ايران والحالمون العرب
 

مصطفى سعيد العرب
[email protected]
22/6/2009

حين يكون القرار ، من اية جهة أتى ، هو تحويل ايران من دولة اقليمية كبرى، صاعدة ومتقدمة، الى دولة فاشلة كباكستان وافغانستان،او مضطربة امنيا كالعراق الجريح والسودان،فلا بد ان يقابله قرار اعلى سقفا واكثر صلابة وحزما.
من هنا اقرأ خطاب سماحة السيد علي الخامنئي حفظه الله تعالى يوم الجمعة الماضي،الذي كان شديدا وحاسما في وجه كل من تسول له نفسه في ان يتدخل في امور ايران الداخلية،سواء أكانت دول ام وسائل إعلام لأثارة الفتن والتحريض وتقليب الحقائق،ومساندة من لايستحق المساندة.نقول هذا بمعزل عن صحة نتيجة الانتخابات المختلف عليها ،التي اتخذها المحرضون في الداخل والخارج مطية لزعزعة امن واستقرار البلاد.وفي الحقيقة لقد تجاوزت الاحداث هذه الانتخابات الى ماهو ابعد بكثير !.
كنت ابحث بين المتظاهرين الايرانيين في امريكا والدول الغربية ،عن العلم الايراني فإذا بي اجده مرفوعا وبأعداد كثيرة لكني وجدته مشوها!؟.فقسم من هؤلاء الايرانيون في اوروبا قد رفع علم بلاده منزوعا منه اسم الجلالة(الله).أما ايرانيو الولايات المتحدة قد رفعوا علم بلدهم القديم تتوسطه صورة الاسد كرمز للعهد البهلوي ؟. بل اضيف على ذلك،انه كان يرى احدهم في مظاهرات طهران يرفع صورة الامام الخميني(قدس)والسيد الخامنئي مقلوبة وكان يتعمد ذلك امام وسائل الاعلام!.يحدث هذا مع احترامي للكتلة العددية الكبيرة التي يمثلها تيار السيد موسوي،إذ في مقابل ذلك، على العالم ان يحترم الكتلة العددية الهائلة للرئيس احمدي نجاد. السؤال هنا:هل هؤلاء المتظاهرون خرجوا في شوارع الدول الاروبية احتجاجا على نتيجة الانتخابات ومساندة للمرشح مير حسين موسوي،أم خرجوا بتحريض من دول ومنظمات لاتريد لبلدهم الخير والتقدم؟ هل مير حسين موسوي يقبل ان يشوه علم بلاده بهذه الصورة او ان يعاد علم بلاده القديم؟ لا اعتقد ذلك بتاتا،بل ان السيد موسوي نفسه لا ينتمي ولو بنسبة واحد بالمائة لتلك الجماعات الغوغائية،فهو ابن للثورة ومدين لعلم بلاده الذي شارك في صنعه، وهو ايضاتلميذ من تلاميذ الامام الخميني(قدس)،ولو قدر له الفوز بالرئاسة لما حاد عن خط الامام الخميني.
إذن،السر في رفع تلك الاعلام هو ارادة تلك الجماعات والدول في اسقاط الدولة وإعادتها إما للملكية الشاهنشاهية او لدولة تابعة وضعيفة،إذ ان خروجهم هذا ليس حبا في رفسنجاني ولا مير حسين ولا لخاتمي،وإنما لأجندات سوداء يراد لها ان ترى النور بمساندة غربية وعربية مستغلين الاحداث الحاصلة حاليا في ايران.نعم اشدد على اجندات دول عربية ،وهذا ما اكده بدلائل المحلل السياسي امير الموسوي الذي بالمناسبة قد اعطى صوته للسيد موسوي.
وإلا ماهو السر من ذلك الدفع الاعلامي المحموم ضد ايران من دول مايسمى بالاعتدال العربي؟ لنأخذ قناة العربية واخواتها ،صحيفة الشرق الاوسط وموقع ايلاف وتوابعهم مثالا.إن الذي يتابع هذه الجوقة الحالمة يتصور ان الدولة في ايران سوف تسقط بعد ساعة من الزمن وليس غدا،وذلك بسبب الكم الهائل من الاخبار الكاذبة والاقلام المسمومة،التي اقرأ بين سطورها الحجم الكبير من الحقد والبغض الذي اعمى بصيرة اشباه الرجال!.
تقول قناة العربية :" خامنئي يرفض الاحتجاجات ولن يرضخ للشارع الايراني".بثت هذه الجملة على شاشتها والرجل لم ينتهي من خطبته بعد.لكني اعتقد ان العربية واخواتها قد رأوا الشارع الايراني بعد صلاة الجمعة مباشرة حين هبت كل مدن ايران الاسلامية نساء ورجالا وشيوخ واطفال ملبين نداء قائدهم،إذ يبدو ان هؤلاء الملايين التي خرجت يوم الجمعة لا تمثل الشارع الايراني بنظر تلك القناة. ربما ان قناة العربية قصدت بالشارع الايراني هم اولائك الذين حملوا علم ايران في الغرب ممسوخا.
نقول لهذه القناة واخواتها ولمن يقف خلفهم،كفى حلما وامنيات،فهذه عاشر انتخابات رئاسية تقام في ايران،لأن الاقتراع المباشر من الشعب لإختيار رئيسهم حلال زلال في ايران،لكنه حرام لديكم كحرمة الجمع بين الاختين،فأين حقوق الانسان والديمقراطية التي تطنطنون بها على مسامع العالم،كفى ايها المدافعون عن(حقوق الانسان) فبيتكم من خيط العنكبوت.
ان تلك الدول وهذه الجوقة الاعلامية السوداء،لم تزل تحلم بنفس الهدف الذي دفعت من اجله السفاح صدام حسين حين ساندت ووقفت ودخلت معه في الحرب المفروضة على ايران.اننا نقول لكم ايها العرب الحالمون،انكم لم تستطيعوا من الوصول الى هدفكم طيلة ثمان سنين من الحرب،فكيف ستصلونه عبر عربيتكم وايلافكم؟؟
يقول المحلل السياسي انيس النقاش:"ان الغرب وامريكا وجدوا في هذه الاحداث فرصة لإضعاف ايران،كي يتم التفاوض معها في الملفات المختلفة من موقع القوة ليس إلا".لكن يااستاذ انيس ما عسانا نقول لقومنا الحالمين،حين يكون اصطفافهم ضد ايران هو اصطفاف طائفي مذهبي،حاقد شامت.فهذه الاقلام في الكيان الصهيوني تقول ان موسوي لايختلف عن نجاد في الملفات العالقة وفي السياسة الخارجية.فهل يتصور عرب الاعتدال ان موسوي سيكون لهم كرزاي افغانستان؟ .نضيف للعرب الحالمين،ان كثيرا من الدوائر الغربية والامريكية،اجمعت على ان لامصلة لها في اسقاط نظام الجمهورية الاسلامية،فضلا عن عجزها،حيث انها تعرف ان الذي يحكم ايران هم هؤلاء الملايين الذين خرجوا بعد صلاة الجمعة.هذا إضافة الى حاجة هذه الدول الماسة لإيران مستقرة لحلحلة ملفاتهم في المنطقة.****
وقبل ان نختم ، نسجل ما قاله بعض المفكرين العرب بشأن هؤلاء الحالمين،ومنهم السيد ادريس هاني حين كتب :هناك بعض وسائل الاعلام العربي التي لم تعد تخجل من نفسها وهي تمارس الأستاذية على الديمقراطية الايرانية التي تفصلها عنها عشرات القرون أو أزيد. ينطلق هذا الاعلام الغوغائي من مواقع لم تعرف ولم تعد تحلم بواقع انتخابي على صعيد البلديات ومجلس النواب، فكيف بالانتخابات الرئاسية.

أما السادة عزمي بشارة وعبد الباري عطوان، كتبوا عن استغرابهم من هذا الهجوم الاعلامي المكثف ضد ايران من قبل مايسمى دول الاعتدال.لكن هذا الاستغراب سيزول حين نعرف ان نفس هذه الدول انفقت عشرات الميزانيات لدولهم لمساندة مجرم العراق في حربه ضد الجمهورية الاسلامية.
قال عز من قائل:" قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ".آل عمران 118.