![]() |
رجال من التاريخ <div> http://www7.0zz0.com/2009/06/24/11/901726704.jpg هيهاتَ قد عَلِقتكَ أشْراكُ الردى واغتالَ عُمركَ قاطِعُ الأعمار بكرُ الفهد ، وسليلُ العزيزيّن ( 1 ) ذاكَ الذي آتاه الله من كلِّ زينةٍ مجلس ، ومن كُلِ لذيذٍ طَعم ، وعلى كل عُلوٍ عرش . بهاء في الطلوع ، وجمال في الشكل ، وعراقة في النسب ، وهيّبة في المحفل ، وذوق في الحديث : تكاد نغمةُ صوته تَسلبُ الألباب ! أميرُ الشباب ( 2 ) مرتين ؛ مرةً لحُسنه ، وأخرى لمنصبه ! فكما أنّ " الربيع " وجهه الخُضرة ؛ فإنّ " الشباب " وجهُهُ فيصل ! وباختصارٍ لهاته لخصال ؛ أوتيَ " فيصل " من كل شيءٍ سببا ؛ ثم قَطعَ كلَ هذا سبب !! نعم ؛ إنّه الموت الذي لا يعرف جليلاً أو حقيرا ، ولا يحفل بمكانة أو وسامة ، ولا ينحبس لأجل مضيٍ أو وقوف ! هكذا .. هكذا وبكل بساطة يُعلن الديوان الملكي : موت " فيصل بن فهد " لعُمرٍ يُناهز الرابعة والخمسينَ عاماً ، دون مرض أو هرم ! لأدخل بعد هذا الخبر في حديث طويل مع النفس عن حقيقة الموت ، ووهم الحياة ! ما أخذتْ ميتةُ رجل من مشاهير زماننا مثل ميتة " فيصل " من نفسي ؛ فلقد كانَ ملء السمع والبصر طيلة حياته ... وقبل وفاته بأسبوع واحد : تجمهرَ الحُسنُ كلُهُ حولَه ، وانطلقَ المغناطيس ؛ إذْ كان يُلقي كلمة الاتحاد العربي لكرة القدم في افتتاح بطولتها في " عمّان " بحضور ملك الأردن " عبدالله الثاني " ! فألقى حينها كلمةً رائعة البيان ، إسلاميّة المفردات ؛ بأسلوب أخاذٍ وجميل ، كان فيه " فيصل " متوهجاً كالضوء ، ومتلألئاً كالقمر ، وسامقاً كالعملاق ؛ يَثمَلُ الحرفُ منه قبل المُستمع ؛ مما اختطفَ له انتباه الجميع ؛ حتى أني كنتُ أذكر ملك الأردن في الاستاد الرياضي ، قد شُده بصرُه ، واستطالت عنُقُه صوبَ " الأمير " وهو الذي كان يتجلّى آنئذٍ : أدباً وصوتاً وصورة في إلقاء كلمته ! كيف يموت من كانت تلك وقفته ! وكيّف يذوب من كانت تلك صفته ! وكيّف يغيب من كانت تلك شمسُه !! هكذا يزول كل شيء في لحظة ! نعم ؛ إنّه الموت قاطعُ كل عُمر ، ومُفرق كل جميع ! ومن حينها ؛ وأنا لا أرى أقرب للإنسان من الموت : إلا الله ! رحم الله فيّصل بن فهد ، وغفر له ولأبيه ولجميع المسلمين . =========================> <div align="left"> |
الساعة الآن 08:12 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir