي اليوم نحتاج لعمل جماهيري سلمي يتمتع بثلاث عناصر العنصر الأول : من ثلاث شروط وهو أن هذا العمل السلمي الجماهيري لا يمثل حالة احتكاك داخل صفوف المعارضة لا يشكل حالة اصطدام واحتكام. الشرط الثاني أن هذا العمل لا يمثل حالة احتكاك امني مباشر مع السلطة الأمنية الشرط الثالث: أن يكون هذا العمل الجماهيري السلمي ضاغط وفاعل قوي وقادر على صناعة التوازن مع السلطة ، وقد تسألون هل هناك آليات ووسائل للعمل الشعبي السياسي الجماهيري تتوفر على هذه الشروط الجواب نعم هناك آليات ووسائل تجنبنا الاحتكاك الداخلي ولكن يعتمد على وعي الجماهير والمجتمع يجنبنا الاحتكاكات الأمنية بصورة كبيرة وقادرة على التنفيد اليوم شعب البحرين إما أن يضل يرهن مستقبله واوضاعه لهذا البرلمان وبهذه المشاركة وأما أن يبدأ يؤسس لآليات تتكامل مع هذا الخيار وبالتالي شعب البحرين يفتح أمل جديد البعض ربما يتساءل عن العمل الشعبي ماذا يميزه عن المشاركة وهو أن المشاركة سقفها واضح ولا يمكن أن يتغير قوانين المجلس واضحة أما المشاركة الشعبية والعمل الشعبي الجماهيري فسقفه مفتوح للتأثير والإصلاح واختمم سماحته المحاضرة حول جدوائية العمل الجماهيري حيث قال ( العمل الجماهيري إذا توفرت له القيادات الشعبية الحكيمة والجماهير والنخب الشجاعة والحكيمة وكان هناك فعاليات مدروسة ومخطط لها وفق أجندة شعبية وطنية واضحة فهذا العمل الشعبي بتراكمه مفتوح على احتمالات الإصلاح ولا نقول أنه سيصلح الأمور مائة بالمائة ولا نقول أنه سيصلح الأمور بليلة وضحاها ولكن إمكانيات الإصلاح ستبقى مفتوحة أما المشاركة فيبقى سقفها غير مفتوح. |
| الساعة الآن 11:00 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir